الحسين و شيعة البصرة
الشيخ: هيثم حميد جابر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما عزم الامام للخروج كتب كتابا الى اشراف البصرة وأعطى كتابه لرسول سليمان  وأمره بالعجلة وسمّى له نفراً من رجالات البصرة فأجاب سليمان وقدم البصرة وسلّم الكتاب إلى الجماعة مثل الأحنف بن قيس والمنذر بن الجارود ويزيد بن مسعود النهشلي وغيرهم من الأعيان فلمّا قرأ القوم الكتاب سرّوا به فاستدعى يزيد بن مسعود النهشلي بني تميم وبني حنظلة وبني سعد ولمّا اجتمعوا عنده قال : يا بني تميم ، كيف ترون موضعي منكم ؟ فقالوا: بخ بخ أنت والله الظهر ورأس الفخر ، حللت في الشرف وسطاً ، وتقدّمت فيه فرطاً ، قال : فإنّي قد جمعتكم لأمر أُريد أن أُشاوركم منه ، وأستعين بكم عليه ! فقالوا : نمنحك النصيحة ، نجهد لك الرأي ، فقل حتّى نسمع ، فقرأ ما في الكتاب ثمّ دعاهم إلى نصرة الإمام عليه فأجابوه بأجمعهم ، فكتب كتاباً إلى الإمام ولكنّه لمّا تجهّز للالتحاق بالإمام ومعه قومه قاصداً بهم كربلاء لنصرته بلغه أنّ الإمام استشهد فألقى رحله وأقام العزاء على الإمام عليه ‌السلام.

هؤلاء القوم للأسف لم يوفقوا لنصرة الحسين ولم يصبهم شرف الشهادة دون الحسين عليه السلام.

وأمّا المنذر بن الجارود فإنّه جاء بالكتاب والرسول إلى عبيد الله بن زياد لأنّ المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيساً من عبيد الله بن زياد وكانت بحرية بنت المنذر زوجة لعبيد الله بن زياد ، فأخذ عبيد الله بن زياد الرسول فصلبه ثمّ صعد المنبر فخطب وتوعّد أهل البصرة على الخلاف وإثارة الأرجاف.

وهؤلاء القوم قد أقيمت علهم الحجة ووصلهم النداء وتخاذلوا عن نصرة إمامهم.

هناك من توفق لنصرة الحسين وشارك معه في كربلا. كان شيعة البصرة يجتمعون في بيت مارية بنت منقذ العبدي وكان بيتها مألفاً للشيعة يجتمعون ليلاً عندها لأنّ هذه المرأة كانت من الشيعة كيزيد بن ثبيت, الذي عزم على الخروج لنصرة الحسين  قال يزيد لأصحابه: إنّي والله إن لو قد استوت أخفافها بالجدد لهان عليَّ طلب من طلبني، ثم خرج وابناه، وصحبه بن مسلم العبدي، ومولاه سالم، وسيف بن مالك، والأدهم بن أمية، وقوي في الطريق حتّى انتهى إلى الحسين عليه السلام وهو بالأبطح من مكّة، فاستراح في رحله، ثم خرج إلى الحسين عليه السلام إلى منزله، وبلغ الحسين عليه السلام مجيئه فجعل يطلبه حتى جاء إلى رحله، فقيل له قد خرج إلى منزلك، فجلس في رحله ينتظره، وأقبل يزيد لما لم يجد الحسين عليه السلام في منزله، وسمع أنه ذهب إليه راجعاً على أثره، فلما رأى الحسين عليه السلام في رحله قال:

بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا، السلام عليك يا ابن رسول الله، ثم سلم عليه وجلس إليه وأخبره بالذي جاء له، فدعا له الحسين عليه السلام بخير ثم ضمّ رحله إلى رحله، ومازال معه حتّى قتل بين يديه في الطف[1] مبارزة، وقتل ابناه في الحملة الأولى.

وقد زاده شرفاً على شرف الشهادة، تسليم الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه، عليه بالخصوص في زيارة الناحية المقدسة.

وهناك من وصل آخر او بعد انتهاء المعركة كالهفهاف بن المهند الراسبي، البصري خرج من البصرة فسار حتّى انتهى إلى العسكر بعد الوقعة فدخل على عسكر عمر بن سعد فسأل القوم ما الخبر، أين الحسين بن عليّ؟

فقالوا له: مَن أنت! فقال: أنا الهفهاف الراسبي البصري جئت لنصرة الحسين عليه السلام فقالوا: أما ترى هجوم القوم على المخيّم وسلبهم بنات رسول الله صلى الله عليه وآله؟

فلما سمع الهفهاف بقتل الحسين عليه السلام وهجوم القوم، انتضى سيفه وشدّ فيهم كليث العرين يضربهم بسيفه فلم يزل يقتل كلّ من دنا منه حتّى قتل منهم جمعاً كثيراً حتّى اُثخن بالجراح فحمل عليه جمع واحتوشوه حتّى قتلوه رضوان الله عليه.

هكذا كانت مواقف شيعة أهل البصرة من ثورة الحسين.

المصدر :  موقع ويستمر بقاء الحسين 

——————— 

[1]  رجال الطوسي: ص٨١، وتاريخ الطبري: ج٥، ص٣٥٤، وإبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام: ص١١٠.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ: هيثم حميد جابر

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/29



كتابة تعليق لموضوع : الحسين و شيعة البصرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net