صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

محنة الرواة 
علي حسين الخباز

 أحداث كثيرة نعيشها في الحرب لا تصدقها العين، وتلك محنة الرواة، أحداث تفيض بها قلوبنا حتى صرنا نخشى ذكر التفاصيل، قد يراها البعض حالات شعورية إثر معاناة الميادين، أو يظنها البعض ضغوطات نفسية مفروضة على المقاتل، لكن الحقيقة اكبر، كنت كمن يسيتقظ من كابوس مرعب، أصيح من شدة دهشتي، هو وحق الله هو، راح صاحبي يلتزم الصمت، ويتفرس في المشهد برغبة الباحث عن الحقيقة:ـ يا سبحان الله لو لم أرَه بعيني يستشهد في منطقة الحضيرة لقلت هو:ـ ورأيناه بعد ذلك يقاتل في الرميلات ناحية الاسحاقي أيضاً.. وها هو اليوم يقاتل في منطقة الشيحة..!

 الهجوم يزداد ضراوة، وكل حاسة من حواس الانسان تنشغل في القتال، ولها مهام معينة، فهناك كل الحواس لها عيون، ولهذا خفنا أن يشغلنا منظر الشهيد مشتاق عن مهامنا، فنضيع في حرب تحتاج الى اليقظة، كثيراً ما صار هذا الحدث يوقظنا في الليالي النائمة، ويكون سميرنا في جلسات السمر.
 المشكلة انك تخاف أن تسرد الحكاية بواقعيتها، فهي لا تصدق من جميع احوالها، وفي كل حرب نراه يقاتل بقوة ويستشهد ثانية وثالثة وربما ألفاً ويعود، وفي يوم التحاقنا لجزيرة الخالدية، قال صديقي جاسم وهو يبتسم:ـ سأجن لو رأيته هذه المرة، وأنا لا ادري ما اقول، كل شيء جائز، لكن الرجل استشهد امام انظارنا، وتشظت الرصاصات في جسده، حتى لم تترك مكاناً آمنا فيه.
قلت:ـ أيمكن أن يكون له شبيه؟ وكيف يستطيع ان يجد في كل معركة شبيهاً؟ فجأة صاح بي صديقي:ـ انظر.. رأيته هناك يقاتل، يطوف الحدث حول احتمال واحد ان يكون الواقع مجنونا، ولهذا صرنا نألف رؤيته في كل قتال.. انا رأيته في مكحول يزاحم الموت، وانفجر به كمين في منطقة الزلاية..!
 صرنا نبحث عنه في كل قتال، قاتلنا سوية في معارك تحرير الكرغول، والبوطارش، والجمهورية (الميطرات).. وأخيراً.. حدث الذي كنا ننتظره، لقد استوقفناه جريحا في بلدة البو حشمة قبل الموت بلحظات.. قلت: ما الامر، اتعبتني يا مشتاق، هل يعقل ان تقتل في كل مرة وتعود؟ فقال:ـ هذه حقيقة ارعبت داعش كثيرا.. إنّا مقاتلو الحشد الشعبي يمر بنا الموت دون أن نموت..!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/25



كتابة تعليق لموضوع : محنة الرواة 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net