صفحة الكاتب : الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه)

الفتح والهزيمة ...
الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 للامام الحسين (ع) ابيات من الشعر يوم عاشوراء القاها على جيش بني امية في ساحة القتال تستوقف الانسان وتدعوه الى التامل والتفكير يقول : 

فـإن نهـزم فهـــزّامــون قدمـا     وإن نـهْـــزم فغـير مهـزّمينــــا
ومـا ان طبنـا جـبــْن ولكــن       منـايانــا ودولـــة آخـــرينـــا

يقول ان نحن هزمناكم فطالما هزمناكم من قبل في بدر ومابعد بدر حتى رضختم للاسلام ودخلتم الاسلام مكرهين : ( فأن نهزم فهزامون قدما ) 
وان كان الاخر وهُزمنا فليس علينا في ذلك بأس ، فلم ننهزم نحن في الصراع على المبادئ والقيم ، ولكن هزمنا في معركة عسكرية غير متكافئة وظالمة ... وما على المؤمن بأس ان ينهزم في مهركة عسكرية غير متكافئة اذا كان في موقع الدفاع 
عن الحق وخصمه في موقع الباطل ولكن البأس كل البأس ان ينسحب ويتراجع من موقع المبادئ والقيم : ( وان نهزم فغير مهزمينا ) 
ان الفتح والهزيمة في المعارك العسكرية يختلفان عنهما في المعارك الحضارية ... والمعركة غير المتكافئة التي يدخلها الامام الحسين (ع) في قبالة بني امية معركة حضارية في الحقيقة على هيئة معركة عسكرية والامام في هذه المعركة يطلب اهدافا حضارية ، اما بنو امية فكانوا يطلبون في هذه المعركة تصفية جسدية واعلامية وسياسية للمعسكر العلوي في كربلاء 

ان الهزيمة في المعركة الحضارية لاتقع من طرف على الطرف الاخر كما في المعارك العسكرية وانما تتحقق بقبول الطرف الاخر للهزيمة وتنازله عن اهدافه وغاياته وموقفه وقيمه 
ان النصر والهزيمة في المعارك الحضارية لاتقع بارادة وفعل الطرف الهازم فقط وبصورة قهرية من جانب المهزوم وانما تقع مع قبول الطرف الاخر للهزيمة واقصد بالقبول تنازله عن مواقفه واهدافه وقيمه الحضارية 
فاذا كان الطرف الاخر يصر على مواقفه ةاهدافه رغم مانزل به من فتك وبطش وقتل من الطرف الهازم فلاتتحق الهزيمة بمعناها الحضاري والثقافي 
وفي يوم عاشوراء يعلن الحسين لمعسكر بني امية في تلك الابيات التي يلقيها عليهم من موقع القتال مرتجلا ان هزيمته ومصرعه ومصرع انصاره 1في هذه المعركة لن يكون الاهزيمة عسكرية وهي مالاقيمة له في حساب الحسين ع  وله تاثير وقتي وموضعي محدود يعبر عنه الامام بهذا التعبير الجميل : 

((منايانا ودولة أخرينا ...))


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه)
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/13



كتابة تعليق لموضوع : الفتح والهزيمة ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net