صفحة الكاتب : نادية مداني

البعد الآخر للشخصية
نادية مداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد شهد العالم في السنوات الأخيرة ، تطورات بلغ مستواها الحد الأعلى للتصور على جميع الأصعدة، فباتت التكنولوجيا من الضروريات التي لا يتم الإسغناء عنها وأصبح العالم قرية صغيرة في ضل العولمة التي امتدت أياديها إلى أخمص منطقة في الكرة الأرضية.
إن النفس البشرية على طبيعتها التي فطرت عليها طواقة إلى ركب الخيال والتحليق إلى أقاصي العوالم المجهولة ومنها إلى المغامرة وعدم توخي النتائج، فكان للعالم العربي المسلم نفس التطلع والتقليد غير المدروس حتى دخلنا معهم إلى جحر الضب ، ومس هذا الهيجان العلمي قواعد راسية في تقاليدنا بل تعداها إلى المعتقدات ...وآن الأوان أن ندق ناقوس الخطر ونخلع عنا لباس الشبهات والأكل من فتات الموائد الغربية ورسم ملامح شخصية تستمد قوتها من قوة العقيدة ولنا بالمثل في المواجهة لذا يجب طرح عدة أسئلة:
كيف نبني الشخصية ؟
ماهي المؤثرات الأكثر مفعول على الشخصية؟
ماهو الأسلوب أو الطريقة الأكثر فعالية في بناء
الشخصية وإنقاذها؟
- إن الولوج في موضوع الشخصية يتبعه الولوج إلى عالم المشاريع وإلقاء
نظرة عجالية للتشعب فيما بعد في المشروع الأكثر أهمية .
قد تكون المشاريع الاستثمارية لها نصيب من التأثير إذ تساعد على منح المجتمع تلك الهيبة وعدم الخضوع والتحرر من التبعية فالقوة المالية تعزز كيان الدولة لكنها لن تحقق هذا إلا بوجود قوى أخرى ومنها العمل الذي يعتمد على اليد العاملة المؤهلة والمدربة والفارضة هي الأخرى لهيمنتها وحضورها الفعلي الذي يعكسه الإنتاج المقدم الذي يضع الدولة في مصاف الدول المنتجة ، أي زيادة الطلب على اليد العاملة والقضاء على البطالة هذه الأخيرة التي تدرج في خانة المشاريع الاجتماعية وما لها من تأثير في الأسرة وتوفير سبل العيش وبالتالي التعليم
نصل بهذا إلى لب الموضوع حيث يعتبر التعليم من أهم المشاريع بعيدة المدى التي تعنى بالاستثمار في الموارد البشرية وخلق جيل يتمتع بالمواصفات التي تمنحه الاستمرار والمشاركة في عملية التأثير والتأثر وطبعا سيد الموقف في التعليم هو المعلم الذي يستمد خصائصه من المعاهد التربوية التي من المفروض أن تعده روحيا وخلقيا قبل كل شيئ وهذا حسب مناهجها...لأن العملية في مجملها عبارة عن تفاعلات لخلق تلك الكتلة الحساسة والنقش في أرق معدن وهو الإنسان الذي يرجع أصل تكوينه للطفولة ...
الطفولة عالم غامض وصامت بالرغم من الفوضى التي يحدثها الطفل خلال اللعب أو التعلم لكن نبقى نجهل ما يجري بداخل نفسه البريئة وإن سخرنا كل البحوث العملية لذلك لأننا لا نملك مفاتيح اللغة التي نخاطب حواسهم بها ، إلا إذا كان بداخلنا طفل ...
ولقد منحت الطبيعة لبعض البشر الموهبة الخارقة فجادت قريحتهم بقصص أدخلتنا عالم الأطفال من بابه الواسع
إذا: إن لموضوع القصة تأثير كبير بحيث تتفاعل وشخصية المعلم حيث تنفخ في تفاصيلها الروح الخلقية البريئة الخالية من شوائب الشك والظن السابحة في عوالم الخيال ذي القوة التي لا تقاوم بعد الماء..!؟
إننا نرى اليوم كيف تسيطر الفضائيات وسمومها التي نفثتها في رسومها المتحركة وأفلامها الكرتونية والدارس بل المتأمل لمضمونها يجد بأنها قنابل موقوتة تغرس في الذهن الباطني للطفل والله اعلم متى ستنفجر وماهي نتائجها حتى أصبحنا عندهم عبارة عن فئران تجارب يطبقون دراستهم ميدانيا في مدارسنا وبعقولنا حتى تتراءى لهم النتائج في ضياعنا عبر شخصيتنا الممسوخة فيغيرون ويعدلون فلم تكفهم مناهجهم لأن فاعليتها ضعيفة فهاموا في مناهجنا الإسلامية ينهلون منها القواعد الأساسية لأنه لطالما أغرتهم شخصية طارق بن زياد وخالد بن الوليد وغيرها من الشخصيات التي لا يزال التاريخ يخلد ذكراها ولا تزال بطون المسلمات تضع أمثالها عن وجدت المغرس الأصيل..
وأصبح يهدد سكينتهم هاجس أحفاد الرسول"صلى" فراحوا يخططون ورحنا نسرح تائهين بين مد وجزر ومكر ومفر تتقاذفنا الرمال تارة وترمي بنا الأمواج في قلب المحيط ، فلا ندرك ساعتها إلى أين نمضي ولا حتى طريق الرجوع ..وفي وقعة الفأس على الرأس نضيع بزعانفنا الورقية وتحلق بجثثنا طيور النورس بأجنحة من زئبق ...
لذا بات من الضروري بل من أهم الضروريات الالتفات للطفل والعمل على حواسه البصرية والسمعية والحسية بيد من مغناطيس تجذبه للأفضل ،فيصبح يتمتع بالشخصية الأكثر بوح بالأصدق للذات لأن أقبح كذب هو الكذب على النفس وتدعيمهم بأكثر من دراسة في هذا المجال وتشجيع كتاب القصص الخاصة بالطفل ودراستها بعمق ووضع تحت المجهر كل ما يفد من ورائي البحار ومواجهته بالمثل أي بأسلوب سلس بعيد عن الغموض والتكلف ومراعاة الفرو قات الفردية بتوصيل الفكرة بالتدرج وعدم خلق حواجز ومبررات لنضيع الفرصة على الخصم ولنكشف أمامه أن كل ألاعيبه باطلة ولازالت الأقلام تحصد ثمارها ولا تزال العقيدة ترسو في عمق النفس لتطفو على سطحها شخصية قوية
بحيث كان ولا يزال يرنوا بأسماعنا ويرقد بشغاف ذاكرتها قول رسول الله "صلى" "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف"
ما معناه الشخصية القوية أفضل من الشخصية الضعيفة وشتان بين الخجل والحياء وبين الجرأة والوقاحة، لأنه لابد من التمييز وعدم الخلط ولأن فلسفة المصطلحات علم بحد ذاته وجب علينا الغوص فيها لنجنب أنفسنا الوقوع في المغالطات وخلق شخصية تستمد قوتها من قوة المعلومة وتفرض تأثيراتها بسحر على البيئة والأسرة مع مراعاة أن الطفل يتفاعل مع مجموعة من المتغيرات حيث تحقن هذه المعلومات بمعاهد للمعلمين تراعي بعد النظر في دراستها والوسطية المأخوذة من المنهج التربوي الإسلامي للتصدي لعدم تأثير مناهجهم ولقتل أسلوبهم المتميز في التأثير على الطفل ، يجب أن نستميلهم بأسلوب سلس أكثر إثارة ونمجد الأقلام التي تكتب للطفل وندعمها بأوسمة تشجيعية لتهز بذلك أكتافها ويلمع شخصها في أفق التحدي البعيد ...
نادية مداني   الجزائر


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نادية مداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/25



كتابة تعليق لموضوع : البعد الآخر للشخصية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net