صفحة الكاتب : احمد جبار غرب

حكومة الظل الخفية الايمو وأشياء أخرى
احمد جبار غرب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لعل مايميزواقعنا العراقي هوالاشكال في الفسحة الزمنية المتاحة والفاصلة بين أحلامنا وخلاصنا من الدكتاتورية والاستبداد والانتقال الدراماتيكي إلى فضاء الحرية الرحب عبر الأجواء الديمقراطية وقيمها النبيلة وبين الوصول إلى بناء الوطن المنشود وطن الحلم والرفاهية المتكامل الذي نسعى إليه جميعا وبين الإسراع في إقامة هذا الحلم دون رؤية واضحة أو برنامج محدد يأخذ في الاعتبار البيئة السياسية العراقية .تنوعها  موروث ولايعني شكلا محددا ..التقاليد السياسية والاجتماعية ..القوى الحية في المجتمع العراقي ..أحزاب ..منظمات مجتمع مدني  هذه  التشكيلات والأطر دائما تكون غائبة عن صانع القرار والسلطة التنفيذية  فكم من القرارات الهزيلة والارتجالية التي صدرت أو صرح بها دون إن تكون لها دراسة معمقة أو تشاور أو حتى تخطيط سليم ولا تكون لهذه القرارات أي اثر في الوصول إلى أهدافهاومبتغاها والسبب انه عكس رؤية ضيقة وخاصة دون الالتفات لباقي أجزاء الصورة المكونة للواقع العراقي ولهذا دائما مات نقد هذه الجهات عبر وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني العراقي لأنها تجتر وتبالغ وتتحكم في هكذا قرارات أو تشريعات والمعلوم إن الشراكة الوطنية لتعني الاستفراد بالقرار الوطني وهنا ليس إن يكون سياسيا محضا بل في كل مايتعلق بمناحي الحياة كافة والتي لها مساس مباشر بالمواطن ومتطلباته المعيشية والاجتماعية والسياسية ولأضرب أمثلة بسيطة  هناك قرار لمنح المواطن العراقي قرضا للإسكان  وبالتأكيد قرار جيد يخدم المواطن لكن عملية تنفيذه تصدم بعقبات شتى منها إن المواطن اسايسا ليملك قطعة ارض فكيف يبني دارا هي كالوطن الصغير وحلم جميل يتمنى المواطن إن يحققه ناهيك عن البيروقراطية والمعرقلات إلا دارية التي تواجه المراجعين لغرض الحصول على هذه القروض وكان  هذا القرار قد خصص لفئة محددة تابعة للسلطة وكل من يدور في فلكها ولكي تتمكن هذه السلطة من تقوية بنيتها التحتية امنيا وسياسيا وهناك الكثير من الظواهر والأمور التي تجري في واقعنا بحاجة إلى مراجعة منها إن الحكومة قد أوجدت حكومة ظل خفية واجبها إن تقتص ممن يخالف رؤيتها أو يعارض قراراتها ولعل التستر بالواجهة الدينية هو صك الغفران للحكومة حتى لاتعاقب اجتماعيا من خلال الرفض الكامل لكل مات قوم به عن طريق التظاهر والإضرابات وتلك حقوق دستورية  وحتى لتثور ثائرة الإعلام في الكشف عن المستور من صور القمع التي تلبس السلطة بكل مسمياتها ولذلك أوجدت مجاميع مسلحة واجبها (شرعي وديني) لتقتص من شباب عبرا عن رفضهم للواقع بشكل جميل ومعاصروهم جزء منه  بعد يأسو من حياة حافلة بالبطالة وانعدام الخدمات والفساد والتفاوت الطبقي بين إفراد المجتمع ودون إن يكون سلوكهم يعرض الأمن الاجتماعي للخطر وهو احد إشكال الحرية وسبق إن وجدت هكذا ظواهر في كثير من دول العالم مع اختلاف الأنماط التي تتعامل معها فكانت ثورة الهيبيز الشبابية والخنافس في الستينات  وجماعة تشارلز مانسون المتطرفة وحتى عندنا في العراق شهدنا حركات غير منظمة تعبر عن نزوع للتفرد وتحقيق الذات مثل ظاهرة حسون الأمريكي و البري كية وقد تأثر اغلب الشباب في تلك الظواهر وهي غير مؤذية سرعان ما تتلاشى مع الوقت بعد إن تستنفذ أغراضها ولكن ألان أصبح الأمر مختلف حيث يتم القتل ضد جماعات متمردة ضد الواقع ..قمع بشكل رهيب يمثل استهتارا بكل القيم الإنسانية حيث قتل أكثر من خمسين فردا من هذه الجماعات التي تسمى (الايمو) على أيدي مجاميع مسلحة غير بعيدة عن القوى  السياسية تنتحل التوجه الديني هدفا لها والتي تعمل في الظل  ويكون التستر على هذه الأفعال كبيرا جدا حتى لأيتم كشفها وهناك إفراد قتلوا  ليلا وتحت جنح الظلام ومن عائلة واحدة في أكثر المناطق كثافة بالسكان وتحت الذرائع المعروفة مخالفة الدين والشرعة لكن عندما تسرق أموال الشعب من قبل هؤلاء السياسيين يغيب دافع الشرعة والدين تلك هي عقدتنا المتأصلة والتي ليمكن أنى تعالج طالما كانت هناك جهة واحدة تحكم وتتحكم في تقاليد الأمور ومن أباح لهذه الجماعات القتل؟ وتحت أي مسوغ واضح لا لبس فيه.. هل حوكم هؤلاء الإفراد أو حقق معهم؟ وماهي المادة القانونية التي يتقاضون عليها؟ والإنسان بطبيعته الفطرية وجد متمردا ومخالفا حبا بالاكتشاف والابتكار والتغيير وهذا الإنسان وصفه بعض الفلاسفة بأنه الإنسان الخارق (السوبرمان ) قد نال من كل الأشياء والمسميات ولايقف في طريقه أي شيء وتلك هي عظمته  وسموه ورفعته واعتقد إن الأمر كله خاضع للأمزجة السياسية والشخصية لهؤلاء السياسيين الذين يتخلون عن المصاعب والمشكلات الحقيقية التي تمر بها البلاد ويتجهون صوب الحريات الشخصية وهي من نمط الممارسات التي كان يمارسها النظام المقبور ولعل عذر النظام  البائد انه شمولي لكن ماعذرنا ونحن ديمقراطيون؟هل مات مارسه السلطة في الخفاء والعلن هو محاولة لاستنزاف المواطن واحتوائه من خلال تسلسل الممنوعات التي تظهر كل يوم؟ والتي تزداد يوما بعد أخر حتى تصل إلى ذروتها في المنع الكامل بعد إن يكون الاستبداد السلطوي (تحت الواجهة الدينية) قد تمكن من بسط هيمنته على كامل الواقع السياسي العراقي وبذلك نتحول إلى بيادق في يد السلطة تتلاعب بنا كما تشاء وذلك الحلم الذي يراود القابضون للسلطة لكننا كشعب حي ومتمرس مر بتجارب عظيمة لن تتمكن منه أية قوة مهما عظم شأنها وكثر استبدادها والتاريخ يشهد لشعبنا عبر انتفاضاته وثوراته ومأمن شعب على وجه البسيطة كالشعب العراقي رافض ومتمرد وثائر وفي كل حقبة وزمان له صولة على الباطل وأهله وسيرفض كل القيم المشوهة التي تفرض عليه دون قناعة أو منطق سليم والأيام هي التي تحكم بيننا  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد جبار غرب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/25



كتابة تعليق لموضوع : حكومة الظل الخفية الايمو وأشياء أخرى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net