صفحة الكاتب : لؤي الموسوي

الإعتدال سِمة الوطنيون
لؤي الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الإعتدال صفة يشار بها لمن تكون مواقفه وسطية بعيدة عن التطرف، يتوقع منها الأستقامة والتوازن بين حالين معتمدة بذلك على المفهوم العقلائي ذي النوايا السليمة.. واما مفهوم الوطنية؛ فهو حُب الوطن والإنتماء اليه والإخلاص له.

ليس من الإنصاف إيكال التُهم جُزافاً لطرفٍ ما دون وجود دليل مادي يدينه، ولا من المنطق إلصاق صِفة الإجرام بشخصٍ ما إذا لم تثبت إدانته بالجُرم المشهود او بالأدلة الجنائية التي تثبت ارتكابه لها.

دأب المتصيدون في الماء العكر أصحاب الاجندات، لأعداد التُهم لخصومهم لأزاحتهم عن المشهد.

في عهد حُكم البعث للعراق، كُل من أعطى رأيا ولو تلميحا يخالف توجهات فكر البعث، فالتهمة مُعدة له سلفاً بأنه موالي لدولة ما، وعقوبته الإعدام او الضياع في غياهب السجون المظلمة، ولم يقتصر الآمر على ذوي التوجه الإسلامي، بل طال غير الإسلاميين والذين لا يدينون بدين الإسلام!

منذ القِدم شُنت الحملات ضد الشيعة والتشيع، من قِبل حكام الجور وحاشيتهم، بانهم غير موالين لبلدانهم وإن ميولهم للخارج، ودائماً ما يضربون المثل بإبن العلقمي في العهد العباسي، وانه من مكن المغول في إحتلال بغداد، في كذبة مفضوحة نسبها اعداء الشيعة ليلصقونها بهم.. ولازالت نفس النظرية الوهمية في القرن الحادي والعشرين يتم التسويق لها، بأن شيعة العراق ولائهم ليس لوطنهم، بينما العكس من ذلك هو الصحيح وعليه شواهد كثيرة.

إذا اردنا الخوض في حديث الحفاظ على الوحدة الوطنية، فهم السباقون دائماً في الحفاظ عليها والمتمسكين بها.. ولا نريد التكلم هنا بلغة الطائفية، فلسنا من دُعاتها، ولكن العراق بطبيعته متكون من طوائف متعددة وهذه ميزة للعراق.. واضاف هذا التنوع ألقا للعراق.. والحديث عن طائفة ما لا يعني الغاء الآخر، إنما لبيان دورهم في قوة العراق ووحدته، وبيان فضائل هذه الطائفة وتلك.

الشيعة في العراق قبل وبعد احداث عام 2003 قدموا كثيرا من التضحيات والتنازلات، في سبيل وحدة الصف، ولم يستخدموا العناوين الثانوية على حِساب الوطن، وإذا ما اردنا التكلم بلغة الارقام المعمول بها في العالم أجمع سيما في عالم السياسة، فهم النسبة الأعلى من حيث السكان، وايضاً في التضحيات.. ولم ينفردوا في الحكم ويهمشوا باقي المكونات، بل كانوا حريصون أشد الحرص لأشراك الجميع في القرار السياسي، لهذا قدموا الوطن على باقي الإنتماءات سواء كانت قومية او مذهبية، رغم اعتزازهم بمذهبهم وإنتسابهم لآل مُحَمَّد "صوات الله عليهم أجميعن"، رغم احقيتهم في الحكُم في العراق، منطلقين من باب حُب الوطن من الإيمان..

كانوا الأخ الأكبر الذي يحافظ على وحدة البيت من التمزق، رغم المنغصات التي تلقوها من بعض الفرقاء، والغريب في الآمر أن دُعاة الإعتدال من ساسة الشيعة الذين يدعون بتغليب السِمة الوطنية على المكاسب الثانوية تشن ضدهم الحملات التسقيطية!

اما بالنسبة لموقف علماء الشيعة، فهو واضح على مر العصور، لا نذهب بعيداً، عندما كان العراق تحت الإحتلال العثماني وقدم البريطانيون لأحتلال العراق، افتى علماء الشيعة بوجوب قِتال الانكليز رغم مرارة حكم العثامنيين للعراق.

صوت علماء الشيعة على مدار الزمن لم ينادي يوما بإسمهم فقط، إنما كانت تصدح بالإنسانية والتعايش السلمي، وبحب الوطن والولاء له وبالدفاع عنه.. شواهد العصر كثيرة لكن منها ما حصل، عندما اقدم اعداء العراق بارتكابهم جريمة نكراء بتفجير مرقد للإمامين العسكرين "عليهما وألهما السلام" التي يفتديها الشيعة بارواحهم لارتباطهم الروحي والعقائدي بها، ولعظم المصاب لم يفتي علماء الشيعة بالرد على مرتكب الجريمة رغم بشاعتها، التي اشتركت، فيها اطراف من داخل العراق وخارجه.

اما الحادثة الأخرى فهي مجزرة سبايكر التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي وبمساعدة اطراف داخلية، لم يفتي بمقاتلة تلك الاطراف.. لكن تم الإفتاء عندما صار الخطر يداهم العراق والاراضي تستباح من قِبل داعش وأذنابه، حينها افتى مرجع الشيعة الإمام السيستاني "دام ظله" فتوى الدفاع عن العراق ولم يقل عن الشيعة، فعلى ماذا يدل هذا؟

إن سيرة علماء الشيعة سمتها الإعتدال والوطنية مستمدين ذلك من سيرة الأئمة الأطهار، مقتدين بمنهجهم المعتدل، والذي سار بذلك اتباعهم، فترجموه عملياً على أرض الواقع ومن مبدأ إمام المتقين علي إبن إبي طالب {الناس صنفان أما اخٌ لك في الدين او نظير لك في الإنسانية} ، فالشيعة مؤمنون بمبدأ التعايش السلمي لجميع الأطياف دون تغييب الآخر.. وهذا ما أثبتوه بمواقفهم المتكررة، ودمائهم التي إسترخصوها لأجل الوطن والمواطنة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

لؤي الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/18



كتابة تعليق لموضوع : الإعتدال سِمة الوطنيون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه.

الكتّاب :

صفحة الكاتب : جعفر زنكنة
صفحة الكاتب :
  جعفر زنكنة


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net