صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

قيمة الإسلام بعلي عليه السلام
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

موضوع ومحور مسائل الإسلام وتشريعاته وعقائده هو الإنسان ، وكل ما عدا ذلك فهو مسخّر من أجل الإنسان ، نريد اقتصاداً إسلامياً ناجحاً أو نظاماً تربوياً ناجحاً أو سياسة أو الأنظمة الحياتية الأخرى .. انما من أجل إنجاح مشروع الإسلام للإنسان ..

ولهذا فإنّ القياس والميزان الحقيقي لرصانة ومتانة وصحّة ورقيّ الدين الإسلامي هو نتاجه البشري لا شيء آخر ..! وكل ما عدا ذلك فهو من أجل هذه المهمّة العليا ، قال تعالى { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ } لقمان ٢٠

والسؤال هنا ، هل المقصود بالإنسان هنا - والذي هو مقياس نجاح الإسلام - ، الإنسان الفرد أم الإنسان المجتمع ..؟

والجواب : لا نستبعد أن الأصل هو الفرد ، والمجتمع المسلم الناجح يعتبر من الوسائل المهمّة التي تنتج الفرد الناجح ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ ) الأنعام ٩٤ .

الا إن انتاج الفرد وفق ما يريده الإسلام من غير توفّر بعض أو معظم تلك التسخيرات الإسلامية لهذه المهمة - لأن بعضها حاصل لا محالة كالتسخيرات الكونية - ، من أنظمة حياتية ومجتمعات إسلامية .. ممكناً ولكنّه بطيىء وقليل ونادر جداً بحسب ما نعتقد ونستقرء ..

ووفق هذه المعطيات الموجزة والسريعة ، نقول : أن الإمام عليّ بن أبي طالب هو انموذج الإنسان الذي يسعى الإسلام الى صناعته وإعداده هنا على الأرض ، وهو القيمة الإسلامية الحقيقية ، وهو ما يستطيع المسلمون أن يراهنوا وينافسوا الآخرين عليه .. فهو الميزان وهو المقياس وهو التصميم النهائي لهذا المشروع العظيم .. وقد تسألني عن النبي محمد ص وآله ، فأقول لك أنا أتكلم عن المُنتَج ( اسم مفعول ) لا المُنتِج ( اسم فاعل ) ..

لم تتوفر لعلي بن أبي طالب كل الظروف المؤاتية التي تنتج الإنسان كما يريده الإسلام ولكنه نجح بالممكن المتوفر ، وما يُحسب له في هذا المجال هو أن الظروف الايجابية والتسخيرات المنتجة التي توفرت له كانت متوفرة لغيره ايضاً ، وأهمها وجود رسول الله صلوات الله عليه وتربيته المباشرة ، الا أن المطر واحد والزرع مختلف ، قال تعالى { وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } الرعد ٤

من هنا نعرف وندرك الحقائق الأخرى التي تخصّ علي عليه السلام والتي انفرد بها دون غيره ، من قبيل ؛ امام المتقين - أمير المؤمنين - الصديق الأكبر - الفاروق الأعظم - أعلم الناس وأقضاهم واشجعهم واعبدهم - قسيم الجنّة والنار .. الخ

آجركم الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/04



كتابة تعليق لموضوع : قيمة الإسلام بعلي عليه السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net