صفحة الكاتب : الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي

خصم المقال بين اليقطيني والجمال
الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحادثة الأولى

ذكر‏الشيخ الكشي (رحمه الله) في كتابه اختيار معرفة الرجال عندما تعرض لصفوان بن مهران الجمال هذه الحادثة:

حمدويه ، ‏قال حدثني محمد بن إسماعيل الرازي قال حدثني الحسن بن علي بن فضال ‏قال حدثني صفوان بن مهران الجمال قال دخلت على أبي الحسن الأول (عليه السلام) فقال لي يا صفوان ‏كل شي منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا ، قلت جعلت فداك أي شيء؟

قال : ‏إكراؤك ‏جمالك من هذا الرجل يعني هارون ، قلت: والله ما إكتريته ‏أشرا ‏ولا بطرا ‏ولا لصيد ‏ولا للهو ‏ولكني إكتريته لهذا الطريق، يعني طريق مكة ولا أتولاه بنفسي ولكن أنصب معه غلماني،

فقال : ‏يا صفوان أيقع كراؤك عليهم ؟

قلت : نعم جعلت فداك.

قال : ‏فقال ‏لي : ‏اتحب ‏بقائهم ‏حتى يخرج كراؤك؟

قلت : نعم

قال: فمن أحب ‏بقائهم ‏فهو منهم ‏ومن كان منهم كان ورد النار .

قال: صفوان فذهبت وبعت جمالي من أخرها، ‏فبلغ ذلك الى هارون،‏ فدعاني ‏فقال لي يا صفوان بلغني إنك بعت جمالك؟‏

قلت نعم .

فقال : ‏لم؟

‏قلت أنا شيخ كبير وإن الغلمان لا يوفون بالأعمال،

‏فقال هيهات ، ‏إنني لاعلم من إشارعليك بهذا ، أشار عليك بهذا موسى بن جعفر .

‏قلت مالي ولموسى بن جعفر!

‏فقال دع هذا عنك فوالله لولا حسن صحبتك لقتلتك.

اختيار معرفة الرجال ص 442

‏هذا هو النص المتعلق بصفوان الجمال فماذا نفهم من هذا النص؟

‏الذي نفهمه منه هو أن الإمام (عليه السلام) لا يرضى ولا يجيز للصفوان الجمال العمل مع الظالمين.

 

‏الحادثة الثانية

عن عبد الله بن جعفر في قرب الإسنادعن محمد بن عيسى عن علي بن يقطين أو عن زيد، عن علي بن يقطين إنه كتب إلى أبي الحسن موسى عليه السلام: إن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان، وكان وزيرا لهارون، فان أذنت جعلني الله فداك هربت منه، فرجع الجواب: لا آذن لك بالخروج من عملهم، واتق الله أو كما قال.

قرب الاسناد ص 305

الوسائل ج 12 ص 143

ماذا نفهم من هذا النص؟

نفهم أن الامام (عليه السلام) ‏ألزم ‏علي بن يقطين البقاء في عمله مع سلطان.

وهنا ‏نسأل كيف نستطيع الجمع بين هذين الأمرين؟ وهما :

نهي الامام الكاظم (عليه السلام) صفوان عن العمل مع السلطان وإلزام علي بن يقطين بالعمل معه.

و ‏قبل الدخول في بيان كيفية الجمع لابد أن نكون قد فرغنا من بحث صحة السند لهذين النصين وانهما في درجة عالية من الاعتبار والحجية كيما نتصور ونستشعر التعارض بينهما من خلال القراءة الأولى للنصين.

وهناك قضية أخرى نلفت الانتباه إليها قبل محاولة التوفيق بين النصين وهي ما نسميه مربع الفعل.

نلاحظ كل‏ فعل من الأفعال بذاته ونلاحظ ايضا فاعل الفعل ونلاحظ تأثير الفعل على فاعله وتأثيره على الغير.

ونعبر ‏عن كل هذا بالمربع الفعلي،

الفعل‏ بذاته له منشأ، فالفعل والعمل بذاته له واقعية و وجهة نظر وهذا الكلام يلاحظ الناحية الإسلامية، ولنسلسل الكلام ضمن نقاط فنقول :

1-الفعل بذاته ولنقل الضلع الأول من المربع الفعلي، ولنضرب مثال على ذلك: فمثلا حينما نقرأ القرآن الكريم نجد أن القرآن الكريم يثني على بعض الأفعال ويذم ويحرم بعضا من الأفعال الأخرى، ‏فالقرآن يقول: ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات)) ‏البقرة 82 ‏فالعمل الصالح بذاته وبغض النظر عن الفاعل هو عمل ممدوح، ‏وفي آية أخرى يقول تعالى : ((ولا يغتب بعضكم بعضا)) الحجرات 12‏، هنا ‏يذم ‏وينهى عن فعل الغيبة،‏ والملاحظ ‏في هذين المثالين ذات الفعل بغض النظر عن الفاعل فالعمل الصالح بما هو عمل صالح ممدوح والعمل القبيح كالغيبة بما هو عمل قبيح مذموم و منهي عنه.

2-فاعل الفعل، ولنقل الضلع الثاني، ‏أي الشخص الذي يصدر منه الفعل، ‏فالقرآن الكريم يذكر بعض الأفعال مسندة إلى أشخاص بخصوصهم مثلا حينما يقول: ((يا آدم انبئهم بأسمائهم)) ‏البقرة 33 ‏، هنا الملاحظ هو الفاعل الذي يُراد صدور الفعل منه وهو ادم (عليه السلام) وفي آية أخرى يقول: ((ان فرعون لعال في الأرض)) ‏يونس 33 ، هنا ‏الملاحظ هو فرعون حيث انه هو الذي صدر منه ذلك الفعل وهو والتكبر والتجبر.

3-تاثير الفاعل على فعله ولنقل الضلع الثالث، ‏حينما يحدثنا القرآن الكريم عن ابن نوح (عليه السلام) قال تعالى: (( انه عمل غير صالح)) ‏هود 46 ‏، هنا الفعل الصادر من ابن نوح أثر على نفس الشخصية التي صدر منها الفعل حيث كان ابن نوح من الهالكين في قضية معروفة وهي عدم مرافقة أبيه وعدم الركوب في سفينة نوح (عليه السلام) ‏فتأثير الفعل وقع على نفس الفاعل، ‏ونلاحظ في آية أخرى الفعل الذي أوصل إبراهيم (عليه السلام) إلى مقام سام كما ذكرت ذلك الآية المباركة في قوله تعالى: ((وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال إني جاعلك للناس إماما)) ‏البقرة 124 ‏، فهذه الإبتلاءات التي نجح إبراهيم (عليه السلام) بتخطيها واجتيازها بفعله الحسن ، أثر ذلك الفعل الحسن منه في أن أوصله إلى مقام الإمامة بعد النبوة والرسالة.

4-تأثير الفعل على الغير ولنقل الضلع الرابع من المربع الفعلي، ومثال ذلك معاجز الأنبياء حيث أن كل المعاجز الصادرة منهم (عليهم السلام) لها تأثير على الغير من قبيل ما ذكر في الكتاب العزيز من الأفعال الصادرة عن النبي عيسى (عليه السلام) مثل أبرأ الأكمه والأبرص وإحياء الموتى، بل أكثر من ذلك فمن الأفعال ما يؤثر على نفس الأنبياء كما جاء في قوله تعالى: ((‏كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا)) ‏ال عمران37 ‏، فلما وجد زكريا (عليه السلام) أن الرزق يأتي لمريم (عليها السلام) في غير وقتها هنا قيل أن زكريا (عليه السلام) بادر فدعى الله عز وجل على كبر سنه بأن يرزقه الذرية فرزقه الله تعالى بيحيى (عليه السلام).

وعليه فمن خلال المربع الفعلي ذي الأربعة اضلاع يمكننا فهم وادراك القضية التي بين أيدينا وهي التوفيق بين الصفوانية واليقطينبة، ‏أي متى نكون كعلي بن يقطين ومتى نكون كصفوان الجمال، ‏و الملاحظ في هذه الأيام وجود هذه الفكرة في الساحة الإسلامية والعراقية فنقول- مثلا - أن عملي كعمل علي بن يقطين بينما يقال له إنك لست كعلي بن يقطين بل انت كصفوان الجمال، ‏فالاول يتمسك بعمله بلحاظ اجازته من قبل الإمام (عليه السلام) والثاني يدعو لتركه بلحاظ نهي الإمام (عليه السلام) لصفوان.

وعندها نقول أننا ذكرنا من خلال فكرة المربع الفعلي أن لدينا أربعة أضلاع لهذا المربع: الفعل بذاته وأهميته و فاعل ذلك الفعل وتأثير الفعل على نفس الفاعل وتأثيره على الغير. والآن نلاحظ الفعل بذاته ونلاحظ الأفعال، الصادرة من كل من علي بن يقطين وصفوان الجمال.

و بداية نقول أن الكبرى موجودة ومحفوظة في التشريع الإسلامي وهي النهي عن الركون إلى الظالمين قال تعالى: ((‏ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)) ‏هود 113‏

فهذه الآية واضحة الدلالة في النهي عن الركون إلى الظالمين ومعاونتهم ومساعدتهم ، ‏وهذه الكبرى تطبق على مصاديقها بلا اشكال فينتج عنها حرمة بعض الافعال التي تعتبر إعانة وركونا للظالمين، واما ما نحن فيه من جواب الإمام (عليه السلام) لعلي بن يقطين فهو لا يعتبر تأسيس لقاعدة جديدة وإنما هو جواب عمن تلبس بالعمل أي أن علي ابن يقطين حينما جاء ‏وسأل الإمام (عليه السلام) فهو أساسا  كان متلبسا بالعمل مع الظالمين، والإمام (عليه السلام) لم يطلب منه العمل معهم ابتداء بل كان الملاحظ شيء آخر سيتضح بيانية من خلال ما سيأتي، فجواب الإمام (عليه السلام) علاجي وليس تأسيسي ، إذاً نحن نقول أن جواب الإمام (عليه السلام) إنما كان علاجا لحالة علي بن يقطين بعدما تلبس بالعمل ولا يريد أن يقول له اذهب وأعمل ابتداء من الظالمين، ‏وهذا الذي ذكرناه الآن ينطبق عليه الضلع الأول من أضلاع المربع الفعلي وهو ملاحظة الفعل بذاته، وقد ذكرنا أنه ربما يكون ممدوح وربما يكون مذموما، وفي قضيتنا العمل بذاته بما هو عمل مع السلطان عمل مذموم من كليهما: صفوان الجمال  وعلي بن يقطين، وإذا التفتنا إلى عمل علي ابن يقطين وعمل صفوان فالمترتب على العملين يختلف تماما عن ذات الفعل، فما يترتب على عمل علي بن يقطين إنما هو لحاظ دنيوي لا أخروي ‏،حيث انه عمله عند السلطان إذا كانت ثمرته قضاء حوائج المؤمنين ودفع ملماتهم كان له لأجل ذلك ضمانات من الأمام (عليه السلام) الا أنها ضمانات بلحاظ دنيوي حيث أن الإمام (عليه السلام) في رواية اخرى قال: أضمن لي واحدة أضمن لك ثلاث وهي انه لا يظله سقف سجن ولا يناله حد سيف ولا يدخل الفقر بيته ، وفي رواية أخرى (الثلاث اللواتي أضمنهن لك: أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، ولا فاقة ولا سجن حبس) وسيأتي ذكر هاتين الروايتين لاحقا، وهذا  بخلاف ما يترتب على عمل صفوان فعمل صفوان مع الظالمين ان نتيجته ورود النار ‏إضافة إلى سلبية تمني صفوان بقاء الظالمين فلا يكون في قلبه رغبة لزوالهم، ففي عمل صفوان تأثير سلبي بخلاف عمل علي بن يقطين وهذا ما يمثل الضلع الثالث من أضلاع المربع الفعلي أي لحاظ تأثير العمل على نفس الفاعل فتأثير عمل ابن يقطين تأثير دنيوي ‏يعود على عليه، بينما تأثير عمل صفوان أخروي له دخاله في تحديد مصيره في عالم الاخرة ، ‏وقد يكون من تأثير الفعل على نفس الفاعل، فعمل ابن يقطين جعله يعمل بالتقية في كثير من الموارد ، ‏بخلاف صفوان فهو تاجر يعمل بالكراء ولا يضطره ذلك إلى التقنية في أعماله الأخرى.

و‏اما الضلع الرابع من أضلاع المربع الفعلي وهو تأثير الفعل على الغير سندخل إليه من خلال بيان شيئ: وهو أن للمعصوم(عليه السلام) جنبة بشرية قال تعالى: ((قل إنما أنا بشر مثلكم)) ‏الكهف 110 ، وله أيضا جنبة غيبية معصومية، ‏فبلحاظ الجنبة البشرية للامام (عليه السلام) فهو يحتاج إلى عين داخل البلاط العباسي تطلع وتنقل تحركات البلاط العباسي من خطط ومشاريع وعمل ابن يقطين يؤمن هذا الجانب من الحاجة التي يحتاج إليها الإمام (عليه السلام) بلحاظ الجنبة البشرية له، وهذا ‏بخلاف عمل صفوان فهو عمل وقتي ينتهي بانتهاء موسم الحج فلا يكون ذا فائدة معتد بها كما هي الفائدة التي يحققها تواجد علي بن يقطين داخل البلاط العباسي، ‏وهذا ما قد ينطبق عليه الضلع الرابع من أضلاع المربع الفعلي أي تأثير الفعل على الغير فتأثير فعل علي بن يقطين بالغ الأهمية من حيث المنافع التي يمكن أن تتحقق منه للامام (عليه السلام).

وهناك ‏لحظات أخرى لهذا الفعل بلحاظ كونه يمثل الضلع الرابع من أضلاع المربع الفعلي أي تاثير الفاعل على الغير ومنها: أن معلومية القرب الذي يتمتع به صفوان الجمال من الأمام (عليه السلام) لها دخالة في طبيعة عمله، ‏فالعمل عند السلطان ينعكس سلبا على الإمام المعصوم (عليه السلام) بلحاظ ذلك القرب الذي يمثله صفوان من الإمام (عليه السلام) وهذا بخلافه في بقاء علي بن يقطين على عمله عند سلطان فهذا لا تأثير سلبي له على الإمام المعصوم (عليه السلام) حيث ان ارتباط علي بن يقطين لم يكن بشكل جهري، وهناك صورة أخرى لهذا العمل بلحاظ كونه ضلعا رابعا، فإن في عمل صفوان تأثير على نفس ذرية صفوان فإنه من الممكن أن يقوم الورثة بوراثة ‏ذلك العمل ويوظفوا أنفسهم لخدمة السلطان بشكل حقيقي لا على نفس ما كان عليه صفوان ، بخلاف العمل الذي يؤديه ابن يقطين حيث أن تأثيره مقصورعلى شخصيته هو فقط دون ذريته فالوزارة لا تورث.

اما ‏الضلع الثاني من أضلاع المربع الفعلي وهو فاعل الفعل الذي يمكن أن ينطبق عليه هذا الضلع هو الاختلاف الملاحظ بين شخصية علي بن يقطين وشخصية صفوان الجمال، ونبين ذلك من خلال ما يلي:

إن ‏علي بن يقطين كان على مستوى عال من الإيمان و تمثلت فيه صفات التسليم والطاعة، ولو سألت عن منشأ هذا التصور عن علي بن يقطين فإننا نجيب أن هناك عدة حوادث وقضايا حدثت مع علي بن يقطين نستكشف من خلالها هذا الذي ذكرناه وهو قوة الإيمان والتسليم، ومن تلك الحوادث ما ورد في نفس الرواية المذكورة آنفا حيث أن الإمام قال له : لا آذن لك بالخروج من عملهم، واتق الله ، ‏فما كان من ابن يقطين إلا أن سلم وعمل بما أمر به الإمام (عليه السلام) وقضية أخرى معروفة ومشهورة وهي قضية إهداء هارون جبة خز لعلي بن يقطين، ‏فقام الاخير بإهدائها للإمام الكاظم (عليه السلام) فما كان من الأمام (عليه السلام) الا أن أرجعها إلى ابن يقطين، وبوجود هذه الجبة كان خلاص علي بن يقطين من وشاية الغلام به إلى العباسي بقصة معروفة سنذكر روايتها لاحقا ، ‏وكذلك في قضية أخرى وهي أن الإمام (عليه السلام) أمر ابن يقطين في أن يتوضأعلى خلاف ما يقوم به الشيعة أي يتوضأ وضوء أهل السنة وقد امتثل أمر الإمام (عليه السلام) وذكر هذا الخبر في بحار الأنوار للمجلسي - الجزء 48 صفحة 136 ‏ويتضح من هذه الأمور عمق الإيمان والتسليم الذي كان عليه علي بن يقطين لذلك لم يكن هناك نقاش من قبله للامام (عليه السلام) ولا تبرير لعمله مع السلطان، كيف وهو الذي يريد ترك العمل عند السلطان، بخلاف ما كان عليه صفوان الجمال حيث انه أوجد لنفسه المبررات التي دفعته للعمل عند السلطان كما ورد في الرواية، ويمكن أيضا ملاحظة شيء آخر وهو أن ‏علي بن يقطين كان يريد ترك العمل فيسأل الإمام (عليه السلام) في كيفية الخلاص من ذلك العمل المتلبس به بخلاف صفوان فهو لم يبادر بسؤال الإمام (عليه السلام) عن إرشاده للعلاج مما هو فيه من عمل يقدمه للسلطان، ‏وأن كان صفوان قد طلب من الأمام (عليه السلام) إرشاده إلى طريقة معينة تتناسب مع عمله، هذا ويمكن أن يقال ان صفوان هو الذي كان على ذلك المستوى من الإيمان حيث ان الإمام (عليه السلام) لم يرضى له حتى هذا النوع من الارتباط بالسلطان والذي تمثل بكراية إبله ‏عند السلطان، ويمكن أن نقول أن هذا العمل لم يكن من الأعمال البالغ في المخالفة، حيث نجد تعليل صفوان بأنه لم يكن بطرا ولا أشرا ولم يباشر العمل بنفسه فحتى مع هذه الملاحظات التي تتعلق بالفعل التي تجعله صغيرا لم يرضى الإمام (عليه السلام) أن ينسب إلى صفوان ويدرجه بهذه المدارج من الارتباط بهم، فالمستوى ‏الإيمان لصفوان وعلو مكانته عند الإمام (عليه السلام) تجعله يدعوه لترك هذا العمل، ‏وهناك أمر آخر يكشف ايضاعن المكانة العالية والمنزلة الرفيعة التي يتحلى بها صفوان الجمال وهو ما جاء في نفس الرواية حيث أن الإمام (عليه السلام) يقول لصفوان كل شي منك حسن جميل فالامام (عليه السلام) يشهد بالحسن والجمالية لصفوان بكل شيء ما خلا هذا الكراء مع سلطان إضافة إلى التسليم المطلق الذي دعى صفوان إلى المبادرة ‏في بيع جماله والاعتذار للسلطان وهذا بخلافه مع علي بن يقطين الذي لم يحرص الإمام (عليه السلام) على دعوته لترك العمل مع السلطان مع بالغ أهمية ما يقدمه للسلطان حيث انه كان وزيرا لهارون والإعانة التي يقدمها الوزير لا شك أنها تمثل أمر بالغ الأهمية ‏ومع ذلك لم يحرص الإمام (عليه السلام) على دفع هذه الصفة عن ابن يقطين بل نجد أن في جملة من الروايات تصريح من المعصوم (عليه السلام) بفداحة العمل عند السلطان بحيث توجب الكفارة عنه كما في الرواية عن الامام الصادق (عليه السلام): كفارة عمل السلطان قضاء حوائج الاخوان.

من لايحضره الفقيه ج 3 ص 176

ولا شك أن الكفارة إنما تكون فيما لو كان العمل شديد الضرر لذا جاء من المعصوم (عليه السلام) التوجيه بالكفارة بقضاء حوائح المؤمنين .

ومن ‏هذا وذاك نفهم أن شخصية صفوان يضرها العمل مع السلطان وإن كان العمل قليل القبح بخلاف شخصية ابن يقطين التي لا يضرها ارتباطها بالبلاط العباسي مع شدة قبح ما توديه من عمل .

وعلى ‏كل حال فالمعروف أن كلا الرجلين من الشيعة المخلصين والتفاوت الذي ذكرناه انما نريد منه أن يتبين من خلاله الصورة والمصداق الذي يمثله الضلع الثاني من أضلاع مربع الفعل  ‏وهو فاعل الفعل فاليقطيني ليس كالصفواني والصفواني ليس كاليقطيني بلحاظ ماتقدم والذي بدوره يسمح او لايسمح في العمل عند السلطان .

خلاصة البحث

و ‏يمكن أن نخرج في خلاصة وإيجاز للبحث المتقدم ‏حول طبيعة عمل كل من صفوان الجمال وعلي بن يقطين مع السلطان والتوفيق بين الموقفين و دواعي نهي الإمام (عليه السلام) لعلي بن يقطين عن ترك العمل و دواعي نهي الإمام (عليه السلام) لصفوان الجمال عن الاستمرار بالعمل فنقول:

بعد ‏التسليم بالكبرى الثابتة قرآنيا وهي قبح إعانة الظالمين، ننظر إلى عمل كل من علي بن يقطين وصفوان الجمال واللحظات التي دعت الإمام (عليه السلام) إلى نهي صفوان والزام ابن يقطين بالاستمرار مع ان ‏كلا العملين إنما هو صورة ومصداق للاية المتقدمة فكيف ألزم الإمام (عليه السلام) ابن يقطين بالإستمرار ونهى صفوان عن الاستمرار؟

وبناءً ‏على ما أساسناه من قاعدة المربع الفعلي نلاحظ مايلي :

1-أن الضلع الأول وهو الفعل بذاته وبما هو هو ينطبق على الفعلين معا فكل من الفعلين قبيحين منهي عنهما بالعنوان الاولي لدخولهما تحت إعانة الظالمين الذي نهت الاية المباركة المتقدمة عنه.

2-واما ‏الضلع الثاني وهو فاعل الفعل فالملاحظ أن هناك اختلاف بين الشخصيتين ألمذكورتين من حيث عمق الإيمان والتسليم للامام (عليه السلام) سواء أقدمنا ابن يقطين على صفوان او قدمنا صفوان على ابن يقطين فيكون النهي أو عدمه تابع لما تمثله تلك الشخصية وما تتمتع به من المعرفة لدى الشيعة وما تمثله من ارتباط بالمعصوم (عليه السلام).

3-واما ‏الضلع الثالث وهو تأثير نفس الفعل على فاعله، فالملاحظ أن هناك تأثير سلبي للعمل الذي يقدمه صفوان على نفس شخصيته من عدة جهات تقدم ذكرها بخلاف التأثير الذي يؤثره الفعل على شخصية علي بن يقطين .

4-واما ‏الضلع الرابع وهو تأثير الفعل على الغير فالملاحظ أن الفعل الصادر من علي بن يقطين له أثر كبير في خدمة الموالين من حيث ان وجوده في البلاط العباسي له منافع متعددة وقد ذكرنا جملة من تلك المنافع ولا نعيدها ، بخلاف ما يمكن أن ينتج من بقاء صفوان على عمله مع سلطان.

البحث الرجالي 

الرواية الأولى ( رواية صفوان ).

تقدم ‏معنا في بداية البحث أننا لابد أن نقف على سند الروايتين قبل محاولة التوفيق بين ما جاء في الروايتين، وفي ‏هذا المجال نقول:

وردت ‏رواية صفوان الجمال في كتاب ‏رجال الكشي.

رجال الكشي ابي عمرو محمد بن عمرو الكشي – تحقيق السيد احمد الحسني – منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات – بيروت لبنان.

 

 وقد ترجمة الكشي لصفوان الجمال تحت رقم  307 ‏وبعنوان صفوان بن مهران الجمال وذكر الرواية كالاتي 307

 حمدويه قال: ‏‏حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي قال : حدثني ‏الحسن بن علي بن فضال قال: حدثني صفوان بن مهران الجمال قال: دخلت ‏على أبي الحسن الأول (عليه السلام) فقال لي يا صفوان كل شي منك حسن ... الخ

‏بداية نقول : الكشي رحمه الله معروف وكتابه من المصادر الرجالية المعتمدة عندنا.

الراوي ‏الأول: في سند هذه الرواية هو حمدويه وقد ذكره الشيخ الطوسي في رجاله برقم  6074.

رجال الشيخ الطوسي ص 421 – طبعة مؤسسة النشر ‏‏الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم.

 

 ‏قال : حمدويه بن نصير بن شاهي سمع  يعقوب بن يزيد، روى عن العياشي يكنى أبا الحسن ‏عديم النظير في زمانه كثير العلم والرواية، ثقة حسن ‏المذهب.

الراوي ‏الثاني: محمد بن إسماعيل ، ذكرت ترجمته في رجال النجاشي برقم 915.

رجال النجاشي ص 341 طبعة مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم.

 

 قال: محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد بن بشير البرمكي المعروف بصاحب الصومعة أبو عبد الله سكن قم ‏وليس اصله منها ، ذكر ذلك أبو العباس بن نوح وكان ثقة مستقيما له كتب منها كتاب التوحيد أخبرنا أحمد بن علي بن نوح قال: حدثنا الحسن بن حمزة قال حدثنا محمد بن جعفر الاسدي عن محمد بن اسماعيل بكتابه.

 

الراوي الثالث : ‏الحسن بن فضل ذكره الشيخ الطوسي في فهرسته تحت رقم 164

فهرست الشيخ الطوسي تحقيق جواد الفيومى ص 97

قال : ‏الحسن ابن فضال كان فطحيا يقول بامامة عبد الله بن جعفر ثم رجع إلى إمامة أبي الحسن (عليه السلام) عند موته ومات سنة 224 وهو ابن النيملي ‏بن ربيعة بن بكر مولى تميم، ‏روى عن الإمام الرضا (عليه السلام) وكان خصيصا به وكان جليل القدر عظيم المنزلة زاهدا ورعا ثقة في الحديث ‏وروايته ، له كتب منها كتاب الصلاة وكتاب الديات وزاد ابن النديم كتاب التفسير وكتاب الابتداء و المبتدء وكتاب الطب وذكر محمد ابن الحسن ابن الوليد كتاب الإشارات ، كتاب الرد على الغالية ، أخبرنا بكتبه ورواياته عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسن عن محمد بن الحسن عن أبي عن سعد بن عبد الله والحميري ‏عن أحمد ابن محمد ابن الحسن عن الحسن بن علي بن فضال وأخبرنا ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن فضال.

 

الراوي الرابع ‏: وهو صفوان بن مهران الجمال صاحب الرواية محل البحث ذكره النجاشي في  رجاله.

رجال النجاشي ص 198.

 قال: صفوان بن مهران بن المغيرة الاسدي مولاهم ‏ثم مولى بني كاهل كوفي ثقة يكنى أبا محمد كان يسكن بني حرم بالكوفة وأخو حسين ومسكين.

روى عن أبي عبدالله (عليه السلام) ، وكان صفوان جمالا ‏له كتاب يرويه جماعة ، أخبرنا أحمد بن علي بن نوح قال حدثنا أحمد بن عبدالله بن قضاعة قال حدثنا أبي عن صفوان بن مهران بكتابه.

الى ‏هنا نصل إلى أن رواية صفوان الجمال صحيحة من حيث السند ولا مشكلة فيها، أولا اقل أنها موثقة لانه الحسن بن فضال كان فطحيا لكنه ثقة، إلا أنه بتوبته وعودته إلى الحق تصبح الرواية صحيحة بهذا اللحاظ.

 

الرواية الثانية (رواية علي بن يقطين)

ذكرت هذه الرواية في كتاب قرب الاسناد ورواتها كالآتي .

الراوي الأول :  عبد الله بن جعفر صاحب كتاب قرب الاسناد، قال النجاشي: عبد الله بن جعفر بن الحسن بن مالك بن جامع الحميري أبو العباس القمي، شيخ القميين ووجههم، 

وقال الشيخ (٤٤١): عبد الله بن جعفر الحميري القمي يكنى أبا العباس، ثقة، له كتب، منها: كتاب الدلائل، كتاب الطب، وكتاب الإمامة، وكتاب التوحيد والاستطاعة والأفاعيل والبداء، وكتاب قرب الإسناد، وكتاب المسائل والتوقيعات، وكتاب الغيبة، ومسائله عن محمد بن عثمان العمري، وغير ذلك من رواياته ومصنفاته وفهرست كتبه، وزاد ابن بطة، كتاب الفترة والحيرة، وكتاب فضل العرب.

معجم رجال الحديث ج 11 ص 149

الراوي الثاني : محمد بن عيسى ، وهو محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني بقرينة رواية الحميري عنه.

الاقوال في محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني:

1-       قال النجاشي: «محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين بن موسى، مولى أسد بن خزيمة أبو جعفر: جليل في أصحابنا، ثقة، عين، كثير الرواية، حسن التصانيف.

2-       ذكر أبو جعفر بن بابويه، عن ابن الوليد، أنه قال: ما تفرد به محمد بن عيسى من كتب يونس وحديثه لا تعتمد عليه، ورأيت أصحابنا يذكرون هذا القول، ويقولون: من مثل أبي جعفر محمد بن عيسى. 

3-       وذكر محمد بن جعفر الرزاز: أنه سكن سوق العطش. له من الكتب: كتاب الإمامة، كتاب الواضح المكشوف في الرد على أهل الوقوف، كتاب المعرفة الى اخر ما ذكر من كتب .

4-       وقال الشيخ (٦١٢): «محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني: ضعيف، استثناه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه عن رجال نوادر الحكمة، وقال: لا أروي مايختص برواياته، وقيل: إنه كان يذهب مذهب الغلاة، له كتاب الوصايا، وله كتاب تفسير القرآن، وله كتاب التجمل والمروة، وكتاب الأمل والرجاء. أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة، عن التلعكبري، عن ابن همام، عنه». وعده في رجاله (تارة) من أصحاب الرضا(عليه السلام) (٧٦)، قائلا: «محمد بن عيسى بن عبيد، بغدادي». و(أخرى) في أصحاب الهادي(عليه السلام) (١٠)، قائلا: «محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، يونسي، ضعيف». و(ثالثة) في أصحاب العسكري(عليه السلام) (٣)، قائلا: محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني: بغدادي

 يونسي . و(رابعة) فيمن لم يرو عنهم(عليهم السلام) (١١١)، قائلا: «محمد بن عيسى اليقطيني، ضعيف»

5-       وقال الكشي (٤١٥) أبو جعفر محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين: «قال نصر بن الصباح: إن محمد بن عيسى بن عبيد، من صغار من يروي عن ابن محبوب في السن. علي بن محمد القتيبي، قال: كان الفضل يحب العبيدي ويثني عليه ويمدحه ويميل إليه، ويقول: ليس في أقرانه مثله.

6-       قول ابن نوح: و قد أصاب شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد في ذلك كله، وتبعه أبو جعفر بن بابويه ((رحمه الله) ) على ذلك، إلا في محمد بن محمد بن عيسى بن عبيد، فلا أدري ما رأيه فيه، لأنه كان على ظاهر العدالة والثقة

7-       ذكر العلامة في خلاصته محمد بن عيسى بن عبيد في القسم الأول، وقال: اختلف علماؤنا في شأنه (إلى أن قال) والأقوى عندي قبول روايته.

هذه جملة مما ذكره علمائنا في محمد بن عيسى وهي بين التضعيف والاخذ بروايته ، وقد ناقش السيد الخوئي قدس سره هذه الاقوال وخلص الى قول النجاشي في توثيقه فقال : ان توقف ابن الوليد في محمد بن عيسى لم يكن في مطلق رواياته ولم يظهر له وجه ، واما إنكار نصر بن الصباح، لرواية محمد بن عيسى، عن ابن محبوب فلم يثبت أولا، فإن ذلك إنما يظهر من عبارة النجاشي فقط، وأما المذكور في الكشي فغير ظاهر في الإنكار، بل هو ظاهر في الاعتراف برواية محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، إلا أنه كان من صغار رواته، أن نصر بن الصباح لا يعتمد على قوله لو ثبت ذلك، الى اخر ما ذكره السيد الخوئي قدس سره في معجمه ج 8 ص 120 من نقاش ورد للاقوال المضعّفة للرجل ، وقد خلص الى قول النجاشي في وثاقته.

الراوي الثالث : علي بن يقطين .

وقال الشيخ (٣٩٠): علي بن يقطين (رحمة الله عليه) : ثقة، جليل القدر، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسى (عليه السلام)، عظيم المكان في الطائفة.

معجم رجال الحديث ج 13 ص 243

وقد ورد في الرواية ترديد في السند بين زيد و محمد بن عيسى وقد تقدم الكلام في محمد بن عيسى ، واما زيد فالظاهرانه تصحيف لزياد القندي فقد ورد ان زياد هذا يروي عن علي بن يقطين ومن رواياته مارواه الكشي عن حمدوية قال : حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن زياد القندي، عن علي ابن يقطين أن أبا الحسن 

 عليه السلام قد ضمن له الجنة.

اختيار معرفة الرجال ج2 ص 729

 

قال النجاشي هو زياد بن مروان أبو الفضل، وقيل أبو عبد الله الأنباري القندي قال النجاشي: «زياد بن مروان أبو الفضل، وقيل أبو عبد الله الأنباري القندي: مولى بني هاشم، روى عن أبي عبد الله(عليه السلام)، وأبي الحسن(عليه السلام)، ووقف في الرضا(عليه السلام)، له كتاب، يرويه عنه جماعة.

و قال الكشي (٣٣٣): زياد بن مروان القندي. «حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: زياد هو أحد أركان الوقف.

معجم رجال الحديث ج 8 ص 327

 

وقال ‏السيد الخوئي في معجم رجال الحديث: 

لا ريب في وقف الرجل وخبثه وأنه جحد حق الإمام علي بن موسى(عليه السلام) مع استيقانه في نفسه، فإنه بنفسه قد روى النص على الرضا(عليه السلام).

ثم قال قدس سره : – بعد ان نقل اقوال الذم فيه -  ولكنه مع ذلك ثقة- لا لأجل أن كتابه من الأصول رواه أحمد بن محمد بن مسلمة [سلمة، ذكره الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم(عليهم السلام) (٢٢) ولا لرواية الأجلاء عنه كمحمد بن أبي عمير. الكافي: الجزء ٥، كتاب النكاح ٣، باب حد الرضاع الذي يحرم ٨٨، الحديث ٦. وإسماعيل بن مرار، عن يونس عنه. الكافي: الجزء ٤، كتاب الحج ٣، باب ما يجوز للمحرم بعد اغتساله من الطيب والصيد وغير ذلك ٧٩، الحديث ١٠. ويعقوب بن يزيد كما عرفته من الفهرست. وفي التهذيب: الجزء ٣، باب الزيادات بعد باب الصلاة على الأموات من أبواب الزيادات، الحديث ٤٦٩. وفي مشيخة الفقيه، روى محمد بن عيسى بن عبيد، ويعقوب بن يزيد عنه. وروى عنه أحمد بن محمد بن عيسى. الكافي: الجزء ٦، كتاب الأطعمة ٦، باب السعة ١٣١، الحديث ١، فإن جميع ذلك لا يكفي في إثبات الوثاقة على ماتقدم- بل لأن الشيخ المفيد وثقه. وقد عده الشيخ المفيد(قدس سره) في الإرشاد ممن روى النص على الرضا علي بن موسى(عليه السلام) بالإمامة من أبيه والإشارة إليه منه بذلك من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته، إذا فالرجل من الثقات وإن كان قد جحد حق الإمام(عليه السلام) وخانه طمعا في مال الدنيا. فإن قلت إن شهادة الشيخ المفيد راجعة إلى زمان روايته النص على الرضا(عليه السلام)، ولذا قد وصفه بالورع فلا أثر لهذه الشهادة بالنسبة إلى زمان انحرافه. قلت: نعم، إلا أن المعلوم بزواله من الرجل هو ورعه وأما وثاقته فقد كانت ثابتة ولم يعلم زوالها

وعلى هذا تكون الرواية معتبرة ولا يضرها الترديد المذكور الواقع في سندها .

وهنا بقي شيء وهو اننا إن قبلنا الرواية على ماتحصل لنا من وثاقة محمد بن عيسى وزيد الذي تردد السند بينهما فبها ونعمت والا فلنا طريق اخر في اعتبار الرواية وهو الرجوع الى مبنى المتقدمين في اعتبار الرواية وهو وجود القرائن التي يمكن من خلالها الاخذ بالرواية، ونذكر هنا مجموعة قرائن تنفع في المقام وهي كالاتي :

قرائن على اعتبار الرواية الدالة على ان ابن يقطين كان يعمل في بلاط العباسيين.

الأولى : ‏تصديق ‏التاريخ لعمل ابن يقطين في البلاط العباسي وان الأمام الكاظم (عليه السلام) كان يتابع أمره.

الثانية: ‏روى الكشي : لما قدم أبو إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام العراق، قال علي بن يقطين: أما ترى حالي وما أنا فيه، فقال: يا علي ان لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا علي.

رجال الكشي ص 309

الثالثة : ‏روى الكشي عن أبي الحسن (عليه السلام) إني استوهبت علي بن يقطين من ربي عز وجل فوهبه لي ، ان علي بن يقطين بذل ماله ومودته فكان لذلك منا مستوجبا.

المصدر السابق

الرابعة: ‏قال الإمام الكاظم (عليه السلام) أن لله مع كل طاغية وزيرا من اوليائه يدفع بهم.

 المصدر السابق صفحة 310

الخامسة : ‏روى الكشي عن داود البرقي: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) ايام النحر فقال مبتدأ ما عرض في قلبي احد وأنا في الموقف الا علي بن يقطين فإنه ما زال معي وما فارقني حتى أفضت.

المصدر السابق ص 308

 السادسة : الاتفاق على ان ابن يقطين كان يعين الشيعة من ماله .

المصدر السابق

السابعة : روى الكشي : قال أبو الحسن (عليه السلام) : من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف.

وزعم ابن أخي الكاهلي أن أبا الحسن عليه السلام قال لعلي بن يقطين اضمن لي الكاهلي وعياله وأضمن لك الجنة.

اختيار معرفة الرجال ج2 ص 731

الثامنة: ومن القرائن أيضا ، ما روي عن أمر الامام الكاظم (عليه السلام) له بالوضوء خلافا لما عليه الشيعة حفظا له من تربص هارون به ، فقد روى المفيد في الإرشاد عن محمّد بن اسماعيل عن محمّد بن الفضل قال : اختلفت الرواية بين أصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء أهو من الأصابع إلى الكعبين أم من الكعبين إلى الإصابع فكتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى عليه السلام جعلت فداك ان أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين فان رأيت ان تكتب إليّ بخطّك ما يكون عملي عليه فعلت ان شاء الله تعالى.

 فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء والذي آمرك به في ذلك ان تتمضمض ثلثا وتستنشق ثلثا وتغسل وجهك ثلثا وتخلل شعر لحيتك وتغسل يدك من أصابعك إلى المرفقين وتمسح راسك كلّه وتمسح ظاهر اذنيك وباطنها وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثاً ولا تخالف ذلك إلى غيره .

فلمّا وصل الكتاب إلى علي بن يقطين تعجّب ممّا رسم له فيه ممّا أجمع العصابة على خلافه. ثمّ قال : مولاي اعلم بما قال وأنا ممتثل لأمره فكان يعمل في وضوءه على هذا الحدّ ويخالف ما عليه جميع الشيعة امتثالاً لأمر أبي الحسن عليه السلام وسعى بعلي بن يقطين إلى الرشيد وقيل له انّه رافضي مخالف لك. فقال الرشيد لبعض خاصّته قد كثر عندي القول في علي بن يقطين والقرف له بخلافنا وميله إلى الرفض ولست أرى في خدمته لي تقصيراً وقد امتحنته مراراً فما ظهرت منه على ما يقرف به وأحبّ ان استبرئ أمره من حيث لا يشعر بذلك فيحترز منّي فقيل له انّ الرافضة يا أمير المؤمنين يخالف الجماعة في الوضوء فتخفّفه ولا ترى غسل الرجلين فامتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه.

فقال : أجل ان هذا الوجه يظهر به أمره ثمّ تركه مدّة وناطه بشيء من الشغل في الدار حتّى دخل وقت الصلاة وكان علي بن يقطين يخلوا إلى حجرة في الدار لوضوئه وصلاته فلمّا دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء الحائط بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو فدعى بالماء فتمضمض ثلاثاً واستنشق ثلاثاً وغسل وجهه ثلاثاً وخلل شعر لحيته وغسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً ومسح رأسه واذنيه وغسل رجليه ثلاثاً والرشيد ينظر إليه. فلمّا رآه قد فعل ذلك لم يملك نفسه حتّى أشرف عليه من حيث يراه ثمّ ناداه كذب يا علي بن يقطين من زعم انّك من الرافضة وصلحت حاله عنده وورد عليه كتاب أبي الحسن عليه السلام ابتدأ « من الآن يا علي بن يقطين توضّأ كما أمر الله غسل وجهك مرّة فريضة واخرى اسباغاً واغسل يديك من المرفقين كذلك وامسح رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك فقد زال ما كان يخاف (عليك والسلام)

الوسائل ج 1 ص 445

والرواية واضحة في كونه يعمل في البلاط العباسي.

التاسعة : رواية الدراعة المهادة من هارون لعلي بن يقطين.

روى إبراهيم بن الحسن بن راشد، عن ابن يقطين قال: كنت واقفا عند هارون الرشيد إذ جاءته هدايا ملك الروم وكان فيها دراعة ديباج سوداء منسوجة بالذهب لم أر أحسن منها فرآني أنظر إليها فوهبها لي، وبعثتها إلى أبي إبراهيم عليه السلام ومضت عليها برهة تسعة أشهر وانصرفت يوما من عند هارون بعد أن تغديت بين يديه، فلما دخلت داري قام إلى خادمي الذي يأخذ ثيابي بمنديل على يده وكتاب لطيف ختمه رطب فقال: أتاني بهذا رجل الساعة فقال: أوصله إلى مولاك ساعة يدخل، ففضضت الكتاب وإذا به كتاب مولاي أبي إبراهيم عليه السلام وفيه:

يا علي هذا وقت حاجتك إلى الدراعة وقد بعثت بها إليك، فكشفت طرف المنديل عنها ورأيتها وعرفتها، ودخل علي خادم هارون بغير إذن فقال: أجب أمير المؤمنين قلت: أي شئ حدث؟ قال: لا أدري.

فركبت ودخلت عليه، وعنده عمر بن بزيع واقفا بين يديه فقال: ما فعلت الدراعة التي وهبتك، قلت: خلع أمير المؤمنين علي كثيرة من دراريع وغيرها فعن أيها يسألني؟ قال: دراعة الديباج السوداء الرومية المذهبة، فقلت: ما عسى أن أصنع بها ألبسها في أوقات واصلي فيها ركعات، وقد كنت دعوت بها عند منصرفي من دار أمير المؤمنين الساعة لألبسها، فنظر إلى عمر بن بزيع فقال: قل يحضرها فأرسلت خادمي جاء بها، فلما رآها

قال: يا عمر ما ينبغي أن تنقل على علي بعد هذا شيئا، قال: فأمر لي بخمسين ألف درهم حملت مع الدراعة إلى داري، قال علي بن يقطين: وكان الساعي ابن عم لي فسود الله وجهه وكذبه والحمد لله.

الخرائج والجرائح ص 203

العاشرة: ذكر العلامة المجلسي (رحمه الله) في كتابه بحار الأنوار قال: من كتاب حقوق المؤمنين لأبي علي بن طاهر قال: ‏أستأذن علي بن يقطين مولاي الكاظم (عليه السلام) في ترك عمل السلطان فلم يأذن له ‏وقال لا تفعل فإن لنا بك أنسا ولإخوانك بك عزا وعسى أن يجبر الله بك كسرا ويكسر بك نائرة المخالفين عن ‏أوليائه، يا علي كفارة ‏اعمالكم الإحسان إلى اخوانكم، ‏أضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثا،‏ أضمن لي أن لا تلقى أحد من أوليائنا الا قضيت حاجته وأكرمته واضمن لك الا يظلك سقف سجن أبدا ‏ولا ينالك حد سيف أبدا ولا يدخل الفقر بيتك أبدا، ‏يا علي، من سر مؤمنا فبالله بدأ وبالنبي (صلى الله عليه وآله) ثنى وبنا ثلث.

بحار ‏الأنوار ج48 ص36

الحادية عشر : طاهر بن عيسى، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن القاسم بن حمزة ابن موسى العلوي، قال: سمعت إسماعيل بن موسى عمي، قال، رأيت العبد الصالح عليه السلام على الصفا، يقول: الهي في أعلى عليين اغفر لعلي بن يقطين.

اختيار معرفة الرجال ج 2 ص 732

الثانية عشر : محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد عن السندي بن الربيع، عن الحسين بن عبد الرحيم، قال، قال أبو الحسن عليه السلام لعلي بن يقطين: اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا فقال علي: جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك؟ وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي؟قال، فقال أبو الحسن (عليه السلام) : الثلاث اللواتي أضمنهن لك: أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، ولا فاقة، ولا سجن حبس، قال، فقال علي: وما الخصلة التي أضمنها لك؟ قال، فقال: تضمن أن لا يأتيك ولي أبدا الا أكرمته، قال فضمن علي الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث.

المصدر السابق ص 731

العاشرة: ذكر العلامة المجلسي (رحمه الله) في كتابه بحار الأنوار قال: من كتاب حقوق المؤمنين لأبي علي بن طاهر قال: ‏أستأذن علي بن يقطين مولاي الكاظم (عليه السلام) في ترك عمل السلطان فلم يأذن له ‏وقال لا تفعل فإن لنا بك أنسا ولإخوانك بك عزا وعسى أن يجبر الله بك كسرا ويكسر بك نائرة المخالفين عن ‏أوليائه، يا علي كفارة ‏اعمالكم الإحسان إلى اخوانكم، ‏أضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثا،‏ أضمن لي أن لا تلقى أحد من أوليائنا الا قضيت حاجته وأكرمته واضمن لك الا يظلك سقف سجن أبدا ‏ولا ينالك حد سيف أبدا ولا يدخل الفقر بيتك أبدا، ‏يا علي، من سر مؤمنا فبالله بدأ وبالنبي (صلى الله عليه وآله) ثنى وبنا ثلث.

بحار ‏الأنوار ج48 ص36

الحادية عشر : طاهر بن عيسى، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن القاسم بن حمزة ابن موسى العلوي، قال: سمعت إسماعيل بن موسى عمي، قال، رأيت العبد الصالح عليه السلام على الصفا، يقول: الهي في أعلى عليين اغفر لعلي بن يقطين.

اختيار معرفة الرجال ج 2 ص 732

الثانية عشر : محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد عن السندي بن الربيع، عن الحسين بن عبد الرحيم، قال، قال أبو الحسن عليه السلام لعلي بن يقطين: اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا فقال علي: جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك؟ وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي؟قال، فقال أبو الحسن (عليه السلام) : الثلاث اللواتي أضمنهن لك: أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، ولا فاقة، ولا سجن حبس، قال، فقال علي: وما الخصلة التي أضمنها لك؟ قال، فقال: تضمن أن لا يأتيك ولي أبدا الا أكرمته، قال فضمن علي الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث.

المصدر السابق ص 731

الثالثة عشر :

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن الحسن بن الحسين الأنباري عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: كتبت إليه أربعة عشر سنة استأذنه في عمل السلطان فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكر إني أخاف على خبط عنقي وأن السلطان يقول لي: إنك رافضي ولسنا نشك في أنك تركت العمل للسلطان للرفض. فكتب إلي أبو الحسن (عليه السلام) قد فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك فإن كنت تعلم أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم تصير أعوانك وكتابك أهل ملتك فإذا صار إليك شئ واسيت به فقراء المؤمنين حتى تكون واحدا منهم كان ذابذا وإلا فلا.

الكافي ج5 ص112 

 

الرابعة عشر:

 محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن مهران بن محمد بن أبي نصر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ما من جبار إلا ومعه مؤمن يدفع الله به عن المؤمنين وهو أقلهم حظا في الآخرة - يعني أقل المؤمنين حظا لصحبة الجبار.

المصدر السايق 

 الخامسة عشر :

محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن أحمد بن زكريا الصيدلاني عن رجل من بني حنيفة من أهل بست وسجستان قال: رافقت أبا جعفر (عليه السلام) في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم فقلت له وأنا معه على المائدة وهناك جماعة من أولياء السلطان: إن والينا جعلت فداك رجل يتولاكم أهل البيت ويحبكم وعلي في ديوانه خراج فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليه كتابا بالاحسان إلي فقال لي: لا أعرفه فقلت: جعلت فداك: إنه على ما قلت من محبيكم أهل البيت وكتابك ينفعني عنده فأخذ القرطاس وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فإن موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا وإن مالك من عملك ما أحسنت فيه فأحسن إلى إخوانك، واعلم أن الله عز وجل سائلك عن مثاقيل الذر والخردل، قال: فلما وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبد الله النيسابوري وهو الوالي فاستقبلني على فرسخين من المدينة فدفعت إليه الكتاب - فقبله ووضعه على عينيه ثم قال لي: ما حاجتك؟ فقلت: خراج علي في ديوانك قال: فأمر بطرحه عني وقال لي: لا تؤد خراجا ما دام لي عمل، ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم فأمر لي ولهم بما يقوتنا وفضلا فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا ولا 

ا قطع عني صلته حتى مات.

المصدر السابق.

وعلى هذا تكون هذه القرائن شاهدة على اعتبار رواية عمل ابن يقطين في البلاط العباسي وبذلك نستشعر التعارض المذكور الذي عملنا على حله من خلال البحث المتقدم .

والحمد لله أولا واخرا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/13



كتابة تعليق لموضوع : خصم المقال بين اليقطيني والجمال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net