صفحة الكاتب : نعيم ياسين

قراءة في خطاب حاكم اقليم كردستان
نعيم ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في القسم الاول من هذه المقالة ذكرنا في حساب الطاولة كما يحلو للسيد بارزاني تسميته ان حاكم اقليم كردستان بدا ممتعضا ومتهسترا من تنامي قوة الجيش العراقي متهما الجيش بانه يتسلح لضرب ( البيش مركه ) , كما ذكرنا في قراءتنا لخطاب السيد حاكم اقليم كردستان كيف خلط الاوراق وكيف جانب الحقيقة باتهامه الحكومة بالدكتاتورية وهو يشارك فيها بمواقع سيادية فضلا عن رئاسة الجمهورية التي يتولاها السيد طالباني والذي يحلو لكثير من السياسيين الكرد وصفه برمز البلاد وحامي الدستور مع اننا نتحفظ  على هذا الوصف بعد ايوائه رجلا مطلوبا للعدالة .
وفي هذا القسم من قراءة خطاب السيد بارزاني الذي القاه بمناسبة اعياد نوروز نستعرض فقرات اخرى نراها جديرة بالملاحظة :
1 – اندفع حاكم اقليم كردستان في خطابه وكأي سياسي يريد اضعاف من يستهدفهم الى الضرب على الوتر الطائفي في محاولة لاستعداء بعض اطراف التحالف الوطني على رئيس الحكومة فقال " وإذا يتصور البعض بأن الشيعة راضون بهذا الوضع ، إن الشيعة هم مهمشون قبل السنة والكرد". نعم ياسيد بارزاني الشيعة غير راضين عن هذا الوضع وقد اصدرت مرجعيتهم الدينية العليا بيانها الشهير بعد مظاهرات شباط عام 2011 وبينت مواطن الخلل في العملية السياسية وقالت بالحرف الواحد ان النهج الذي تسير عليه الدولة لم يعد مقبولا , ولكن اليس تحالفكم الكوردستاني جزءا من المشكلة وسببا رئيسا في الواقع المتردي في العراق ؟ اليس تحالفكم معنيا بنقد المرجعية للنهج الذي تسير عليه الدولة وهو نهج المحاصصة والاستقواء بالاجنبي والامتيازات التي يحظى بها المتصدون للمسؤولية والفساد وتردي الخدمات ؟ هذا هو الحال الذي لم يرض الشيعة ولا اخوانهم من المواطنين كافة من العرب والكرد وغيرهم , اما حديث التهميش فالذي يعرفه الجميع ان التحالف الوطني تشكيل سياسي يضم الكتل السياسية الشيعية التي فازت في الانتخابات الاخيرة ورئاسته ليست لحزب السيد المالكي , وكذلك ائتلاف دولة القانون فهو ايضا ائتلاف سياسي ورئاسته في البرلمان ليست لحزب السيد المالكي , والسيد بارزاني يعرف الالية التي تتخذ بموجبها القرارات في التحالف الوطني , فهي بعيدة كل البعد عن التهميش الذي يدور في مخيلته ويظهر على فلتات لسانه .
      ان التهميش تعاني منه كتل سياسية غير اطراف التحالف الوطني الذي لايطيق السيد حاكم اقليم كردستان تسميته باسمه وانما ذهب الى لغة الطائفية , شيعة وسنة , ولغة عنصرية , عرب وكرد . لم يقل لنا السيد بارزاني لماذا قاطعت المعارضة الكردية جلسة برلمان اقليم كردستان المخصصة لاداء القسم لحكومة نجيرفان بارزاني ؟ اليس شعور تلك المعارضة بالتهميش وتشخيصها فشل قيادة الاقليم في خدمة الشعب الكردي هو ما دفعها للمقاطعة ؟ .
2 – ويمضي السيد بارزاني في خطابه فيصنف من هو الشيعي ومن هو غير الشيعي فصار واحدا من علماء العقائد والاديان , اذ قال " الشيعة الذين نعرفهم هم من أتباع ومناصري الحكيم والصدر , وأنهم الذين وقفوا دائما الى جانب الكرد وساندوهم ، لافتا الى أن " الكرد بدورهم وقفوا الى جانبهم وساندوهم ، وسنبقى دائماً الى جانب بعضنا البعض ومساندين بعضنا البعض ومتخندقين معاً أيضاً ". كان على السيد بارزاني ان يعرف – ان كان لايعرف – ان الشيعة هم اتباع اهل البيت (ع) وليس اتباع السيد الحكيم او اتباع السيد الصدر مع تقديرنا لهاتين الاسرتين الكريمتين ولما قدمتاه من اجل الاسلام والعراق . الشيعة ياسيد بارزاني عمرهم بعمر الرسالة الاسلامية منذ انطلقت في مكة قبل اكثر من اربعة عشر قرنا , ولا ادري لماذا يعاني اكثر سياسيينا من امية ثقافية ؟ فهم يجهلون التاريخ والاديان والمذاهب والحديث والتفسير واللغة والادب والشعر فلاهم لهم سوى الانشغال بالتصريحات اليومية الساذجة المتهالكة لشدة تناقضها , اليس من المعيب والمضحك ان السيد بارزاني لا يعرف من الشيعة غير اتباع السيد الحكيم والسيد الصدر ؟ .
      اننا ناسف لان ياخذ التعصب مأخذه من السيد بارزاني فيفتح النار على شركائه في النضال ضد الدكتاتورية الذين ساندوا مطالب الشعب الكردي في حياة حرة كريمة في كل مراحل ثورته حتى اليوم . ربما وقع السيد بارزاني تحت تاثير وعود واغراءات قيادة القائمة العراقية بان توقع له شيكا على بياض في كركوك وغيرها من المناطق المتنازع عليها , وهنا بودنا ان ننصح السيد بارزاني بان مثل هذه الوعود ان كانت قدمت له فهي ظرفية اساسها كسب التحالف الكردستاني ضد حكومة المالكي , كما ان تطبيق المادة (140) اكبر من القائمة العراقية ومن وعودها لانها تتعلق بملايين العرب وبجماهير كركوك ونينوى وديالى على الاخص , كان على السيد بارزاني ان يكون ناصحا للحكومة مقوما لعملها مراعيا لظرفها وليس مستغلا لهذا الظرف فيصفها باوصاف لا ترد الا على السنة المهرجين وانصاف السياسيين . اننا نتمنى الصدق في القول والعمل عندما يقول السيد بارزاني عن العلاقة بين الكرد والشيعة " وسنبقى دائماً الى جانب بعضنا البعض ومساندين بعضنا البعض ومتخندقين معاً أيضاً " ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه فالسيد بارزاني اجل اعلان دولته المستقلة على مضض الى العام القادم مع ان الدستور الذي صوت عليه الكرد ليس فيه نص صريح يمنح سكان أي محافظة الانفصال عن العراق , بل ما اقسم عليه السياسيون الكرد في بغداد هو الحفاظ على وحدة العراق واستقلاله . ان الانفصال المؤجل لاقليم كردستان كما يروج لها السياسيون الكرد يحتم على القوى السياسية الاخرى ان تتبع نمطا جديدا من العلاقة مع الاقليم خصوصا في ما يرصد من الميزانية العامة له , وفيما يخص تطبيق المادة (140) , فليس من المنطقي ان تلحق مناطق واسعة من المحافظات , وتمنح مبالغ طائلة لاقليم في طريقه الى الانفصال عن العراق .  

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعيم ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/25



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في خطاب حاكم اقليم كردستان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : سهل الحمداني ، في 2012/03/27 .

وهل يستطيع الكرد ان يجرأوا في اعلان دولة \ خطاب البرزاني نوع من أنواع الابتزاز




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net