صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

من الموصل ، حوار حول الأربعين 
إيزابيل بنيامين ماما اشوري


  منذ مدة طويلة وأنا في الموصل الحبيبة أنا وعائلتي وبقية أهالي المنطقة نُعيد بناء ما هدمته قطعان داعش. وفي يوم أمس المصادف 6/10/2020 وفي نفس هذا اليوم زار المنطقة الراهب جبرئيل دنخا كوركيس عن الكنيسة الآشورية الرسولية متنقلا بين العوائل لجمع التبرعات لبناء بعض الكنائس التي تم تخريبها. وكان خالي حاضرا ايضا الذي قدمني للراهب قائلا :

 بنت اختي ايزابيل بنيامين. فالتفت الراهب وقال : انت التي صدعتي رؤوسنا مالي لا اراك تذهبين إلى زيارة الأربعين الشيعية وأنت قلتي انها مذكورة في الكتاب المقدس في سفر إرمياء .

فقلت له : وهل قرأت نص إرمياء . فأخرج الكتاب المقدس من جيبه وفتحهُ على إرمياء وقرأ النص . ثم قال؟ لم اجد كربلاء في سفر إرمياء!

فقلت له سوف اقرأ لك الجزء ما قبل الأخير منه .
 قال :إرمياء يصف حدث سوف يتكرر كل عام 
: (هانذا آتي بهم من أرض الشمال،وأجمعهم من أطراف الأرض. بينهم الأعمى والأعرج، والحُبلى والماخض معا . جمعٌ عظيم يرجعُ إلى هنا ـ كل عام ـ بالبكاء يأتون، وبالتضرعات أقودهم. أسيّرهم إلى أنهار ماء في طريق مستقيمة لا يعثرون فيها).(1)

فقال : ولكن أين كربلاء؟
فقلت له : اسألك .
قال: تفضلي.

قلت : هل تستطيع ان تقول لي أين هذا الجمع العظيم الذي يأتي كل عام باكيا من أطراف الأرض. بينهم الأعمى والأعرج والحبلى والصغير والكبير والمريض والصحيح . أين هذا الجمع الذي يصفه الرب بأنه جمعٌ عظيم . ومن أين استمد عظمته وفي أي مكان يجتمعون؟
فسكت ولم يحر جوابا. ثم قال : ولكن سفر إرمياء يتحدث عن بني إسرائيل.

فقلت له : ولكن أين هذا الجمع وهل بني إسرائيل اليوم يفعلون ذلك . وهل يأتون إلى جهة معينة بالبكاء والنحيب والتضرعات ويجتمعون من أطراف الأرض نحو هدف محدد لهم؟ ألا ترى أن المسيحية بدأت تنتبه لذلك فتُشارك في هذا الجمع العظيم السائر نحو كربلاء وهم يحملون الصلبان والرايات فيندفعون بكل أمان نحو الهدف المرسوم لهم . ألم تقرأ إرمياء وهو يقول : (هانذا آتي بهم ــ واجمعهم ــ أقودهم ــ أسيّرهم). والمقصود هنا هو الله الرب الذي يأتي بهم ، حيث تعهد بأن يجعل مثوى هذا القديس قبلة للزائرين وقبلة للأحرار ، وقبلة للعاشقين. ثم اسألك يا جناب الأب : هل تستطيع ان تخبرني عن سبب انتشار قبور المسيحيين حول بقعة كربلاء؟ هل تعلم يا جناب الأب أن أول من بكى من النصارى راهب احتضن رأس الحسين في كنيسة في ضواحي الموصل باتجاه نصيبين. هل تعلم يا جناب الأب أن أول من قُتل في كربلاء من النصارى هو (وهب بن حباب الكلبي) وقد قُتلت معهُ امه فماذا كانا يفعلان هناك ، وهل تعلم ثاني من قُتل من النصارى من هو ؟ إنه كبير بطارقة الروم الذي كان مبعوثا إلى يزيد من قبل ملك الروم.فاعترض على قيام يزيد بنكث ثنايا الحسين أمامه فأمر بقتله.

يا جناب الأب جبرئيل . سيبقى قولي أنها كربلاء وأنها زيارة الأربعين ، حتى تأتيني بما يُناقض كلامي.

فقال الراهب : لقد اكثرتي عليّ ، أنا كنت امزح معك لقد زرت قبر المقدس الحسين مع وفد الكنيسة المشرقية الرسولية الآشورية مع غبطة البطريرك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي عام 2011 فشعرت بهيبة المكان وشعرت كأني في عالم لا علاقة له بالأرض ولم اشعر بمثل هذا الشعور في أي كنيسة او مكان.

كل عقل يحتاج إلى هزّة عنيفة لكي ينتبه للحقيقة. 

المصادر:
1- سفر إرمياء 31: 9.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/23



كتابة تعليق لموضوع : من الموصل ، حوار حول الأربعين 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net