صفحة الكاتب : علاء تكليف العوادي

الإنتخابات ذات الأقطاب الاربعة
علاء تكليف العوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذ فترة وتسعى مفوضية الإنتخابات إلى تهيئة الضروف الملائمة لإقامة إنتخابات يراد لها ان تكون نزيهة خالية من عبث المزورين وأموال الراشين وجشع المرتشين فهي قد فتحت أبوابها لتسجيل الأحزاب والكيانات السياسية المُماطِلة بتقديم أوراقها وتعهداتها وها هي المفوضية تؤجل غلق الباب من حين لأخر لعل النائم بالعسل يحن قلبه ويسجل حزبه وكيانه والحال هكذا في قرار تجيد البطاقة الإنتخابية البايومترية متحيرة بين جهالة الناخبين وعنجهية الاحزاب.
كلامي ليس لأجل هذا بل هو استطراد قبل البدء.
فالانتخابات المزمع إجراءها في العاشر من شهر تشرين الأول لهذا العام 2021 تجول في مخاضها بين أقطاب أربعة.
القطب الاول: أحزاب نخرها الفساد وأعتاشت على مائدته، فلم يهمها الشعب سواء أجاع أم عرى، فهي عركت الحيّل عرك الأديم، وتقاسمة المغانم خير تقسيم، فمتلأت بنوك أموالها، وعمرت فلل عقارها، فأطبحت حيتان وحشى الحيتان ان تقاس بها.
أحزاب لعبت بمقدرات الشعب فأهملت الصحة والتعليم والتجارة والعمران وملأت جيوب الجيران.
وهذا ما أشارت إليه المرجعية الدينة العليا في بيانها للدعوة لإنتخابات نزيهة وترك انتخاب مثل هذه الطبقة التي اضاعة الحقوق بخطبة الجمعة بتاريخ 4/5/2018 حيث قالت: (ومن المؤكد ان الاخفاقات التي رافقت التجارب الانتخابية الماضية ـ من سوء استغلال السلطة من قبل كثيرٍ ممن انتخبوا او تسنّموا المناصب العليا في الحكومة، ومساهمتهم في نشر الفساد وتضييع المال العام بصورة غير مسبوقة، وتمييز أنفسهم برواتب ومخصصات كبيرة، وفشلهم في اداء واجباتهم في خدمة الشعب وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه).
فأن هذه أحزاب أعتاشت على السياسة فلم تعرف للوطن قداسة، أتخذت لعبة الديمقراطية دمية تمتطيها كل أربع سنوات، تَحْرِفُ بوصلتها حيثُ شاءت وأنا شاءت؛ إذ أن كل من يرد التسلط يعلن قبل إجراءها بشهور بل بأعوام إن القادم لي فأنا ربكم الأعلى حسماً لتقاسم الكعكة، إن لعبة المرشح النزيه لا تلعبها يانزيه فقدمك مكسورة قاصرة عن الوصول إلى التغير فخذ حذرك وأسلم على نفسك وأهلك وإياك ان تتخطى خطوط سلطتنا فأنها محمية بفساد أحزابنا وسذاجة ناخبينا. 
القطب الثاني: سياسي السذاجة أو قل قليلي الفهم والحيلة، وهم من لم يعركوا لعبة السياسة ولم يفهموا معنى الكياسة همهم أن يحيوا بلد متعب، قد انقطعت أنفاسه، باحثاً عن يدٍ أمينة يركنُ إليه لتأخذ بيده إلى بر الأمان، ليحيى كما حيت من حوله البلدان، نواياهم طيبة لكن فهمهم قليل الحيلة وخطاباتهم دليل فقر إدراكهم لما تلعبه أحزاب الفساد من تدمير للحياة وهو ما سيجعلهم لقمة سائغة لأيادي خبيثة داخلية وخارجية وهذا المحور الذي سنتحدث عنه لاحقاً، ففقر هذا القطب مع عدم وجود من يمد يد العون لتلقينهم حقيقة اللعبة وأعطاءهم مفتاح التغير من غير أن يكون لهم تبع تجعل مسيرهم صعب المنال وهذا ماشهدته وتشهد به ثورات العالم حيث تحيها مثل هذه الفئة الثائرة لكن ركوب الموجةِ أقوى من تطلعاتهم فتخرج الكرة من مرماهم لتقع في مرمى الفاسدين انفسهم وحال العراق ليس ببعيد بعد عام التغير واليوم مؤسساتنا مليئة بالبعثية المقيتة التي تلعب بمقدرات الفقير.
القطب الثالث: مواطن غير واعي لم يكن مدرك لما تحاك ضده من مؤامرات ساذج الاختيار فئوي الإتجاه مضحوك عليه بقليل العطاء مسلوب منه كثير المغانم والحقوق يُصدق الكذبة ويتلاطم (يندب حظه) على سلب النعمة.
فهو بين خطيئتين بين خطيئة إنتخاب الفاسد وتكرار الفشل وترسيخ الدمار واللعب بالأقدار، وبين ترك الإستحقاق والتهرب من مسؤولية القرار بتغير الحال،
فأما إنه مضحوك عليه بفُتات منقضي أو أنه تارك لحق مستحق له ولأجيالِ قادمة، وهم هنا قد جعلوا من أنفسهم مصداق لقوله تعالى: وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (سورة النحل: 118)، فبتصديقهم الكذب والخداع السياسي أو إنزوائهم وتركهم أعادة الحق المسلوب قد ظلمون النفس وأضاعوا الحق فركنوا إلى الظالمين متبعين لأهوائهم وسياساتهم من حيث يشعرون أو لايشعرون متناسين سنوات من تسلطهم وگذبهم وسرقاتهم ووعودهم الرنانة، فأصبحوا مصداقا لقوله تعالى: (وَلَئنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَاۤءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ إِنَّكَ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ)[سورة البقرة 145].
القطب الرابع: الأيدي الخارجية التي لا تريد للبلد الخير فمحتل أراد أن يتحكم وأن اتجهت غير اتجاهه لم تلق راحة بال، بل يعم بلد الفوضى والخراب والدمار، اعطني وليس لكك ان تأخذ يحملون هذا الشعار، وخير برهان القريب ما زال راسخ غي الأذهان إتفاقية الصين التي هدمت أركان حكومة بحاك الشارع الجوعان، والإتيان فهكذا ترسخ لمبدأ الفساد حيث أنها جعلت بذرته في قرار سمي بعد ذلك بقرار بريمر حاكم الاحتلال في العراق وهذا القرار الطائف التقسيمي الذي أصبح فيما بعد فراش من ريش النعام وغطاء من الحرير للاحزاب ومحبي السلطة فلم يغير لك كرسي ولي منصب لك نائب ولي مدير لك موظف ولي مستشار، عناوين أسس لها قانون العار ولم يتحرك من اختارهم السذج بالإختيار الفئوي الاضحوكي إلى تغيره وبناء مؤسسة دستورية حقيقة،ط.
فهذه الاقطاب الأربعة هي التي تلعب بمقدرات الإنتخابات فما لم يتغير فكر القطب الثالث ليطرد القطب الرابع ويكسر شوكة القطب الأول ثم يقوم بواجبه لتقوية ومساندة القطب الثاني لم يكن للأنتخابات نفع يرتجى وهذا المبدأ ما دعت إليه المرجعية الدينية العليا في خطابتها المتكرر، إذ دعت في تاريخ (15 /11 /2019) إلى تعديل قانون الإتخابات لتضخ فئات أخرى تشارك بصنع القرار إذ قالت حينها: (ومن هنا فإنّ من الأهمية بمكان الإسراع في إقرار قانون منصف للانتخابات يعيد ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية ولا يتحيز للأحزاب والتيارات السياسية، ويمنح فرصة حقيقية لتغيير القوى التي حكمت البلد خلال السنوات الماضية اذا أراد الشعب تغييرها واستبدالها بوجوه جديدة)، وكذلك لدعوتها في نفس البيان لأعادة النظر بقانون المفوضية المستقلة للإنتخابات؛ إذ قالت: (كما يتعين إقرار قانون جديد  للمفوضية التي يعهد اليها بالإشراف على إجراء الانتخابات، بحيث يوثق بحيادها ومهنيتها وتحظى بالمصداقية والقبول الشعبي)، ثم كثير ما حثت لأنتخاب الأصلح والمؤهل لتحمل المسؤولية وترك من تكرر انتخابه من غير أن يحل للشعب وللوطن من منافع تذكر فقالت عبر خطبتها يوم الجمعة بتاريخ4/5/2018: (وعي الناخبين لقيمة اصواتهم ودورها المهم في رسم مستقبل البلد فلا يمنحونها لأناس غير مؤهلين ازاء ثمن بخس ولا اتّباعاً للأهواء والعواطف او رعايةً للمصالح الشخصية او النزعات القَبلية او نحوها)، وكما حثت في ذات البيان الى منع القطب الرابع من الولوج والتدخل في السياسات الإنتخابية إذ قالت: (أن يُمنع التدخل الخارجي في أمر الانتخابات سواء بالدعم المالي أو غيره، وتُشدّد العقوبة على ذلك).
فعلى المواطن البسيط بعيشه ولعله بسيط بتعليمه هو الأداة المحركة لبوصلت التغير فليكون على قدر المسؤولية في ذلك فلا يستهين بنفسه وكونه هو البوصلة في إحداث حركة تغيرية تصحيحية تنطلق من خلال اختياره الصائب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء تكليف العوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/09



كتابة تعليق لموضوع : الإنتخابات ذات الأقطاب الاربعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net