صفحة الكاتب : ا . د . وليد سعيد البياتي

خطوات في العصر الامريكي الاخير
ا . د . وليد سعيد البياتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تمت ترجمة نصوص هذا التقرير من الانكليزية الى العربية اعتمادا على النص الاصلي ويتضمن رؤية تحليلية لما سيؤول إليه النظام الدولي بحدود سنة (2025) ويمكن اعتباره سيناريو مستقبلي مقدم من المؤسسات والمجاميع الاستخباراتية في الولايات المتحدة الامريكية. الموضوع لايتعلق بالعلاقات والتطورات السياسية فقط بل يقدم صياغات للاتجاهات السياسية والاقتصادية ولا يغفل الازمة الغذائية الدولية، وأنا في عرضي لترجمة فقرات لهذا النص سأتوخى الدقة المعلوماتية مع الاحتفاظ بالتصرف اللغوي لما يتناسب وروح النص حيث وضعت عناوين فرعية تتناسب وفقرات التقرير.
رؤية في النظام الدولي:
" إن النظام الدولي الحالي يتبع البناء الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية لكنه سيصبح غير معروف بحدود سنة (2025)، اعتمادا على بروز قوى سياسية واقتصادية دولية تمثل انتقالا تاريخيا للثروة والقوة من الغرب إلى الشرق، وتنامي عناصر فاعلة غير دولية، بحدود سنة (2025) سيصبح النظام الدولي متعدد الاقطاب وستتقارب الهوة بين الدول المتطورة وتلك التي في دور التطور، يرافق ذلك في نفس الوقت تنامي قوة الشعوب والحكومات، وتأثير نسبي لقوى غير حكومية تشمل العمال، العشائر (القبائل)، منظمات دينية، إضافة إلى تزايد شبكات الاجرام. من المحتمل أن التباطوء العالمي للنمو الاقتصادي أن يؤثر على تنامي الطاقة والغذاء والماء، في المقابل ستتضائل المخاوف من نتائج التغير المناخي لكنها ستبقى جزء من التاريخ " .
العالم في العشرين سنة القادمة:
كان ذلك سردا موجزا لبعض ما جاء في التقرير الدولي مما يعكس ظهور احتمالات بل وإشارات واضحة تقول بنهاية العصر الامريكي (نهاية عصر الهيمنة) أو على الاقل بضعف قدرة السياسة الامريكية على التدخل الدولي، وهو ما أشرنا إليه أكثر من مرة في بحوثنا السابقة حول نهاية التاريخ، فالأنظمة الدولية والسياسية التي تشكلت عبر مراحل تاريخية طويلة قد إستنفدت طاقتها على التطور ومواكبة المستقبل، وعبر تحليلي للنظام الدولي الحالي وجدت أن توصيف عناصر ضعف هذا النظام وتسارع إنهياره يمكن أن يكون كالاتي:
اولا: الانتشار السريع غير محسوب العواقب: لعل من اكثر مسببات إنهيار الامبراطوريات القديمة هو ذلك التوسع المتسارع عبر حركة التاريخ، فتوسع الامبراطورية الرومانية وتباعد محطاتها جغرافيا أدى إلى صعوبة التواصل، وبالتالي مؤشرا لانهيارها، نفس العنصر ينطبق على الامبراطوريتين العثمانية والبريطانية، والان وحتى بعد تطور وسائل الاتصال والنقل فان التوسع الامريكي عبر الكرة الارضية قد اصبح عائقا امام تطور أمنها الداخلي، ومرتكزا معوقا لعلاقاتها الخارجية، حيث أن حركة التاريخ تقول دائما بظهور قوى مناوئة قد تبدأ صغيرة ثم تتطور مرحليا لتصبح كرة ثلج كبيرة.
ثانيا: أحادية القطب وأحادية القرار: في مجتمع دولي متباين ومتعدد تصبح سياسات التفرد والقطبية الواحد أحد العوامل المؤدية لشلل العلاقات الدولية، باعتبار أن كل دولة تستشعر أنها تمتلك قوة داخلية تمنحها القدرة على مواجهة الضغوط الخارجية ولو بعناصر غير متكاملة أو غير معتادة.
ثالثا: قيمة النظام الدولي: إن اعتماد أي نظام دولي على مرجعيات تاريخية أو إنتصارات في زمن ما كقيمة لانشاء منظومة مستقبلية يعد قصورا ذاتيا في النظرة المستقبلية لحركة التاريخ، فسقوط الباستيل والثورة الفرنسية التي شكلت معيارا للنظام الاوربي في مرحلة ما لايمكن أن تبقى كذلك في مرحلة لاحقة، ونتائج الحرب العالمية الثانية لم تعد معيارا لبناء نظام دولي للقرن الواحد والعشرين، والهيمنة الامريكية ذات القطب الواحد ليست معيارا قيميا للمستقبل الدولي، فلا يمكن للولايات المتحدة أو دولة ما أن تقود العالم وتتخذ القرارات عن الآخرين حتى وإن كانت عملية إتخاذ القرار مناطة بالمنظمة الدولية حيث أن هذه الاخيرة قد فقدت إستقلاليتها، إذن قيمة النظام الدولية متغيرة وليست ثابتة، وهذه أحد أهم المفاهيم التي يجب التعامل معها.
رابعا: الحق: لايمكن إعتبار الحق قيمة إذا كان مناطا باتجاه واحد، فقيمة الحق مطلقة ولايمكن استلابها لصالح دولة أن نظام أو مؤسسة، ومرجعية الحق الوحيدة هي أن تكون متعادلة للجميع.
إن المجتمع العالمي قد عانى من عمليات التهميش التي مارستها الانظمة الاستعمارية ضد الشعوب والمجتماعت الصغيرة أو التي لم تتمكن من أن تحقق تطورا حضاريا يعتبر علامة فارقة في تاريخها المعاصر، فالهوة الحضارية بين المجتمعات مصطنعة، ولا ترتكز إلى أصول علمية، أو قواعد واقعية، فالتباينات الاقتصادية وتأخر النمو لدى بعض الشعوب ما هو إلا نتاج لتلك الرغبة العميقة بالقهر الكامنة في النفس البشرية، ويمكن اعتباره نوعا من قصور الوعي لدى بعض الشعوب والمجتمعات التي صنعت من نفسها آلهة وطالبت الاخرين بالخضوع لها.
من جانب آخر شهدت حركة التاريخ تطورا نوعيا في إستنهاض الوعي الجمعي لدى الشعوب التي إعتاد المجتمع الغربي على تسميتها بالعالم الثالث، قادت هذا التطور حركات إجتماعية وفكرية ودينية حسب مراحل التاريخ.
لاشك ان قوى دولية غير حكومية تقودها تجمعات المجتمع المدني أو قوى عشائرية قبلية ستلعب دورا في تشكيل النظام الدولي الجديد اعتمادا على فشل ما كان يعرف بالدول الكبرى، ففشل الحكومات يؤدي بالمجتمع إلى ان يلعب دورا مباشرا في التغيير، فالمجتمعات تمر بحالة إنفصال عن السلطة عندما تصبح هذه الاخيرة عاجزة عن تحقيق غايات المجتمع، وبالتالي يلجأ الافراد أو التكوينات الاجتماعية الصغيرة إلى الاخذ بالمبادرة، وهذا يؤدي إلى قلب موازين المعادلة وقد يصبح الحاكم محكوما من قبل عناصر التغيير.
حروب قادمة:
لايمكن اغفال عناصر الصراع كجزء من عملية التغيير، فالعنف أحد أكثر اشكال الطبيعة الانسانية ظهورا، والحروب شكلت على الدوام عنصرا متقدما في تشكيل الخارطة السياسية، وأنا هنا لا أتحدث فقط عن حرب اسرائيلية ضد المحيط العربي والاسلامي، بل حروب عربية – عربية تتشكل عبر أزمات المياه والطاقة والغذاء والقوى العاملة، فهناك الكثير من السلاح تكدسه الولايات المتحدة في دول الخليج دون طرح مبررات حالية لهذا التخزين اللامتناهي والذي جعل من دول الخليج ترسانة كبيرة للسلاح، وهي لاتصرح لمن يتوجه هذا الكم الهائل من الطائرات والصواريخ الموجهة والاعتدة، هذا الكم الهائل سيساعد على اشعال حروب داخلية وعربية – عربية، هذه الحروب ستنتهي بتشكيل خارطة جديد بكل المقاييس.
في الخاتمة لابد من الاشارة إلى أن عملية التغيير الانفجارية لم تبدأ من الولايات المتحدة بوصول (أوباما) للبيت الابيض، لكنها قد بدأت من أوربا نفسها وبالتحديد (فرنسا) حيث تأثيرات الاقتصاد وتراجع الناتج المؤدي إلى حركات الشباب والعمال التي قادها المغتربون هناك، وامتداد هذا التأثير إلى ألمانيا ودول أوربية أخرى، أما بريطانيا فالجامعات تشهد ردود افعال طلابية على خلفية الحرب الاسرائيلية على غزة، وهناك إتجاه سلبي واضح ضد اسرائيل التي دخلت هي الاخرى نهاية عمرها الافتراضي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ا . د . وليد سعيد البياتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/30



كتابة تعليق لموضوع : خطوات في العصر الامريكي الاخير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net