صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

من سَيُكمل إتفاقية طريق الحرير؟
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

طرحت الصين مبادرة طريق الحرير، ورسمت خارطتهُ إبتداءاً من خارج أرضيها بميناء كوادر الباكستاني، وإستثمارهِ بفترة الرئيس نواز شريف، وهذا بالطبع فائدتهُ الكبيرة تصب لمصلحة الطرفين..

هذا الطريق يختصر كثير من العوائق والمساحات، سواء البرية والبحرية منها، كما يدعي مختصون فيتطلب مراجعة هذه المبادرة، من قبل إختصاصيين ليطرحوا رأيهم حول فائدته للعراق، فيما لو إشترك بذلك الطريق، الذي وقفت بعض الدول دون إستكمالهِ .

المتابع يعرف كيف بدأت مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقتها الصين، حيث دخل العراق تلك الإتفاقية، وتم التوقيع على تلك المبادرة عام ٢٠١٩، وهي بالطبع مهمة ومفيدة وتصب في مصلحة العراق، وتقوم الصين بالتعاون مع الحكومة العراقية النهوض بالبنى التحتية، والبناء والمصانع وغيرها بمذكرة النفط مقابل الإعمار، ولو بحثنا في النفط المهدور لأصبنا بالصدمة.

عانى العراق من مناطلك الجانب الأمريكي دون الإعمار وبناء المصانع، سيما الكهرباء التي سيطرت الشركات الأمريكية على عقودها دون إنجاز يذكر، ولو تم الإتفاق مع دولة غيرها لإنتهينا من هذه المعضلة المزمنة، ولأوقفنا الهدر الواضح بالجانب المالي، ولو كانت الحكومة جادة بترك الجانب الأمريكي المسيطر على القرار، لكان بربع المبلغ الذي صُرِفَ، اليوم ربما نُصَدّر الطاقة، وربما كان من الممكن إنشاء محطات نووية..

يتكون "الحزام" من مشاريع ربط الصين بأوروبا عبر آسيا والشرق الأوسط براً، في حين يشير (الطريق) إلى مشاريع ترتبط بطرق بحرية، تربط الصين بأفريقيا والشرق الأوسط، مروراً عبر جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا..

أن المجموعة الدولية المرتبطة بطريق الحرير تشكل اليوم حوالي ٦٦٪ من سكان العالم، وقرابة ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهذا لا يستعان به، والذي خططت له دولة تعتبر من الدول التي تحتل المرتبة الأولى، وحسب التوقعات أن العالم القادم هو عالم المال والإستثمار، بعيدا الحروب التي تعتاش عليها الدول الإستعمارية .

أمريكا تعتاش على الحروب وخلق الأزمات في العالم، وتعتاش على الإبتزاز بحجة حماية الدول من الأعداء الإفتراضيين، الذين تخلقهم أمريكا بواسطة المؤسسات الإعلامية، فأن عالم المال والإستثمار لا يناسبها، لأنها لا تجيد العمل بها، وما سباق التسلح الذي يطفوا على السطح بين الفينة والأخرى، الا دليل دامغ على سياسة أمريكا ونهجها العدائي، بصناعة الموت تجاه الدول المتحررة، والتي تسعى لبناء القدرات والتطور العلمي، وهي تحاول جاهدة الوقوف بوجه التطور التكنولوجي الآسيوي، والصين أول تلك الدول التي غزت العالم أقتصادياً، ووصلت لمراحل متطورة جداً .

العراق اليوم بين مطرقة أمريكا التي تفرض رأيها على الحكومة دون الإعتراض، من قبل من يمسك بيده زمام الأمور، وبين المواطن الذي يطالب بتفعيل الإتفاقية التي من شأنها تعمير العراق، والبنود التي إتفق العراق من الصين ببناء العراق كان يمكن أن تحسن الوضع كثيرا، لكن أمريكا حركت الشارع ضد رئيس الوزراء السابق، مما دفعه للاستقالة..

بعد مرور سنة كاملة على ولاية السيّد الكاظمي لرئاسة الوزراء، والأمور تتدهور من سيئ لآخر، ولم يتم إنجاز أيّ شيء من المطالب التي نادى بها المتظاهرون، سوى صعود طبقة لا تستطيع إدارة محافظة وليس دولة بمستوى العراق، المثخن الجراح بفعل الإرهاب، الذي صنعته أمريكا بأدوات عربية وأموال الخليج، بدعوة الدين الإسلامي والخلافة! والدين الحنيف منهم براء، لكن بعد كل ذلك وبعد أن تكبّل المواطن أعباء فوق التي كان يعانيها، وصعود الأسعار بعد رفع سعر صرف "الدولار" الذي أضاف عبئاً ثانيا مع البطالة التي عبرت أرقام لا يمكن السكوت عنها، فلماذا لم يخرج اولئك المتظاهرين الذي يريدون وطن!.

العراق تم تكبيله بديون إضافية من خلال الإقتراض، وإذا بقي الحال كما هو عليه من إهمال متعمد، فسيكون العراق مرهونا للبنك الدولي، سيما أن الفرصة سانحة لتفعيل الإتفاق مع الصين، من خلال الإستثمار ببناء العراق، ويكون العائد النفطي أموال فائضة وبها يمكن للبنك العراقي أن يعزز رصيده، يعني (إعمار مجاني ) فنحتاج لرجل دولة، وليس يؤمر فيطيع، ليكمل مشوار السيّد عبد المهدي، ونتخلص من الهيمنة الأمريكية التي تتدخل تدخل مباشر في القرار، والتي صوت على خروج قواتها مجلس النواب الموقر قبل أكثر من عام.. فهل سيفعلها ساسة العراق؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/08



كتابة تعليق لموضوع : من سَيُكمل إتفاقية طريق الحرير؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net