صفحة الكاتب : عمار العامري

الهوية الوطنية ضماناً للعراق اولاً
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعد الوطنية الهوية الجامعة لكل ما يدل به عن الوطن والأوطان والبلد والبلدان، فهي عنوان كبير لمعنى الولاء والانتماء لمسقط الفرد والجماعة، وتجدها أوسع من استخدام مفردة (المواطنة)، فالمواطنة تعني الانتماء لبلد أو دولة، وتضبط هذه العلاقة ضابطة قانونية، أما الوطنية فأنها تعني الولاء للأوطان.

إن تداول مفردة الوطنية بما تحويه من معان، لا يمكن وضعها مقابل الهوية الدينية أو المذهبية ولا حتى مقابل الانتماء القومي، فلكل هوية خصوصية معينة يشعر الفرد بضروريتها، فلا يمكن أن نقول إن انتماء فرد معين الى مذهب معين، لا يصدق عليه أنه يحمل انتماءً وطنياً أو أنه منتمي للوطن.

بالوقت نفسه؛ لا يمكن فرز الانتماء الى مذهب فكري أو سياسي محدد، عن الانتماء الى وطن معين أو أرض محددة، فالانتماء الفكري لا يتقاطع مع الانتماء الوطني، وهذا ما يؤكده: (حب الاوطان من الايمان)، وبذلك نجد رابطة متينة تجمع الوطن والايمان معاً، وهذه الآصرة التي يخطاً بتفسيرها البعض لغايات معينة.

الواقع الحالي في العراق؛ بلد الانبياء والاوصياء والصالحين، ومنطلق الديانات والمذاهب والحركات الفكرية والقوميات المتعددة، تجد -وبعد الالاف السنين- من يفسر "إن العراق موطن خاص بطائفة معينة"، أو "بلد محتكر لفئة معينة"، لا ترغب بالتكامل الانساني والعيش المشترك، ما يجعلها تخرج عن نطاق التاريخ والجغرافية، لترمي بنفسها بأحضان الطائفية والقومية.

إن تجاهل القرآن الكريم والسيرة النبوية، ومحاولات فرض الارادات، وممارسة سياسة (لّي الأذرع) تتعارض من المبادئ الانسانية، ولا تؤمن بالسمة الوطنية، انطلاقاً من أفكار وتوجهات لا تخدم الوطن، ولا ترعى ظروف البلد، وتتقاطع مع إرشادات ونصح المرجعية الدينية، التي دائماً ما تركز على القوانين الراعية لشؤون أبناء الوطن وحماية مصالحهم.

إن الهوية الوطنية الجامعة لكل الأديان والمذاهب والقوميات، هي التي يراد لها أن تحفظ العراق اولاً، وينصهر فيها الجميع، بصرف النظر عن التوجهات والولاءات الجانبية، لأن الوطنية لا تتعارض مع أفكار الآخرين ما دام الآخرين حافظين لها، مدافعين عنها، منطلقين من قول للإمام علي (عليه السلام): (عمرت البلدان بحب الأوطان)، ما يجسد أهمية حب الاوطان.

متجاوزاً بذلك المحاولات الرامية الى الضرر بالبلدان والاوطان بذريعة الولاءات الدينية والمذهبية، وهذا ما نجده في المبادئ التي تقوم عليها دول الجوار العراقي، وخير مثال الجارة الايران، التي تضم أكثر من عشرة هويات فرعية -مذهبية وقومية ودينية- لكنها تنصهر جميعها بالهوية الايرانية، وكذلك التنوع الديني والمذهبي والفكري داخل تركيا، وتجد الجميع يؤمن بالهوية التركية الواحدة.

فالعراق بلد كل الاديان، ومنطلق المذاهب الإسلامية كافة، وطن التعايش الإنساني في ظل ظروف المحن، التي عانى منها الجميع في مواجهة الحملات الارهابية، فلا يمكن إن يستسلم لمنطق القوة، والفكر الواحد، إنما يحتاج إن يؤمن جميع ابنائه بمبدأ (الهوية الوطنية).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/10



كتابة تعليق لموضوع : الهوية الوطنية ضماناً للعراق اولاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net