ظاهرة الاستجداء العاطفي وتأثيرها على البنية الاسرية اسباب ، نتائج وحلول
عبير المنظور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبير المنظور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تتعرض المنظومة الاسرية احيانا الى التخبط في بعض مراحل حياتها شأنها شأن اي منظومة وبامكانها مواجهة هذا التخبط من خلال الروابط والعلاقات بين افراد المنظومة الاسرية نفسها ، ومن المفترض ان يعم التفاهم والتعاون بين افرادها لمواجهة تحديات هذه اللبنة من المجتمع في معترك الحياة لكن وللاسف تتعرض المنظومة الاسرية اليوم الى هجمة شرسة ممنهجة لتفكيكها وتفريغها من اهدافها فانتشرت ظاهرة الاستجداء العاطفي من افراد الاسرة لاشخاص من خارج اطار المنظومة الاسرية وغربة افرادها في البيت الواحد بل قد يصبح احدهم اقرب الى جهاز هاتفه اكثر اسرته !!
والاستجداء لغة هو الاستعطاء او طلب المعونة ومصطلح الاستجداء العاطفي داخل الاسرة الذي اقصده هو طلب التعاطف والمشاعر من شخص ما خارج نطاق الاسرة لانه يفتقدها في اسرته .
واسباب هذه الظاهرة كثيرة اهمها هو الفراغ والجوع العاطفي بين افراد الاسرة سواء اكانت بين الوالدين او الوالدين والابناء او بين الابناء انفسهم ، وهذا الفراغ ناتج من عدم معرفة الوالدين اساس تكوين هذه البنية والهدف منها وادراك حجم هذه المسؤولية واجباته تجاهها او قسوتهم في تربية الابناء ولا يخفى تاثير العولمة والانترنيت والاعلام في تغيير بعض المفاهيم والافكار فجعلت كل من الزوج والزوجة والفتى والفتاة يلهثون وراء الشكل دون المضمون متخبطين في اداء ادوراهم في الاسرة وخلق حواجز بينهم وبين بقية الافراد مما يجعلهم يلجأون الى الاستجداء العاطفي خارج نطاق الاسرة ، وحتى الاطفال لم يستثنوا ايضا من هذا الفراغ العاطفي في الاسرة فيزيدهم ذلك شعورا بالاغتراب قد ينعكس على علاقتهم بالاسرة فغالبا ما نجد ان لعب الاطفال بالاجهزة الذكية وتعلقهم بها اكثر من ارتباطهم باللعب مع شخوص او شواخص المنزل . كل ذلك من يؤدي الى التفكك الاسري وتفشي الخيانة الزوجية وازدياد حالات الطلاق وتنامي السلوك العدواني وازدياد معدل الجريمة اي بكلمة اخرى اختلال المعايير والنظم القيمية للمجتمع .
والحل الناجع لهذه المشكلات يعتمد بعضها على افراد الاسرة نفسها والبعض الاخر على مؤسسات المجتمع ، من خلال تعزيز مفهوم الزواج واهدافه وغرس مقومات البنية الاسرية المثالية في الشباب قبل الزواج من قبل الاهل ومؤسسات الارشاد الاسري والتوعية حول اسس التربية ومناهجها والتواصل على الصعيد الاسري واحتواء الافراد بعضهم بعضا والتعاون وترك الخلافات وتعزيز الثقة واواصر المحبة بين افراد الاسرة وتفعيل دورها كأسرة مترابطة في تحمل المسؤولية ومواجهة كل ما يعترض الاسرة لنضمن بذلك صلاح المنظومة الاسرية والمجتمعية .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat