صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

دَلالةُ (لَبَّيكَ يا حُسينُ)
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إِنَّ ربَّنا اللٰهُ الواحدُ الأَحَدُ الفردُ الصمدُ الذي لا شريكَ له ، ولا ولَدَ. هذه عقيدتُنا الراسخةُ عليها نشأنا ، وبها نَحيا ونَموتُ.

وإِذا قُلنا: (لَبَّيكَ يا حُسينُ) ؛ فلا إِشكالَ ، ولا إِشراكَ ؛ فلماذا يَفتري علينا الجَاهلون ، أَو يَظُنُّ بنا سُوءًا الآخَرون ؟! ما لكم كيف تَحكُمون ؟!

 

تعالَوا معي أُبصِّرْكم:

أَورد ابنُ منظورٍ في معجمِ (لسانِ العرب): ((وفي حديثِ الإِهلالِ بالحجِّ: (لبَّيكَ اللهمَّ لبَّيكَ) هو مِن التَّلبيةِ ، وهي إِجابةُ المُنادِي ، أَي إِجابتي لكَ يا ربِّ… وقيلَ: معناهُ إِخلاصِي لكَ)). و((وحكَى أَبو عُبيدٍ عنِ الخلِيلِ أَنَّ أَصلَ التَّلبيةِ الإِقامةُ بالمكانِ ، يُقالُ: (أَلبَبْت بالمكانِ ، ولَبَّبْتُ) لغتانِ إِذا أَقمتُ به)). و((وقولُهم: (لَبَّيكَ ولَبَّيهِ)…أَي لُزومًا لطاعَتِكَ…أَنا مُقيمٌ على طاعَتِك. قال:

إِنَّكَ لو دَعَوتَني ودُونِي زوراءُ ذاتُ مَنْزَعٍ بَيُونِ
 لَقُلتُ: لَبَّيْهِ لِمَن يَّدعُوني)).

و((قال الفرَّاءُ: معنى لبَّيكَ إِجابةً لكَ بعدَ إِجابةٍ)). و((وحكَى أَبو عُبَيدٍ عنِ الخلِيلِ أَنَّه قالَ: أَصلُه مِن أَلبَبْتُ بالمكانِ. فإِذا دعَا الرجُلُ صاحبَه ؛ أَجابَه: لبَّيْكَ أَيْ أَناْ مُقِيمٌ عندَكَ)).

وبعرضِ هذه الدَّلالةِ الواضحةِ لـ(لَبَّيكَ) على قولِه تعالى: ﴿يا أَيُّها الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللٰهَ وأَطيعُوا الرَّسولَ وأُولِي الأَمرِ مِنكُم …﴾ [النساء/٥٩] ؛ يتحصَّلُ لنا أَنَّ للٰهِ سبحانَه طاعةَ العبوديةِ وما يتفرَّعُ عنها ، وأَنَّ للرسولِ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) طاعةَ الامتثالِ لأَمرِه ، وأَنَّ للإِمامِ الحُسينِ (عليهِ السلامُ) - وهو من أُولي الأَمرِ - طاعةَ الاستجابةِ لإِصلاحِه وأَمرِه وندائِه.

إِذًا (لَبَّيكَ يا حُسينُ) بمعنى: أَجبتُكَ يا حُسينُ ، وأَناْ عندَكَ أَسمعُ نداءَكَ وتوجيهَكَ ، وأَمتثِلُ لإِصلاحِكَ ، وأَعملُ بنهجِكَ وقِيَمِكَ وسِيرتِكَ ، لا يَقطعُني ولا يَمنعُني عنِ الاستجابةِ لكَ بُعْدٌ زمانيٌّ ، ولا اختلافٌ مكانيٌّ ؛ فأَنا بأَمرِ القرآنِ أَعتقدُ بكَ وليًّا لأَمري ، وأُحِبُّكَ كي يُحبَّني اللٰهُ ؛ فأَنتَ من رسولِ اللٰهِ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) وهو منكَ ، طاعتُكَ طاعتُه ، وتلبيتي لكَ تلبيةٌ له. والتلبيةُ لكما تلبيةٌ للٰهِ سبحانَه.

أُجيبُكَ وأَناْ في حضرتِكَ ، أَو أَناْ في مكاني (لَبَّيكَ يا حُسينُ) ؛ لأَنكَ حيٌّ تُرزَقُ أَشعُرُ بكَ بمصداقِ قولِه تعالى: ﴿ولا تَقولُوا لِمَن يُّقتَلُ في سَبيلِ اللٰهِ أَمواتٌ بَل أَحياءٌ ولٰكِن لَّا تَشعُرونَ﴾ [البقرة/١٥٤].

لقد أَعطيتني نهجَ الكرامةِ بالذُّلِّ للٰهِ ، والعِزِّ على الظالمين ؛ فلماذا لا أُعطيكَ نُصرتي بطاعتِكَ ؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/20



كتابة تعليق لموضوع : دَلالةُ (لَبَّيكَ يا حُسينُ)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net