صفحة الكاتب : ياسمينة حَسِبي

صفعتُكَ على وجْهكَ.... بالصّـمت !
ياسمينة حَسِبي
قلتُ لكَ مِرارًا أنّ المرأة عندما تقع في الحبّ، لا تـــنــام ...
وإنْ نـَـامَتْ فَلِـكَيْ تـلْـتقِي بِمعشوقها خِـلسَة في الحلم...؛
لكنّكَ لم تصدِّقني !
 
 
قلت لكَ أن المرأة المهزومة في الحب تجلسُ طوال النهار في مسامّ جلدها وتحتسي دمها في الانتظار...
ولم تُـصدّقني !
 
 
أخبرتُـكَ أنّ امرأة عاشقة قد تُخْفي جيشًا جرّارًا من الرّقّة، لا أوّل له ولا آخر ... تحت قميص نومها...؛
ولم تصدّقني !!!
 
 
ردّدت على مسامعك مرات ومرات أنّ كلّ امرأة عاشقة تُـتقنُ ببراعةٍ استعمال حواسّها [ العشر ]... 
ولم تصدّقني !!!
 
أسررتُ لكَ ونحنُ في لحظة شاعرية بأنني أحببتُ الأحذية ذات الكعب العالي فقط لأتعملقَ فيها ويكون جمر أنفاسي في متناولِ شفاهكَ متى شئتَ، فلَويْتَ شفتيكَ استهزاءًا ! 
 
 
وشْوشتُ لكَ بعذوبة بأنني سأغيّر عطري المعتاد لأستفزّ حواسَكَ الأخرى الّتي ما تزالُ تنام تحت جلدكَ ... 
فشككْتَ " في حُسن نيّتي" ..! 
 
 
كنتُ أحبّ أن تكْـبُرَ فيَّ تفاصيلُـكَ الصغيرة وتلتصِق بجِـيناتي لكنّي غيّرتُ رأيي عندما بدأَ وجهي يأخذ شكل ملامحكَ فأصبحتَ تناديني [ بإسمِكَ ]، وسلّمتَ يقينًا بأنكَ الأصْل وأنا الظّـل.
 
 
وعندما ضاقَ علينا قميص الحب، طمْأنتكَ والكذب يطفح من لساني، كنتُ حينها قد سقطتُ بغزارة في الحيرة، تصنّعتُ الابتسام وأنا أمسحُ دمعة اليأس التي انسابتْ على خدّي..
 
 
ليْتني تركتُ تلكَ الدمعة تنشفُ من تِلقاء نفسها بدلَ أن أتواطأَ عليها مع منديلي الصغير وأمسحها خِلسة قبل أن تراها !؟
 
وليتكَ لم تُشَبّهني يومًا بقطعة السكر، لقد صدّقتكَ حدّ الذوبان في مــــرارتكَ بكل الحلاوة..
كانت تحلو لِي غيرتكَ عندما تلفّها حول خاصرتي لكنّ [حزامها] ضاق مع الوقت ولم يعُد على مقاسي.
خَـنَقَـتْني غيرتُكَ فأصبحتُ أتسوّلُ منكَ الهواء آناء الليل وأطراف النهار، تمدّدتْ كالماردِ في ضلوعي، في أوقاتي، في أجندتي اليومية، في الساعة التي أضع حول معصمي، في طول التّنورة وقِـصرها ، في طلاء اظافري الأحمر، في نظراتي وهمساتي، في العالم المحيط بي، قزّمتْنِي ثم استطالتْ لتُحْـدِثَ شَـرخـًا هائلاً في سقْـفِ الحب. 
 
 
فتعالَ الآن [ وبكلّ التّحضّر ] لكي أُعيدَ إليكَ بقايـا ضحكاتٍ كنتُ أحتفظ بها في الدرج القديم.
 
 
تعال لأعيدَ إليكَ كلمة "أُحبّك"، لقد أسأَتَ استِعمالها فأصيبتْ بالعطب، سأتركها لكَ بجانب [المزهرية ] فقد تحتاجها يوما عندما يزوركَ الحب في ليلة ماطرة .!
 
 
وتلك المنْـفضَة الزرقاء التي أهديتُـكَ إياها في اليوم العالمي للتوقف عن التدخين ، لن أُفرغ محتواها ولن أنظّفها بعد اليوم، تركتها على الطاولة متعمّدة لكي تطفئ فيها مرارة سجائركَ مع امرأة تشبهني. 
 
 
وصورتي - الشاحبة -الموضوعة بعناية على مكتبك .. لن آخذها معي في حقيبتي ..!
أتساءل فقط ..
ما كان يُضِيركَ لو أخذتَ لي تلك الصورة وانا بكامل زينتي ..؟
كنتَ تحبّ أن تأخذ لي صورًا وأنا بدون مساحيق وتكرّر على مسامعي بأنني أبدو أجمل من دونها ..
وكالبلهاء، كنتُ مفتونة بهذه " المهدئات" التي اكتشفتْها "غيرتكَ" ! 
أكنتَ تكذب عليّ وعلى نفسكَ ام كنتَ تـَراني بعيون الحب الأعمى؟
 
 
حتى قميص النوم الأحمر الذي ابْـتَعتَه لي ذات " مزاج" ، لن آخذه معي حتى لا يُراودني عن نفسي بخبث.
 
 
ويقينًا، سأتركُ لك القطة الصغيرة ..؛ 
لا أريد في حقيبتي ذكريات تمشي على أربع، أوصيتُها خيرا بكَ وطلبتُ منها أن تملأ البيت مواءًا وأن تتمسّح بكلّ اثاثه مرتين في اليوم كما كنتُ أفعَل ! 
 
 
شكوت إليكَ تشقّـق روحي من فرط غيرتكَ، فسحبْتَ الذكريات من قلبي بكل العنف ثم رميتَها في سلّة القمامة ..
 
 
نظرتُ اليكَ بذهول...؛
وترددتُ طويلا قبل ان أصفَـعكَ على وجهكَ .. بالصمت ...
ثمّ لملمتُ ما تبقّى [ منّي ] وغادرتُ كلّ شيء، تاركة ورائي..... لاَ شَيْء !!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسمينة حَسِبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/26



كتابة تعليق لموضوع : صفعتُكَ على وجْهكَ.... بالصّـمت !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net