صفحة الكاتب : السيد عبد الستار الجابري

قراءة في سورة يوسف (عليه السلام) ( 18 )  الدور المحوري ليعقوب (عليه السلام) 
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ان المتتبع للآيات الكريمة التي تناولت دور يعقوب (عليه السلام) في قصة يوسف (عليه السلام) سيجد ان ليعقوب (عليه السلام) دوراً محورياً في احداث قصة يوسف (عليه السلام) سواء في الادوار المباشرة او غير المباشرة، فعند تسليط النظر على التقدير الالهي في الجانب التبليغي والاجتماعي  في قصة يوسف (عليه السلام) سيتضح الاثر العميق والمحوري للنبي يعقوب (عليه السلام)، ولذا سيكون المنطلق في هذه الفقرة من البحث حول دور يعقوب (عليه السلام) في الاهداف المرحلية والبعيدة الامد في التقدير الالهي للمجتمع البشري.
ان التقدير الالهي للمجتمع البشري يتقوم بهداية المجتمع الانساني الى الطريق القويم وايصالهم الى كمالهم المقتضى لهم عن طريق بعث الانبياء والرسل مبشرين ومنذرين، وفي المرحلة الثالثة من مراحل الهداية في المجتمع البشري كان الدور الاكبر قد اوكل الى ابراهيم (عليه السلام) الذي وصفه الله تعالى بانه امة، وكان ابراهيم (صلوات الله عليه) مشعلاً للهداية خاصة بعد حادثة الاحراق التي اضطرت الطغاة الى التوقف عن استهداف حياته وتركه يعمل على التبليغ لدينه بعيداً عن مناطق نفوذهم، فسكن بادية الشام ليكون في طريق من يذهب الى الشام ومن يعود منها من تجار القوافل ليبلغهم رسالة التوحيد، وقد اتخذ من قِرى الاضياف طريقاً للدعوة الى الله، مضيفاً الى ذلك اسفاره بين البلدان حتى انه سافر الى مصر ودعا هناك الى التوحيد وعومل من سلطاتها بحفاوة واحترام بعد ان ظهرت لهم معجزاته، واسس بذرة التوحيد في بلاد مصر، واسكن من ذريته في شبه جزيرة العرب بواد غير زرع عند البيت الحرام لينشر عبق التوحيد في تلك البلاد، وكان نبع زمزم الحدث الذي جذب الناس الى ال ابراهيم ومن ثم بناء البيت وتشريع مناسك الحج الذي التزمت به العرب منذ عهد ابراهيم (عليه السلام)، فانتشرت تعاليم الحنيفية في ارجاء المعمورة على الرغم من تسلط المشركين على رقاب الناس.
وبعد مضي عقود من السنين انتهى امر الزعامة الدينية الى يعقوب (عليه السلام) وبدأت مرحلة الاعداد الى المرحلة الرابعة من مراحل الدعوة الى الله التي انبثقت على يد موسى (عليه السلام)، وكان على راس التمهيد لهذه المرحلة النبي يعقوب (عليه السلام)، ولذا لا يمكننا ان نعي حقيقة الدور المحوري ليعقوب (عليه السلام) اذا لم يتم الربط بين احداث قصة يوسف (عليه السلام) ودورها في التاسيس الى بناء اول دولة توحيد على يد يوشع بن نون (عليه السلام) بعد فترة التيه التي عاقب الله بها بني اسرائيل بعد ان انقذهم موسى (عليه السلام) من ظلم فرعون وقومه.
لمتابعة مقالاتنا على التلكرام يمكن الانضمام عبر الرابط


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد عبد الستار الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/19



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في سورة يوسف (عليه السلام) ( 18 )  الدور المحوري ليعقوب (عليه السلام) 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net