صفحة الكاتب : مهند البراك

ربما صغر سني لم يسمح لي أن افهم الحياة بصورتها البشعة، هذا العمر عمر الجمال كما يقولون، لكن ما مر بي يجعلني حكيم ألم، آلاف الصور المؤطرة بالسواد تمر امام عيني، هذه المأساة صارت جزءا من التأريخ والحياة.
 قادني رجل كبير السن الى فسحة خارج البيت الذي هو اشبه بقبر ليريني السماء:ـ انظر الى السماء، نظرت:ـ اريدك ان تقفز اليها، لتدخل الجنة بخطوات فتية يافعة، قلت:ـ وهل قتل الآخرين هو الذي يدخلنا الى الجنة؟! وقلت لأتجرأ اكثر:ـ هل تسمي يا عم هذا الدمار والقتل وقطع الرؤوس وهتك الاعراض وسلب الأموال جهاداً..؟! لم انته من جملتي إلا والجلاد يقودني الى غرفة من غرف التعذيب، كدت اموت لكنهم تركوني أعيش بسلام؛ لكوني مشروعهم القادم..!
 أغبياء - هؤلاء الناس - ليس لهم تفكير، كتل بشرية مُعدّة للموت، بأي إحساس يريدوننا ان نجتاز مساحة الحزن الكبيرة، لنعمل تحت اوامرهم لقتل أهلنا، بأي عقلية يطلبون الولاء مني وانا الذي قتلوا أختي معصومة (19) سنة حين تأسرت؛ لأنها لعنتهم ولعنت كبيرهم..!
 بأي عقلية يطلبون مني الولاء وهم قتلوا أختي نرجس 13 سنة، بقيت المسكينة تنزف الى ان ماتت، واحتجزوا أمي وأخي في الحويجة ولا أعرف أخبار أبي ويبدو انه استشهد في احدى المواجهات فهو كان رجل قتال، لم يرتض الذلة ولن يقبلها ابدا.
 هل فيهم عاقل يدرك ما معنى هذه التضحيات؟ وكيف يمكن لفتى قتلوا اهله ان ينتمي اليهم طمعا بالنجاة.. وأخيراً صدر القرار بتعليمي قسرا على قيادة السيارة؛ لكي يجعلوني اقود عجلة مفخخة يرسلوني الى قوات الحشد الشعبي، ليفجروني عن بعد..!
 واستبشروا خيرا حين تعلمت قيادة السيارة، وقرروا دخولي في عالم الجهاد الذي رسموا حدوده، وجلسوا لإعدادي نفسيا لتقبل هذا العالم الذي شيدوه على جثث عائلتي، جهزوا العجلة وفعلا ما ان شغلت السيارة حتى شعرت باني على مقربة من الهدف، ماذا سأفعل؟ هل سأنتحر واقتل بانتحاري أبناء الحشد الذين جاؤوا لإنقاذنا..؟
 هل اقف وارفع يدي للحشد علهم يدركون القضية؟ كيف يأتمنون من جاء بعجلة مفخخة ليقتلهم..؟ قلت مع نفسي: لديّ حل غيره، تركت مقود السيارة وفتحت الباب راكضا للحشد، رافعاً لهم يدي صارخا بطلب المساعدة، فجّروا العجلة عن بُعد قبل أن تصل إليهم، ويبدو انها فعلاً أصابتني الشظايا.. واعتقد اني استشهدت..!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند البراك
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/26



كتابة تعليق لموضوع : الحل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net