صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

الوان حسينية كل الالوان في زيارة الاربعين
حيدر الحد راوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يتساءل الكثيرون ماذا فعل الحسين بن علي "عليهما السلام" كي تفد عليه الناس من كل المدن العراقية ومختلف دول العالم ؟ ، أم إنهم يلعبون أو لعلهم مغالين أو ماذا يجري بالضبط؟ ، فلم يشهد العالم حركة بشرية بهذه الضخامة من أجل زيارة ضريح شخص دفن منذ قرون ، مسيرة تستمر اسبوعين وأكثر ، تنطلق من كل بيت وتنتهي في كربلاء ، من جانب أخر ، على طول الطريق هناك مواكب تقدم الدعم الكامل لحجيج كربلاء ، مبيت ، طعام ، شراب ، غسل الملابس بل وحتى صيانة الأحذية وصبغها ، بالإضافة الى إن جميع أو أغلب البيوت الواقعة في المدن والقرى التي يمر بها حجيج كربلاء مفتوحة لهم وموفرة لهم كافة الخدمات ، هل جن هؤلاء ؟ أم إن في الأمر سر نجهله ؟!. 
لغرض الجواب على هذا التساؤل نحتاج أن نعود الى الوراء قليلاً ، وبالتحديد الى اليوم الذي عرف بيوم المباهلة ، حيث هناك واقعة لطيفة ومهمة وقعت بين النبي الأعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم وبين نصارى نجران ، انتهى التفاوض والنقاش في الخروج الى المباهلة ، بعد تحديد الزمان والمكان ، خرج النبي محمد صلى الله عليه واله برفقة علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين "عليهم السلام" ، ورفض أن يلتحق به أحداً من الصحابة ، ايّاً كان ، وأقبل وفد نصارى نجران ، فقال قائل حكيم منهم وهم اهل خبرة بالديانات "إن بأهلنا ـــ محمد ـــ بقومه بأهلناه، فانه ليس بنبي، وان باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله فانه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق" ، اكتشفوا انه "صلى الله عليه واله" قد خرج بأعز ما يملك ، بقرابته المقربين ، تأمل رئيس وفد نصارى نجران وقرر عدم المباهلة وأتفق الطرفان على دفع الجزية .
الملاحظ هنا إن النبي محمد صلى الله عليه واله خرج بأعز ما يملك الى ميدان لا يخرج منه ولا يسلم الا طرف واحد ، والطرف الأخر يفترض أن يهلك إن تمت المباهلة حسب القواعد المتبعة ، بكل ثقة خرج "صلى الله عليه واله" بنفسه وبصحبة ربيبه علي وأبنته فاطمة أم أبيها وولداه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، لم يترك خلفه أعز وأغلى منهم ، كذلك فعل الحسين بن علي "عليهما السلام" حين خرج لله ، وسار في الله ، بأعز ما يملك ، بكل طاقته وذخيرته ، لم يستثني نساءً ولا أطفالاً ، حتى أولاد أخيه الحسن بن علي "عليهما السلام" ، جميع المنتسبين لآل النبي ، قدمهم قرابين الى الله ، قتلاً وتشريداً وسبياً ، لم يدخر شيء إلا وقدمه في سبيل الله تعالى ، حتى جاءت الساعة التي قدم فيها روحه وجسده للسيوف والرماح ، وعظامه للخيول ، مع ذلك كله سلبوا ثيابه الممزقة ، وقطعوا خنصره بغية نزع خاتم كان يتختم به ، لم يبقوا شيئاً على الأطلاق ، فصلوا الرأس الشريف وعلقوه ورفعوه فوق رمح ، وتركوا الجسد مسجى على الارض يتعرض للفحات الشمس اللاهبة . 
واقعاً ، أن تموت ويموت بعدك أبنائك وأخوتك وكافة أقاربك ورفاقك في الدرب شيء ، وأن تراهم يلاقون مصارعهم أمامك شيء أخر ، تشهد مصرعهم واحداً تلو الأخر ، وترفع أجسادهم وتنقلها من ميدان المعركة الى مكان قرب المخيم ، شيء لا يمكن الشعور به الا لمن عاش تجربته وذاق مرارته ، تجربة أليمة ، لازالت مرارتها في أفواه المؤمنين ، فكيف بمن عايشها لحظة بلحظة !. 
فالحسين بن علي "عليهما السلام" أعطى لله كل شيء ، فأعطاه الله كل شيء أو من كل شيء ، فلا غرابة وأنت ترى يوم "الأربعين" ومسيرته الخالدة كل الألوان قد أثبتت وجودها وحضورها أيضاً ، بالإضافة الى  الموجودات الأخرى ، تنوعت واختلفت واتخذت اشكالاً عدة ، وكانت في محورين :
1-    المحور الروحي: إن للروح علامات وألوان تتغير وتتقلب من حال الى حال وفقاً الى درجات الصفاء والكدر ، الإيمان والفسق ، الفرح والحزن ، وكافة الانفعالات النفسية الأخرى ، ينبغي للحاج أن ينصح لله ، يهاجر اليه ، تاركاً خلفه كل متعلقات الدنيا ، مقبلاً على الله بكل جوارحه ، نفسياً وجسدياً ، لا يشغله شاغل سوى لقاء الله بقلب نقي ، وروح صافية ، وجسد خفيف من الأحمال ، ليتلقى النور من النور ، والصفاء من الصفاء ، فيسمو في عالم الملكوت ويكتسب البياض الناصع بعد الاغتسال بأنواره ، خالعاً عنه سواد الذنوب والمعاصي ، متوضئاَ بروحانية المشهد من كل عوالق الدنيا وألوانها البهيجة والتعيسة ، متيمماً بتراب سبيل الحضرة الإلهية المقدسة الذي سار عليه الرسل والأنبياء والصالحين وذوي المقامات الرفيعة ، ليحطم جدران وحواجز النفس الأمارة ، وليتمرغ في نهاية المطاف في وحل العشق الإلهي .    
2-    المحور المادي: الألوان هنا تعددت وتنوعت أيضاً واتخذت أشكالاً عدة منها : 
أ‌)    ألوان البشرة : اختلف لون البشرة من شخص الى أخر ، بالإضافة الى ما اكتسبته بشرة الحاج من سمرة بسبب أشعة الشمس والهواء الساخن وهو يطوف المدن ، متنقلاً من مدينة الى اخرى ، مضافاً الى ذلك ، ما يضفيه التعب والانهاك من تأثير على لون البشرة . 
ب‌)    الرايات: في طف كربلاء ، وبعد وقوع العباس "عليه السلام" الذي كان يعرف بـ"حامل اللواء" ، وقعت رايته ، فرفعت في الأربعين رايات لا يحصى لها عدد ، مختلفة الوانها ، كل راية تمثل لوناً من الوان الطف ، كل لون يمثل لحظة من لحظات كربلاء ، كل لون يمثل حالة من حالات العراق ، كل لون يصرخ صرخة بوجه الطغيان. 
ت‌)    الشراب : عزم الحجيج على السفر إنطلاقاً من منازلهم ، قطعوا المسافات ، جابوا المدن والبراري ، لابد لهم من شراب ، يروي الظمأ ويبل العروق ، الماء لا لون له ولا طعم ولا رائحة ، وحده قد لا يكفي ، بل يحتاج قاطع المسافات البعيدة الى طاقة وإنعاش أكثر من تلك الموجودة في الماء ، لا بأس بمشروبات أخرى تنعش الحاج مع إن نسبة الماء فيها أكثر من غيرها ، فترى إن هناك من تصدى لهذه المهمة ، ووفر كافة الوان الشراب المختلف في الطعم والنكهة ، بدءاً من بياض الحليب واللبن ، وإنتهاءً بالشاي والقهوة. 
ث‌)    الطعام: المسيرة الأربعينية تستمر أياما وليال يحتاج فيها روادها الى الطعام في كل حل وترحال ، في كل محطة استراحة ، تصدى لهذه المهمة رجالاً ونساء ، وحتى أطفال بتوفير كافة الوان الطعام المغذي والصحي لهم وعلى طول الطريق الذي قد يتجاوز الاربعمئة كيلو متر ، سفرة ممدودة مئات الكيلو مترات في عدة اتجاهات ، تنتهي ولا تتوقف في كربلاء. 
ج‌)    محطات الاستراحة: لابد من الراحة من وعثاء السفر، والتزود لسفر جديد في اليوم التالي ، لذا وفرت محطات الاستراحة على إمتداد الطريق الى كربلاء ، كل محطة لها لونها ، وشخصيتها وطريقتها الخاصة التي عرف بها أهلها بالكرم والجود والإيثار .
ح‌)    ألوان السيارات: لابد أن نذكر في نهاية المطاف ألوان السيارات التي تقل الزوار في طريق عودتهم بعد وصولهم الى كربلاء ، لكثرتها لا يمكن إحصاءها ، لكنك تستطيع تمييز ألوانها . 
في كل طريق تسلكه وتسير فيه ، تنظر الى نقطة النهاية ، وتتمنى الوصول سريعاً ، في أقرب وقت ممكن وإن طالت المسافة ، لا يستثنى من هذه القاعدة طريقاً من طريق ، عدا طريق الأربعين ، كلما قطعت فيه مسافة ، واقتربت من النهاية تمنيت لو إنها إمتدت وبعدت أكثر ، كي لا تصل الى النهاية وتستمر في المسير ، لا عجب ولا غرابة في أن يشعر كافة المشاة إن لم يكن أغلبهم بهذا الشعور ، فالمسيرة الحسينية لا تتوقف ولا تنتهي عند حد ، بل هي مستمرة الى ما شاء الله.     
"تبقى مسيرة الأربعين الطريق الوحيد الذي ترغب أن يستمر ولا ينتهي"

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/22



كتابة تعليق لموضوع : الوان حسينية كل الالوان في زيارة الاربعين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه

 
علّق ايزابيل بنيامين ماما آشوري ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : سلام ونعمة وبركة عليكم اخي الطيب سليمان حياك الرب . طرحت مجموعة من الاسئلة يحتاج كل سؤال منها الى بحث منفصل. ولكن لابد من الاجابة ولو بصورة مختصرة . بولص شخصية مضطربة جدا فهو مجهول النسب والاصل يُعرف بأنه شاول الطرسوسي وحسب وصف الإنجيل فقد ساهم بقتل اسطفانوس رجما بالحجارة ويقول الانجيل (كان تلاميذ يسوع المسيح يرتعدون هلعا من مجرد ذكر اسمه ، وكان يلقيهم احياء في الزيت المغلي او يرضخ رؤوسهم بالحجارة) هذا الشيطان تحول فجأة إلى قديس وملاك ورسول ثم تتبع الانجيل واحرقه واتلفه وطارد التلاميذ ، ثم وضع بديلا عن انجيل يسوع انجيله المعروف بإنجيل بولص كما نقرأ في رسائله : 1- (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 16 (في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي ) 2- وقوله في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 25 ( وللقادر أن يثبتكم، حسب إنجيلي) 3- وقوله في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 8 (اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات، من نسل داود بحسب إنجيلي). ففي هذه النصوص الثلاث ذكر بولص مختصر مهمته السرية التي كلفه بها مجمع السنهدريم اليهودي. الاول أن الله سوف يُحاسب الناس يوم القيامة حسب إنجيل بولص ، فلا إنجيل غيره. النص الثاني : ان الله سوف يقوم بتثبيت إيمان الناس حسب إنجيل بولص. النص الثالث: ان قيامة يسوع المسيح من الموت تمت بحسب إنجيل بولص. واما الرقوق التي جاء بها من منطقة العربية فهي مدرجة في إنجيله وكلها خزعبلات كتبها يهود الجزيرة له وامروه ان تكون بديلا عن انجيل يسوع المسيح. اما اعداء رسالة الاسلام بعد النبي فهم ابو بكر وعمر . وعمر اخطر من بولص لأنه درس عند اليهود منذ ان كان صغيرا وقد حاول ان يُدخل في القرآن ما ليس منه ولكن الرب ابطل عمله. هناك كلام كثير لا يسعه هذا المجال. تحياتي

 
علّق سامي التميمي ، على الامارات تسلم حمدية الجاف مدير المصرف التجاري العراقي السابق : هناك حقيقه متزامنة ان اكثر أموال الدوله العراقيه مهربة إلى الإمارات والأردن وهنا يبرز التزامن بقيام شياع السوداني للاردن اولا ثم الامارات وفي وقت واحد تحقق على الأرض تنفيذ المدن الصناعية المشتركه مع الأردن المفلسه والإمارات مركز المافيات وتبييض الاموال والتي ستدخل لبناء منشئات ميناء الفاو وكلتا الدولتين في اعلاه سيكونان شريكين باستخدامها أموال العراق المهربة في مصارفهما وعلى معنى مثلنا الشعبي ( من لحم ثوره واطعمه)

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة و مباركة للفاضلة ايزابيل خطر الغضب و الضلال يهدد أتباع جميع الاديان و خاصة المسلمين منهم و الدليل على ذلك اننا أمرنا أن نقرأ الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا بمعدل 22 مرة بين فرض و نافلة .و لولا فداحة ذلك الخطر لما كان ذلك التكرار .و الهداية متعلقة بالصراط المستقيم و منوطة به حتما و الصراط المستقيم معروف ذاتا و عينا . و الغضب يترتب عن قتل الانبياء و الاولياء و الابرياء و قد حصل عند اليهود و النصارى و المسلمين و الضلال يترتب عن تحريف الدين و قد حصل عند الكل و الدليل على ذلك وجود المذاهب بالعشرات عند الكل رغم ان الله واحد و جبرائيل واحد و الرسول او النبي واحد على مر العصور مما يقتضي ان يكون الدين واحدا أيضا . هناك اكثر من حديث نبوي يؤكد اننا سنتبع اليهود و النصارى شبرا بشر و ذراعا بذراع و هذا يعني ان الغضب يشمل الكل و الضلال يستوعب الكل و هناك فقط فرقة ناجية عند الكل . و لئن كان بولص تلك الشخصية الغريبة قد تطوعت لتحريف رسالة المسيح عيسى بن مريم بحماس منقطع النظير فمن المحتم ان يكون لدى المسلمين بولصهم الذي قام بنفس الدور بحماس غريب ايضا . و شخصية بولص الذي لم يتصل بالمسيح اصلا تحوم حولها مجموعة من التساؤلات تستدعي اجابات فلم غير اسمه من شاوول الى بولص؟ و بعد ان اضطهد اتباع المسيح بلا رحمة لم رحل الى الجزيرة العربية ؟ و بمن اتصل ؟ و ما هي الرقوق التي اتى بها ؟ ثم لماذا انقلب تماما و ارتدى معطف المسيحية ليخرب الدين الجديد من الداخل؟ و هذا ما حصل فعلا . و وفقا لسنة او قانون القذة بالقذة و الشبر بالشبر و الذراع بالذراع و لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه و فقا لذلك و تبعا لذلك يجب ان يكون للمسلمين بولصهم ..قام تحريف الدين من الداخل و على علماء المسلمين ان يكشفوا الغطاء عن هذا التناظر المرعب و ان لم يفعلوا عليهم بحذف احاديث القذة و الشبر و الذراع من معجم الاحاديث النبوية .تلك الاحاديث صحيحة و ثابتة و تاريخنا يؤكد وقوع مضمونها و حصوله . و للسيد المسيح قولة شهيرة : أخرج اولا الخشبة من عينيك و حينئذ تبصر جيدا . و ما لم نخرج الخشبة عن اعيننا و نكتشف بولص المسلمين فسنبقى في تيه و ضلال مبين . و لذلك فإن حصر المغضوب عليهم على اليهود فقط و الضالين على النصارى فقط و تحميلهم هذا الخطر المزدوج لوحدهم هو تضليل في حد ذاته و الآية الكريمة ( أفإن مات أو قتل ) تجعلنا نشك في كل شيء .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة و مباركة للفاضلة ايزابيل و ان شاء الله بيلا انقطاع موضوع الغضب و الضلال في الفاتحة هو على غاية من الأهمية و لو كان الامر متعلقا فقط باليهود و النصارى لما أضطر المسلمون الى قراءة الفاتحة في كل ركعة من الصلوات الخمس بمعدل 22 مرة مع نافلة الفجر و الشفع و الوتر .و هذا التكرار الكبير للفاتحة لدليل قاطع على ان خطر الغضب و الضلال يترصد بالمسلمين فهم و اليهود و النصارى سواء في هذا الأمر و لولا ذلك لما أضطررنا الى الدعاء الى الله في كل صلاة لكي يجنبنا الغضب و الضلال و لما طلبنا منه الهداية الى الصراط المستقيم و هذا الصراط معروف و واضح بذاته و عينه .و الذين حاربوا الصراط المستقيم سيكون غضب الله عليهم اكثر من غضبه على اليهود و الضلال الذي اصاب المسلمين هو افدح من ضلال النصارى . عن علي بن حمزة ، عن أبي عبد الله الصادق ، قال : ما بعث الله رسولا إلا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضلان الناس بعده ، فأما الخمسة أولو العزم من الرسل : نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم ، وأما صاحبا نوح ؛ فقيطيفوس وخرام ، وأما صاحبا ابراهيم ؛ فمكيل ورذام ، وأما صاحبا موسى ؛ فالسامري ومرعقيبا ، وأما صاحبا عيسى ؛ فبولس ومريسا ، وأما صاحبا محمد ؛ فحبتر وزريق. و ما قام به بولس يدعو حقا الى العجب العجاب فقد قام بدوره بحماس منقطع النظير و نحن لا نعلم لماذا سافر الى الجزيرة العربية و بمن اتصل و ما هي الرقوق التي اتى بها . و نحن لا نعلم لماذا غير اسمه من شاوول الى بولس و لا نعلم ان كان في مولده او اصله امر ما غير عادي مخالف للشريعة مما جعله يقوم بمهمته التضليلية على أكمل وجه و بحماس غريب كأنما هو بذرة شيطان مثل الحجاج بن يوسف . نرجو من الفاضلة ايزابيل توضيح هذه الأمور

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة للفاضلة ايزابيل لو كان المغضوب عليهم هم اليهود فقط و الضالون هم النصارى فقط لما فرض علينا ان نقرأ الفاتحة في كل ركعة و نعيد نفس الدعاء و هذا يعنى ان هناك خطرا ما قائم في تاريخ الاسلام قد يجعل المسلمين من المغضوب عليهم او من الضالين و النجاة من الامرين هي الهداية الى الصراط المستقيم و ما لم تحصل تلك الهداية فالخطر قائم و اكيد .و الطريق المستقيم معروف و الضالون و المغضوب عليهم لا يتبعونه ! ***** حقيقة بقيت متعجبا لما قام به بولس و الحماس المنقطع النظير الذي استولى عليه .هل هناك تفسير لما فعله و لماذا غير اسمه من شاوول الى بولس ؟ و لماذا ذهب الى الجزيرة العربية و بمن اتصل و ما هي الرقوق التي اتى بها من هناك ؟ هل هناك شخص يشبهه قام بنفس الدور في الاسلام وفقا للاحاديث العديدة التي تشير الى اتباعنا لليهود و النصارى شبرا شبرا ؟

 
علّق ايزابيل بنيامين ماما آشوري ، على مزامير داود، حيرة الشباب المسيحي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : سلام ونعمة وبركة عليكم اخي الطيب جاسم محمود. حياك الرب . الاسلام عنوان لا يختص بالاسلام وإنما تميز به نظرا لثباته على مبادئه كما نزلت مع أن الاسلام ايضا انحرف في بعض مفرداته عن المسار الصحيح إلا أنهُ سرعان ما يعود إلى منابعة بين فترة وأخرى. والاسلام تعني الاستسلام أو التسليم والخضوع لله وحده من دو ن شريك. وهذا ما لم تفعلهُ المسيحية ولا اليهودية . فما موجود الآن يُطلق عليه المسيحية نسبة إلى يسوع المسيح لان المسيحيين يرون ان يسوع هو الله وبالتالي فإن الدين يجب ان يكون باسمه . واسم (مسيحي او مسيحية) متأخر اطلق في انطاكية بعد رحيل يسوع بأكثر من مأتين سنة كما يقول ذلك الإنجيل في سفر أعمال الرسل 11: 26 ( ودعي التلاميذ «مسيحيين» في أنطاكية أولا). وأن الذي اطلق هذا الاسم هو بولص اليهودي ، وقد كان اسم مسيحي شتيمة في بدايته فتبناه بولص لما فيه من اهانة لهذا الدين. وقد حاول بعض المستشرقين أن يفعلوا ذلك بالاسلام فنسبوا الدين إلى النبي محمد فقالوا (الدين المحمدي) ولكن ذلك لم ينجح لان محمدا لم يقل اتباعه بأنه رب او اله بل لازالوا يصرون على ان محمدا هو نبي وعبد للرب. النتيجة فإن الدين عند الرب واحد منذ عصر آدم الى آخر ايام الدنيا. وهو الاسلام (هو الذي سمّاكم المسلمون) ولكن التسميات جائت من البشر . وعندما يقول القرآن : (ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين). فلم يستخدم القرآن كلمة (مسيحيا) بل قال نصرانيا وهي التسمية الصحيحة (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ) وبقي هذا الاسم متداولا حتى زمن النبي محمد فيُقال (نصارى نجران). ولم يقل احد بأنهم مسيحيوا نجران. تحياتي

 
علّق محمود السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : والنعم من رجال السعديه

 
علّق جاسم محمود ، على مزامير داود، حيرة الشباب المسيحي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : سلام عليكم اشكر الاخت ايزابيل على هدا الابحاث وكلام الجميل لدي شبهه بسيطه هل دين المسيح هيه دين مختلف مثل دين اسلام ام هيه نفسها دين الاسلام ولكن المسيح هيه فرع من الاسلام لئن دين سيدنا عيسى هو اسلام كيف تغير من الاسلام الى مسيح ارجو من الاخوه ايصال كلامي الى ايزابيل مقصد من كلامي هو ان الله قال في قران الكريم حكايه عن عيسى (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) وشكرا لكم .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : اياد السماوي
صفحة الكاتب :
  اياد السماوي


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net