صفحة الكاتب : د . علاء هادي الحطاب

العراق الذي انتصر 
د . علاء هادي الحطاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مرت يوم أمس الذكرى الرابعة لتحرير الموصل من براثن عصابات داعش الارهابية التي سيطرت على المدينة بشكل تام لأكثر من ثلاث سنوات تقريبا أوقعت خلالها جرائم تُعد جرائم دولية (جريمة الابادة الجماعية - جرائم ضد الانسانية - جرائم حرب) وأحدثت انتهاكات يندى لها الجبين، وكل ما تقدم ليس بغريب على عصاباتتقوم على قتل كل من يختلف معها والحياة الدنيا بالنسبة لها كالغابة يأكل فيها القوي الضعيف، ولو استمرت بتمددها لحولت العراق كله الى غابة ومنه الى دول الخليج والمنطقة وربما العالم ان لم نكن نغالي بذلك. 
الانتصار على هذا المرض السرطاني لم يكن سهلا ولا متوقعا خلال ثلاث سنوات، بل كان متوقعاً ومرسوماً له أن يستمر لسنوات طويلة تستنزف دماء العراقيين وأموالهم وأمنهم وأمانهم، لكننا بجهود الابطال من جميع التشكيلات العسكرية والأمنية التي حررت الموصل وباقي محافظات العراق ومدنه قدمنا درسا بليغا يتجاوز المخطط والمرسوم، بل واصبح في رقبة العالم كل العالم سيما دول الجوار والمنطقة دين لنا في ان تضحياتنا حررتهم جميعا من مخطط وسيناريو مشابه لما جرى . 
لذا فان استذكار اعلان النصر لا يأتي فقط لاجل الاستذكار كحدث تأريخي تذكره الاجيال بل هو درس كبير علينا ان نستثمره وندرسه بشكل جيد، بل والاهم ان نعد الستراتيجيات المطلوبة لعدم تكرار ما حدث مستقبلا من خلال وضع الآليات المناسبة لذلك بدراسة الاسباب والمسببات التي اوجدت هذه العصابات الارهابية وتمكنها من البلاد بهذه 
السرعة. 
كشف حقيقة ماجرى ومقاضاة ومحاكمة المسؤولين عن الانتهاكات بحيادية وتعويض المتضررين تعويضا ماديا ومعنويا واصلاح المؤسسات التي تسببت في ظهور الارهاب ومن ثم المصالحة المجتمعية آليات فاعلة وناجحة ان أُحسن تطبيقها وفق مفهوم العدالة الانتقالية كبرنامج يعالج حالات مشابهة لما حدث في الموصل وهناك تجارب عالمية ناجحة ورائدة في تطبيق تلك الآليات ونجاحها، لكنها تحتاج لارادة سياسية قبل كل شيء . 
ما حدث يمكن تكراره بعد سنوات وان لم تكن قريبة وإذا لم نعالج الاسباب ونمنع تكرارها وانشغلنا بذكرى التحرير لكل مناطق البلاد كذكرى فقط تصدر فيها البيانات والتغريدات فقط، بل ان الدرس الذي فهمناه وافهمناه للعالم يجب ان تستفيد منه الاجيال القادمة بكل ماجاء فيه من تفاصيل 
وجزئيات . 
وكل ما تقدم بحاجة الى ارادة سياسية قبل 
كل شيء .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علاء هادي الحطاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/12



كتابة تعليق لموضوع : العراق الذي انتصر 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net