صفحة الكاتب : صباح محسن كاظم

حوار مع الطبيب خضير هزبر الأسدي          
صباح محسن كاظم

  إذا إجتمع العلمُ والدين والأخلاق، فتكون الثمار هي خدمة الانسانية، فالطبيب بالعراق يعمل بتفانٍ في أجواء أربعة عقود من الحرب والعنف، والطبيب (خضير هزبر) الاختصاصي بأمراض الباطنية والسكر، يمثل إنموذجاً إنسانياً فريداً، حتى في الحروب البعثية القذرة، كان يسهر الى الصباح الباكر في المشفى، مع مغادرة الجميع الى ذويهم وأسرهم. وهو من الذين يعملون بإخلاص، دون النظر الى الربح المادي. فتصوروا سعر تذكرة العيادة 3 آلاف دينار، في زمن رفع معظم الأطباء أجورهم الى عشرات الآلاف!!... فكان لنا معه هذا الحوار، للوقوف على طبيعة عمله، وتجربته الطويلة، وإنسانية المهنة وأخلاقيتها: 
صدى الروضتين: دكتور خضير، ماهي أكثر الحالات المرضية التي تواجهونها؟ 
 هناك تسلسل لكثرة الحالات المرضية، وهناك أيضا تطابق عالمي حول هذا التسلسل؛ وبسبب تطور عملية الإحصاء الحياتي، والتشخيص المبكر للأمراض، وإهتمام الانسان بصحته أكثر من السابق؛ فأن الحالات المرضية لدينا تكاد تأخذ هذا الشكل من التسلسل، حيث أن أمراض القلب التاجية أولاً، ثم الحوادث والأورام، وأخيراً الإصابات الجرثومية والفايروسات. 
صدى الروضتين: هل للتأثيرات الأشعاعية المنضبة لليوارنيوم دور في مدينة الناصرية؟ 
 هذا الموضوع مطروح، إلا أن إثبات ذلك يحتاج إلى دراسات طويلة الأمد ودقيقة، لتحديد علاقة اليورانيوم المنضب بالأمراض الخبيثة، والتشوّهات الخلقية، ولاسيما في مدينتي الناصرية والبصرة.. وهناك عدة أبحاث ترتبط بين اليورانيوم المنضب والأمراض أعلاه.. وخصوصاً سرطان الدم. وكذلك وجود إرتباط بينها وعدد المصابين، أي نوع الأورام وعددها، إلا أن الدراسات تحتاج إلى دراسات مقارنة لزيادة هذه الاصابات في مناطق أخرى من العالم، فهي ينبغي أن تشفع بدراسات رصينة ومؤكدة. 
صدى الروضتين: الطب مهنة إنسانية نبيلة، ماهو رأيك والبعض قد حوّلها عملية تجارية؟ 
لاننكر أنه في كل مهنة هناك من يسيء إليها بقصد أو بغيره، وهذا الحكم إستثناء ولايعمم. ولكن لا بأس للأجابة على هذا السؤال، من إيضاح بعض الأمور:
1- هناك شهادات بحق الطبيب العراقي يجب الأخذ بها، منها شهادة منظمة الصحة العالمية، بأن الطبيب العراقي هو الأكثر إيثاراً على النفس في كل شيء بما في ذلك المادة... إلا أن الطب مهنة شأنها شأن المهن الأخرى، تتأثر بارتفاع الأسعار وإنخفاضها، مثل بدل الايجار وأجر العاملين في العيادة والضرائب والمطبوعات، وأجرة وقوف السيارة والحراسة، ومستحقات البلدية والكهرباء الوطنية، والبدائل كالمولدات وغيرها.. وكذلك متطلبات الحياة الأخرى من البيت الى الواجبات الاجتماعية، فهي متأثرة بالسوق لغرض سدّ المستحقات أعلاه، التي لم تعد كما كانت، فعلى سبيل المثال لا الحصر كان ايجار عيادتي 1000 دينار فقط، والان 750 الف دينار!! وهكذا... 
2- هناك مستشفيات تعمل 24 ساعة في اليوم، وتقدم الخدمة بأعلى المستويات، ولاسيما في الوقت الحاضر، حيث توفرت كافة الامكانيات الحديثة.. وكذلك تواجد الاختصاصات الدقيقة، فجميع الفحوصات مثلا تعمل 24 ساعة من تحاليل الدم، وتخطيط القلب، الى فحص المفراس.. وكذلك المناطق الخاصة بالحالات الطارئة، مثل الانعاش الباطني والجراحي، وصالة العمليات والطوارئ.
3- لاتستطيع المستشفيات بعد الدوام الرسمي أن تقدم الخدمة الكافية؛ إذ أننا نعتمد الدوام والخفارة، لذلك فأن العمل الخاص قد حلّ مشكلة كبيرة للدولة، وهو عمل شرعي.. ولكن بصورة عامة تبقى أسعار العمل الخاص قليلة جداً، مقارنة بأسعارها بين المحافظات أو الدول المجاورة.. وبما أن المرضى يذهبون الان إلى ايران والهند والاردن.. فلابد أنهم لاحظوا الفرق في الأسعار، والتقدير متروك لهم.. فعلى سبيل المثال، إن عملية قلب مفتوح مجانية في العراق، بينما تبلغ 20-30مليون دينار في ايران، وأكثر في الهند، وأعلى في الاردن.. أو عملية تكلف 500 الف دينار في العراق تبلغ6-5 مليون دينار في ايران.. 
4- إن الطبيب بشكل عام يحتاج إلى عمر يناهز الاربعين عاماً، للحصول على الاختصاص أو الإختصاص الدقيق، والى لقب استشاري بعد الخمسين.. وعليه فأنه يبدأ حياته الخاصة والحصول على متطلبات المعيشة متأخراً.. وبما أن مرتبه كان لايتجاوز3 دولار شهرياً، فإن الإهتمام بعمله الخاص كان أمراً هاماً لتوفير المستلزمات.. 
5- العمل المتواصل للمستشفيات في مختلف الظروف التي مر بها البلد حتى في غياب معالم الدولة ومؤسساتها، وبجهد الأطباء وبعض العاملين، ففي 1990 أجرى المستشفى في – الناصرية - أكثر من ألف جراحة مستعجلة، وخصوصاً في حادث جسر النصر.. وعام 2003 حوالي 450 جراحة منقذة للحياة في غياب أي مساعدة.. مقابل تحمل الظروف القاسية والتعرض للخطر.. وغيرها من الأحداث التي مر بها البلد، وإلى الآن من تفجيرات وكوارث.. فالأطباء كلهم أبناء أهلهم ومناطقهم التي يخدمون فيها.
صدى الروضتين: لديكم كتابات وطنية عديدة عرفتم بها.. كما هو موقفكم الوطني والانساني، فهل هي مشروع دائم أم عند الفراغ والضرورة؟ 
 إقترح علينا بعض الإخوة إضافة العمل السياسي إلى العمل الطبي، إلا أن إنشغالنا الدائم بأعمال المستشفى، والتعليم، ومركز السكر والغدد الصم، وكذلك قسم الرعاية الأولية، والعيادة الخاصة، لم يدع لنا مجالا للكتابة والأعمال الاخرى.. والخدمة من هذا الموقع أفضل. 
 في ختام تطوافنا الجميل، لايسعنا إلا تقديم الشكر للطبيب الحاذق د- خضير الأسدي، والتنويه الى جميع الاطباء والمدرسين والمهندسين والموظفين بالعمل الجاد، وخدمة وطننا وأهلنا، ورفض جميع المفسدين والمتقاعسين وسراق المال العام...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صباح محسن كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/21



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع الطبيب خضير هزبر الأسدي          
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net