صفحة الكاتب : شيروان كامل الوائلي

خواطر .. في ذكرى التاسع من نيسان
شيروان كامل الوائلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل ايامنا مترابطة عبر انسجة الفرح والحزن .. وكلها تصب في دهاليز وجودنا وتوزع علينا بطاقات
الهوية التي نحتاجها لكي نعيش مع انفسنا قبل الاخرين ..
اما التاسع من نيسان 2003 .. فقد كان بحد ذاته هوية للعراق من شماله الى جنوبه وذكرى للجميع .. فهذا هو اليوم الذي تخلص فيه العراق من اكبر واعتى طاغية سيطر على مقدرات الناس والوطن وزرع الارض مقابر جماعية وجعل كل بيت في العراق من اقصاه الى اقصاه يبكي اخ او اب او ابن .. لا نستثني احدا لان النظام لم يستثن احدا البتة ..

**
وقد صدر قرار بعدم اعتبار التاسع من نيسان عطلة رسمية وحسن فعل من صدر هذا القرار فنحن بحاجة الى ان نجتمع ونتذاكر ونتذكر لكي لا يغيب عنا الدرس ابدا
فقد ولى آن الطغاة الى الابد ولا بد للدرس ان يكون قد حفر في اوردة دمائنا وشرايينها .. فالعراق لن يكون مسرح لاي صدام ولحزبه الذي سقط منذ ان اريقت اول قطرة دم طاهرة بريئة على تربة العراق بيد الجلاد وزمرته البعثية ..

**
ولعل من اكبر دلالات التاسع من نيسان .. ذلك الترتيب الالهي في توافق التواريخ والذي يعجز عن ترتيبه بني البشر مهما حرصوا ..
ففي التاسع من نيسان عام 1980 .. حفر صدام حسين وبعثه الاجرامي قبره بيده عندما القى القبض على اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى ليعدمهم  في نفس التاسع هذا .. ولان الله يمهل ولا يهمل .. ولانه سبحانه يرسم الدروب بحكمته الواسعة ويحدد النتائج بطرق لا تظهر امامنا للوهلة الاولى .. جعل يوم استشهاد السيد محمد باقر الصدر وشقيقته هو نفس يوم سقوط النظام البعثي
فيا سبحان الله على لطفه ويا سبحانه على انتقامه العادل ..

**
وبالرغم من اختلاف التسميات والرؤى حول ما جرى في التاسع من نيسان 2003 وما يمثله هذا التاريخ للشعب العراقي إلا إن هناك ثوابت لا يمكن ان لا يتفق عليها الجميع
•       فالتاسع من نيسان يمثل بداية مرحلة تاريخية جديدة انتظرها العراقيون ونهاية لعقود طويلة وصعبة عاشوا خلالها سنيناً من الحرمان والاستبدادط
•       سقوط صنم ساحة الفردوس في بغداد كان نهاية مرحلة من تاريخ الظلم والتجبر والقتل والتعسف في العراق الى لا رجعة
•       انتهى مع التاسع من نيسان  الدور الذي اراده صدام للعراق من اعتداء على الجيران والتي جرت البلاد إلى ويلات الحروب التي أقحم فيها الجيش والشعب على مدى حكمه والتي ختمها بمعركة غير متكافئة مع قوات دولية في حلم المنازلة الكبرى التي يحلم بها النظام والنصر المزعوم الذي روج له إعلام النظام وجلاوزته..
**
أراد أبناء العراق ان يكون سقوط الصنم بأيد عراقية وقدموا التضحيات في سبيل ذلك إلا ان سياسات النظام الحمقاء ساهمت في دخول القوات الأميركية والغربية وأسقطت النظام الدكتاتوري وأكملت تدمير ما تبقى من البنية التحتية .. فكمن الاحتلال على صدور العراقيين لسنوات طويلة , وتحول العراق الى مختبر عسكري وسياسي للامريكان , جربوا فيه الكثير من وسائلهم التي اضرت بالعراق والعراقيين كثيرا , ومازلنا نعاني من اثار الاحتلال الامريكي ليومنا هذا , فدخلت علينا الكثير من المفاهيم والعادات الغريبة والمستهجنة, كان لها الاثر السيئ على بعض فئات المجتمع العراقي , وغيرها من السلبيات الاخرى . لقد صار لزاما علينا اليوم ان نسير في درب اعادة بناء الوطن مستنيرين بافكار وبطولات رجال ضحوا وما ابقوا .. فمن شهيدنا الصدر الاول واخته بنت الهدى ..الى شهيدنا الصدر الثاني السيد الشهيد محمد محمد الصدر وكل قناديل العراق .. نستنير بسيرتهم ونهتدي بفكرهم ونبني العراق الذي نحلم به , عراق يصون كرامة الانسان, ويحفظ ماء وجهه , يقدم له الامن والامان والخدمات جميعها .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شيروان كامل الوائلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/11



كتابة تعليق لموضوع : خواطر .. في ذكرى التاسع من نيسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net