صفحة الكاتب : منتهى محسن

درر الحكيم لقمان
منتهى محسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  تبقى المرأة أحجية تنتقل على السنة الكتاب والشعراء بحلو أو مر الكلام، لكن تبقى في الأخير صورتها المشرقة التي أشارت لها آيات القرآن الكريم، فهي الحجر وهي الدفء والأمان، وهي الشريكة التي ترافق الرجل أفراحه والأحزان، وهي الأخت الحانية التي تحتوي الأهل ساعات الخصام، وتهب سريعاً لاحتضان الإخوان ولملمة المشاعر أوقات الاختلاف والنزاعات.

ومع اختلاف الآراء من نثر وشعر وقصائد مغناة، راح الحكيم لقمان يحكي بلسان واعظ يصف به حال النساء، ويوصي بشديد الاحتراز عند الاختيار، كل تلك الوصايا يلقيها لابنه وهو يعظه قائلاً:
"يا بني: النساء أربع، ثنتان صالحتان وثنتان ملعونتان، فأما إحدى الصالحتين فهي الشريفة في قومها، الذليلة في نفسها، التي إن أعطت شكرت، وان ابتليت صبرت، القليل في يديها كثير. 
أما الثانية، فهي الولود الودود، تعود بخير على زواجها، وهي كالأم الرحيم تعطف على كبيرهم، وترحم صغيرهم، وتحب ولد زوجها، وان كانوا من غيرها، جامعة الشمل، مرضية البعل، مصلحة في النفس والأهل والمال والولد، فهي كالذهب الأحمر، طوبى لمن رزقها، ان شهد زوجها أعانته، وان غاب عنها حفظته.
وأما إحدى الملعونتين، فهي العظيمة في نفسها، الذليلة في قومها، التي ان أعطت سخطت، وإن منعت عتبت وغضبت، فزوجها منها في بلاء، وجيرانها منها في عناء، فهي كالأسد إن جاورته أكلك، وإن هربت منه قتلك.
أما الملعونة الثانية، فهي ملعونة عند زوجها وأهلها وجيرانها، وإنما هي سريعة السخطة، سريعة الدمعة، ان شهد زوجها لم تنفعه، وان غاب عنها فضحته، فهي بمنزلة الأرض النشاشة، إن أسقيت أفاضت الماء وغرقت، وإن تركتها عطشت، وإن رزقت منها ولداً لم تنتفع به.
يا بني: لا تتزوج بأمة فيبتاع ولدك بين يديك وتهلك بنفسك.
يا بني: لو كانت النساء تذاق كما تذاق الخمر ما تزوج رجل امرأة سوء أبداً. 
يا بني: إنهَ النفس عن هواها، فانك ان لم تنهِ النفس عن هواها لن تدخل الجنة، ولن تراها، واعلم أن من جاور إبليس وقع في دار الهوان، لا يموت فيها ولا يحيا". 
ورغم مضي الحقب والأعوام والهوة الكبيرة بين زماننا هذا وزمان الحكيم لقمان، لكن آن لتلك الحكمة أن تخترق المد الهائل من السنين لتصلنا اليوم بهذه المواعظ الخالدات.
اندرس قبر لقمان وتلاشى تراباً في تراب، ولم يبقَ له اثر سوى كلماته التي راحت تسافر سحرا وبيانا، وفي هذا ابلغ العبر في ان يحتل كل منا مكانه، ونكون ذا اثر قبل انقضاء فرصة الحياة، والانتقال لدار الختام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتهى محسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/25



كتابة تعليق لموضوع : درر الحكيم لقمان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net