صفحة الكاتب : الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي

الهدايات العلية في الموعظة النقوية 
الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الهدايات: ماخوذة من لقب الامام الهادي عليه السلام.
النقوية: ماخوذة من لقبه النقي عليه السلام.   

قَالَ الْمَسْعُودِيُّ فِي مُرُوجِ الذَّهَبِ:
         سُعِيَ إِلَى الْمُتَوَكِّلِ((المتوكل العباسي : هو جعفر بن محمد المعتصم ، و هو عاشر حُكام بني العباس ، وُلد سنة : 206 و قتله ابنه المنتصر سنة : 247 هجرية بمعاونة الأتراك ))  بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوَادِ   ( عليه السَّلام ) أَنَّ فِي مَنْزِلِهِ كُتُباً وَ سِلَاحاً مِنْ شِيعَتِهِ مِنْ أَهْلِ قُمَّ وَ أَنَّهُ عَازِمٌ عَلَى الْوُثُوبِ بِالدَّوْلَةِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ جَمَاعَةً مِنَ الْأَتْرَاكِ فَهَجَمُوا دَارَهُ لَيْلًا فَلَمْ يَجِدُوا فِيهَا شَيْئاً وَ وَجَدُوهُ فِي بَيْتٍ مُغْلَقٍ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِ مِدْرَعَةٌ مِنْ صُوفٍ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَى الرَّمْلِ وَ الْحَصَى وَ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَتْلُو آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَحُمِلَ عَلَى حَالِهِ تِلْكَ إِلَى الْمُتَوَكِّلِ وَ قَالُوا لَهُ: لَمْ نَجِدْ فِي بَيْتِهِ شَيْئاً، وَ وَجَدْنَاهُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ.
     وَكَانَ الْمُتَوَكِّلُ جَالِساً فِي مَجْلِسِ الشُّرْبِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَالْكَأْسُ فِي يَدِ الْمُتَوَكِّلِ، فَلَمَّا رَآهُ هَابَهُ، وَعَظَّمَهُ وَأَجْلَسَهُ إِلَى جَانِبِهِ وَنَاوَلَهُ الْكَأْسَ الَّتِي كَانَتْ فِي يَدِهِ.
     فَقَالَ: "واللَّهِ مَا يُخَامِرُ لَحْمِي وَدَمِي قَطُّ فَأَعْفِنِي" فَأَعْفَاهُ.
      فَقَالَ: أَنْشِدْنِي شِعْراً.
      فَقَالَ (عليه السَّلام) : "إِنِّي قَلِيلُ الرِّوَايَةِ لِلشِّعْرِ ".
فَقَالَ: لَا بُدَّ.
فَأَنْشَدَهُ (عليه السَّلام ) وَ هُوَ جَالِسٌ عِنْدَهُ:
بَاتُوا عَلَى قُلَلِ الْأَجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ * غُلْبُ الرِّجَالِ فَلَمْ تَنْفَعْهُمُ الْقُلَلُ‏
وَاسْتَنْزَلُوا بَعْدَ عِزٍّ مِنْ مَعَاقِلِهِمْ * وَاسْكِنُوا حُفَراً يَا بِئْسَمَا نَزَلُوا
نَادَاهُمْ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ دَفْنِهِمْ * أَيْنَ الْأَسَاوِرُ وَ التِّيجَانُ وَ الْحُلَلُ‏
أَيْنَ الْوُجُوهُ الَّتِي كَانَتْ مُنْعِمَةً * مِنْ دُونِهَا تُضْرَبُ الْأَسْتَارُ وَ الْكِلَلُ‏
فَأَفْصَحَ الْقَبْرُ عَنْهُمْ حِينَ سَاءَلَهُمْ * تِلْكَ الْوُجُوهُ عَلَيْهَا الدُّودُ تَقْتَتِلُ‏
قَدْ طَالَ مَا أَكَلُوا دَهْراً وَ قَدْ شَرِبُوا * وَ أَصْبَحُوا الْيَوْمَ بَعْدَ الْأَكْلِ قَدْ أُكِلُوا
     قَالَ فَبَكَى الْمُتَوَكِّلُ حَتَّى بَلَّتْ لِحْيَتَهُ دُمُوعُ عَيْنَيْهِ، وَ بَكَى الْحَاضِرُونَ، وَ دَفَعَ إِلَى عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ، ثُمَّ رَدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ مُكَرَّماً.
     قال العلامة المجلسي ((   العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، صاحب الموسوعة الحديثية الكبرى المُسماة بـ " بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) " .   أَقُولُ: رَوَى الْكَرَاجُكِيُّ فِي كَنْزِ الْفَوَائِدِ، وَ قَالَ: فَضَرَبَ الْمُتَوَكِّلُ بِالْكَأْسِ‏ الْأَرْضَ وَ تَنَغَّصَ عَيْشُهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ.((  بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 50 / 211 )).
الهداية الأولى: 
   القائل، والمتكلم: هو علي بن محمد، بن علي، بن موسى، بن جعفر، بن محمد، بن علي، بن الحسين، بن علي بن ابي طالب عليهم السلام، ولد في الأشهر في النصف من ذي الحجة لسنة 212هـ، في موضع يقال له: صريا قرب المدينة، وقيل: في الثاني، او الخامس من رجب. 
  الشهادة: في الثالث من جب سنة 254 هـ، وكان عمره 42 سنة بالسم، في زمن المعتتز مدة امامته 33سنة، اشهر القابه الهادي، و النقي، وله من الألقاب الفقيه، الأمين، المؤتمن، الطيب، المتوكل، النجيب، المرتضى، العالم، كنيته أبو الحسن الثالث، نقش خاتمه الله (ربي وهو عصمتي من خلقه) وأيضا (حفظ العهود من اخلاق المعبود) عمره حين استلم الامامة سنة 220، وهو سنة شهادة الامام الجواد عليه السلام، ثمان سنوات، عاصر ستة من حكام بني العباس. 
   المعتصم ومدة حكمه ثمان سنوات، الواثق مدة حكمه خمس سنوات، المتوكل مدة حكم 14سنة، المستعين مدة حكمة ثلاث سنوات، المعتز مدة حكمة ثمان سنوات. 
  مات، أي المعتز، بعد شهادة الامام الهادي بأربع سنين258 هـ
    كشف الامام الهدي عليه السلام، عن مقام وحقيقة الامامة، ودورها، وكيفية الارتباط، بالامام عليه السلام، وذلك في الزيارة الجامعة الكبيرة، وزيارة امير المؤمنين عليه السلام، يوم الغدير، وقد كشقف في هذه الزيارات؛ كثيرا من هذه الاسرار العظيمة، اعتمد في الاتصال مع شيعته، وتعليمهم، وتوجيههم، على نظام الوكالة، في المناطق، فقد كتب لشيعته يخبرهم عن ابي علي بن راشد يقول: فقد اوجب في طاعته طاعتي والخروج الى عصيانه، خروج الى عصياني، فلزموا الطريق ياجركم الله ويزيدكم من فضله.
 مهام الوكيل:     
   أولا: استلام الخمس، وايصاله الى الامام عليه السلام، 
ثانيا: والاجابة عن المسائل الشرعية، التاريخية، عقائدية، وتفسير القران، وغيرها 
والثالث: من مهام الوكيل: التعريف بالامام عليه السلام 
الهداية الثانية: 
   وهي المستقبل للكلام، وهو المتوكل، وهو الخليفة العاشر من خلفاء بني العباس، السبع والثلاثون، وقد حكم من سنة 232هـ الى 247هـ.
  وقد انتهج سياسة القمع، والايذاء لمذهب الشيعة، والمعتزلة. 
  ممارساته ضد شيعة اهل البيت عليهم السلام:
أولا: 
    مضايقته للامام الهادي، وجلبه الى سامراء لمراقبته، والحط من قدره.
( الحياة السياسية لائمة اهل البيت/ جعفريان: ج2/ ص: 136. : 
ثانيا:
    قصته مع ابن السكيت:
    اتفق ان المتوكل العباسي الزمه تأديب ولديه المعتز والمؤيد، فقال له يوماً: أيما أحب إليك ابناي هذان، أم الحسن والحسن؟ فقال والله ان قنبراً خادم علي عليه السلام، خيرٌ منك ومن ابنيك، فقال المتوكل للأتراك: سلوا لسانه من قفاه، ففعلوا فمات رحمه الله شهيدا.
 (((الكنى والألقاب 1/314، تاريخ سامراء2/232، مواقف الشيعة 2/337، الأعلام للزركلي 8/195)))

وقيل فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى مات. 
(سفينة البحار 2/314، الكنى والالقاب1/314، تاريخ الخلفاء139، الأعلام للزركلي8/195، سير أعلام النبلاء12/18)
   ثالثا: 
      قال ابو الفرج الاصفهاني:
   وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظا على جماعتهم، مهتما بأمورهم شديد الغيظ، والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم، واتفق له ان عبيد الله ابن يحيى بن خاقان وزيره يسئ الرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله.
((مقاتل الطالبي: 395،)) 
الرابع:
   وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين، وعفى أثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له، لا يجدون أحدا زاره إلا أتوه به فقتله، أو أنهكه عقوبة.
   فحدثني أحمد بن الجعد الوشاء، وقد شاهد ذلك، قال: كان السبب في كرب قبر الحسين، أن بعض المغنيات كانت تبعث بجواريها إليه قبل الخلافة، يغنين له إذا شرب، فلما وليها بعث إلى تلك المغنية، فعرف أنها غائبة، وكانت قد زارت قبر الحسين، وبلغها خبره، فأسرعت الرجوع، وبعثت إليه بجارية من جواريها كان يألفها، فقال لها: أين كنتم؟ قالت: خرجت مولاتي إلى الحج وأخرجتنا معها وكان ذلك في شعبان، فقال: إلى أين حججتم في شعبان؟ قالت: إلى قبر الحسين فاستطير غضبا، وأمر بمولاتها فحبست، واستصفى أملاكها، وبعث برجل من أصحابه يقال له: الديزج، وكان يهوديا فأسلم، إلى قبر الحسين، وأمره بكرب قبره ومحوه وإخراب كل ما حوله، فمضى ذلك وخرب ما حوله، وهدم البناء وكرب ما حوله نحو مائتي جريب، فلما بلغ إلى قبره لم يتقدم إليه أحد، فأحضر قوما من ليهود فكربوه، وأجرى الماء حوله، ووكل به مسالح( أي دوريات بتعبير اليوم) بين كل مسلحتين ميل، لا يزوره زائر إلا أخذوه ووجهوا به إليه.
    فحدثني محمد بن الحسين الأشناني، قال: بعد عهدي بالزيارة في تلك الأيام خوفا، ثم عملت على المخاطرة بنفسي فيها،
    وساعدني رجل من العطارين على ذلك، فخرجنا زائرين نكمن النهار ونسير الليل حتى أتينا نواحي الغاضرية، وخرجنا منها نصف الليل فسرنا بين مسلحتين، وقد ناموا حتى أتينا القبر فخفي علينا، فجعلنا نشمه ونتحرى جهته حتى أتيناه، وقد قلع الصندوق الذي كان حواليه وأحرق.
    وأجري الماء عليه فانخسف موضع اللبن وصار كالخندق، فزرناه وأكببنا عليه، فشممنا منه رائحة ما شممت مثلها قط كشئ من الطيب، فقلت للعطار الذي كان معي: أي رائحة هذه؟ فقال: لا والله ما شممت مثلها كشئ من العطر، فودعناه وجعلنا حول القبر علامات في عدة مواضع، فلما قتل المتوكل اجتمعنا مع جماعة من الطالبيين، والشيعة، حتى صرنا إلى القبر فأخرجنا تلك العلامات، وأعدناه إلى ما كان عليه.
((مقاتل الطالبيين: 397))
   وروى الإمام الطبري: أن المتوكل أمر عام 236 ه‍، بهدم قبر الحسين، وهدم ما حوله من المنازل، والدور، وأن يحرث ويبذر، ويسقى موضع قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه، وأن صاحب الشرطة نادى في الناس: " من وجدناه عند قبر الحسين بعد ثلاثة، بعثنا به إلى المطبق "، فهرب الناس، وامتنعوا من المصير إليه، وحرث ذلك الموضع، وزرع ما حوله ".
وكان لذلك أسوأ الأثر في نفوس المسلمين جميعا، فأطلقوا ألسنتهم في المتوكل، وكتبوا شتمه على الحيطان، ومنهم الشاعر المعروف بالبسامي، حيث قال فيه: -
تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما 
فلقد أتوه بنو أبيه بمثله *     هذا لعمرك قبره مهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتبعوه رميما
((السيوطي: تاريخ الخلفاء ص ٣٤٧، تاريخ ابن الأثير ٥ / ٣٠٠، ابن كثير: البداية والنهاية ١٠ / 315، تاريخ الطبري 11 / 44، المسعودي: مروج الذهب 514 - 515، الخضري: الدولة العباسية ص 258 - 259، حسن إبراهيم: تاريخ الإسلام السياسي 3 / 5.))

الرابع:
   واستعمل على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي، فمنع آل أبي طالب من التعرض لمسألة الناس، ومنع الناس من البر بهم، وكان لا يبلغه أن أحدا أبر أحدا منهم بشيء، وإن قل إلا أنهكه عقوبة، وأثقله غرما، 
   حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه، واحدة بعد واحدة، ثم يرقعنه ويجلسن على مغازلهن عواري حواسر، إلى أن قتل المتوكل، فعطف المنتصر عليهم وأحسن إليهم، ووجه بمال فرقه فيهم،    
   وكان يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله، ومضادة مذهبه، طعنا عليه ونصرة لفعله.
((مقاتل الطالبيين: ٣٩٦.))
الخامس:
    ضرب عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم، صاحب خان عاصم ببغداد ضرب فيما قيل ألف سوط، ذكر الخبر عن سبب ضربه، وما كان من أمره في ذلك، وكان السبب في ذلك؛ أنه شهد عند أبي حسان الزيادي قاضى الشرقية عليه أنه شتم أبا بكر، وعمر، وعائشة، وحفصة سبعة عشر رجلا شهاداتهم، فيما ذكر مختلفة من هذا النحو، فكتب بذلك صاحب بريد بغداد إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان، فأنهى عبيد الله ذلك إلى المتوكل، فأمر المتوكل أن يكتب إلى محمد بن عبد الله بن طاهر، يأمره بضرب عيسى هذا بالسياط، فإذا مات رمى به في دجلة، ولم تدفع جيفته إلى أهله. 
 (تاريخ الطبري - الطبري - ج ٧ - الصفحة ٣٧٥)
السادس: 
    « يزيد بن عبد الله بن دينار « والي مصرسنة ٢٤٢هـ » تتبع الروافض بمصر وأبادهم ، وعاقبهم ، وامتحنهم ، وقمع أكابرهم ، وحمل منهم جماعة إلى العراق على أقبح وجه، ثم التفت إلى العلويين فجرت عليهم منه شدائد من الضيق عليهم ، وأخرجهم من مصر»(النجوم الزاهرة « ٢ / ٣٠٩ »
السابع:
    ظلت مصر ملجأً آمناَ لآل علي بن أبي طالب، إلى أن جاء زمن المتوكل العباسي، وكان يبغض العلويين، فأمر واليه في مصر بإخراج آل علي بن أبي طالب منها، فأخرجوا من الفسطاط إلى العراق في عام ٢٣٦هـ، ثم نقلوا إلى المدينة في العام نفسه، واستتر من كان بمصر على رأي العلوية». البيان للمقريزي « ١ / ٣٩ » 
الثامن:
  وكان عند المتوكل مخنث يدعى " عبادة " فيشد على بطنه مخدة، ويرقص بين يدي المتوكل، والمغنون يغنون: أقبل البطين، خليفة المسلمين - وهم يعنون عليا أمير المؤمنين عليه السلام -، والمتوكل يشرب ويضحك.
وفعل ذلك، وابنه المنتصر حاضر، فقال لأبيه: إن الذي يحكيه هذا الكلب، ويضحك منه الناس، هو: " ابن عمك، وشيخ أهل بيتك، وبه فخرك، فكل أنت لحمه، إذا شئت، ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله، فقال المتوكل:
غنوا:
غار الفتى لابن عمه * رأس الفتى في حرِ امه
   وسمعه يوما يشتم سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء، بنت سيدنا مولانا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فسأل أحد الفقهاء، فقال له: قد وجب عليه القتل، إلا أن من قتل أباه، لم يطل عمره.
فقال المنتصر: لا أبالي، إذا أطعت الله بقتله، أن لا يطول عمري، فقتله، فعاش بعده سبعة أشهر.
(الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ٣ - الصفحة ١٩٥) 
التاسع:
    ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل كان يحضر العلويين إلى قصره من اجل الاستهزاء بهم، كما فعل مع احد أحفاد محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) الذي رد عليه بقوله: ((فعما قليل ترد الحوض فيذودك أبي ويمنعك جدي صلوات الله عليهما))(( مواقف الشيعة: ج2،ص: 336)
العاشر:
 كذلك استولى المتوكل على فدك، وغصبها من أيدي العلويين واقتطعها لأحد أعوانه
شرح النهج، لابن ابي الحديد: ج16، 217.
الحادي عشر:
   عن علي بن جعفر قال: عرضت أمري على المتوكل، فأقبل على عبيد الله بن يحيى بن خاقان فقال له: لا تتعبن نفسك بعرض قصة هذا وأشباهه، فان عمه أخبرني أنه رافضي، وأنه وكيل علي بن محمد، وحلف أن لا يخرج من الحبس الا بعد موته.
(اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٨٦٦)
الحادي عشر: 
     أما أبو السمط، فيذكر عنه الطبري أنه دخل يوما على المتوكل فأنشده قصيدة، ذم فيها الرافضة، فعقد له على البحرين، واليمامة، وخلع عليه أربع خلع، وأمر له بثلاثة آلاف دينار نثرت على رأسه، وأمر ابنه المنتصر أن يلتقطها له والقصيدة:
ملك الخليفة جعفر * للدين والدنيا سلامه 
يرجو الثرات بنو البنات * وما لهم فيها قلامه
 والصهر ليس بوارث * والبنت لا تراث الإمامه
 أخذ الوراثة أهلها * فعلام لومكم علامه 
(انظر الطبري ج ١١ ص ٦٧.)
الثاني عشر:
    وأمر بضرب نصر بن علي الجهضمي، أحد رجال الصحاح الستّة، ومن شيوخ البخاري ومسلم، وفي طبقتهم، وكان محدثا مشهورا، ألف سوط، والسبب لأنّه حدّث بحديث أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ بيد حسن وحسين وقال: " من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأُمّهما كان في درجتي يوم القيامة " فظن انه شيعي، حتّى كلّمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له: هذا من أهل السُنّة، فلم يزل به حتّى تركه. 
( تهذيب التهذيب ج 10 ص 430.
اسراف هذا الملك:
    انفق على الماحوزة، وسماها الجعفري، وانفق عليها بعد معاونة الجيش له الفي الف دينار، وتحول اليها. 
   وانفق على فيما قيل على الجوسق، والجعفري، والهاروني، اكثر من ماتي الف الف درهم. 
      وذكر السيوطي في كتاب تاريخ الخلفاء عن المتوكل ما نصه : " وقال المسعودي ...و كان منهمكا في اللذات والشرب وقيل كان له أربعة آلاف سرية ووطئ الجميع" ( راجع تاريخ الخلفاء صــ277 طبعة دار ابن حزم)
وقيل: وجدوا في بيت المال اربعة الاف الف، وسبعة الاف الف درهم، 
واجاز الحسين بن الضحاك الخليع، على اربع ابيات من الشعر اربعة الاف دينار. 
   ماتت امه شجاع قبله بسنة، فخلقت امولا لا تحصى، من ذلك خمسة الاف الف دينار.  
المتوكّل يشتري حتفَه:
     حدَّث البحتري قال: «إجتمعنا في مجلس المُتوكِّل، فذُكِر له سيفٌ هندي، فبَعَث إلى اليمن، فاشتُرِيَ له بعشرة آلاف، فأعجَبَه. وقال للفتح [وزيره]: إبغني غلاماً أَدفع إليه هذا السَّيف لا يُفارقني به، فأقبل «باغر» [التركي]، فقال الفتح بن خاقان: هذا مَوْصوفٌ بالشَّجاعة والبَسالة، فأعطاه السَّيف، وزاد في أرزاقه. فما انتُضي ذلك السَّيف إلَّا ليلة ضَرَبَه به «باغر»، فلقد رأيتُ مِن المتوكِّل في ليلته عجباً، ".." عَمل فيه النّبيذ ".." وسَكِر المتوكِّل سكْراً شديداً. ومضى مِن اللّيل إذ أَقبل «باغر» في عشرة مُتلثِّمين تَبرقُ أسيافهم، فهَجَموا علينا، وقَصَدوا المتوكِّل، وصعد «باغر» وآخر إلى السَّرير، فصاح الفتح: وَيْلكم مَوْلاكُم. وتَهارب الغلمانُ والجلساء والنُّدماء ".." فسمعْتُ صيحةَ المتوكِّل إذ ضَرَبَه «باغر» بالسَّيف المذكور على عاتقه، فَقَدَّه إلى خاصرته، وبَعَجَ آخَرٌ الفتحَ بِسَيْفه، فأخرَجَه مِن ظهره، وهو صابرٌ لا يَزول، ثمَّ طرح نفسه على المتوكِّل، فماتا، فلُفَّا في بساط، ثمَّ دُفِنا معاً».
(سِيَر أعلام النبلاء، الذهبي))
    وقال علي بن الجهم: كان المتوكل مشغوفا بجارية تسمى (قبيحة) لا يصبر عنها، فوقفت له يوما وقد كتبت على خدها بالغالية جعفر.
فتأملها ثم أنشأ يقول:
 وكاتبة في الخد بالمسك جعفرا * بنفسي محط المسك من حيث أثرا 
 لئن أودعت سطرا من المسك خدها * لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا *تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١٩٨.
    أَخْبَرَنَا أَبُو السمط مَرْوَان بن أبي الجنوب، قَالَ: لما صرت إلى أمير المؤمنين المتوكل على الله مدحت ولاة العهد، وأنشدته:
سقى الله نجدا والسلام على نجد      ويا حبذا نجد على النأي والبعد
نظرت إلى نجد وبغداد دونها       لعلي أرى نجدا وهيهات من نجد
ونجد بها قوم هواهم زيارتي      ولا شيء أحل من زيارتهم عندي.
فلما استتممت إنشادها أمر لي بعشرين ومائة ألف درهم، وخمسين ثوبا، وثلاثة من الظهر: فرس، وبغلة، وحمار، فلم أبرح قلت في شكره:
تخير رب الناس للناس       جعفرا فملكه أمر العباد تخيرا
فلما صرت إلى هذا البيت:
فأمسك ندا كفيك عني ولا     تزد فقد خفت أن أطغى وأن أتجبرا.
قَالَ لا والله لا أمسك حتى أغرقك بجودي.
تاريخ بغداد ج 15: 198
كما يذكر التونجي في كتابه معجم أعلام النساء صــ164 طبعة دار العلم للملايين ما نصه،
  على أنه كانت جارية تسمى (محبوبة) هذه: " محبوبة جارية المتوكل ...وكانت تجلس قربه من خلف الستر في مجلس أنسه ، ويخاطبها" .

الهداية الثالثة: حرمة شرب الخمر:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة:90
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91)المائدة
۞ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا   (219) لبقرة

ماهي مفاسد الخمرة:
اولا: قرنها القران بعبادة الاصنام.
ثانيا: اعتبرها القران رجس يجب اجتنابه. 
ثالثا: من اعمال الشيطان.
رابعا: تورث البغضاء بينكم. 
خامسا: توجب العدواة بينكم. 
سادسا: توجب الابتعاد عن الصلاة.
سابعا: الصد عن ذكر الله تعالى.
ثامنا: ام الخبائث (عن الصادق عليه السلام: إن الخمر أم الخبائث ورأس كل شر، يأتي على شاربها ساعة يسلب لبه فلا يعرف ربه، ولا يترك معصية إلا ركبها، ولا يترك حرمة إلا انتهكها ولا رحما ماسة إلا قطعها ولا فاحشة إلا أتاها،
(هداية العباد - السيد الگلپايگاني - ج ٢ - الصفحة ٢٣٥
والسكران زمامه بيد الشيطان إن أمره أن يسجد للأوثان سجد، وينقاد حيث ما قاده.
( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٢ - الصفحة ١٦٢
تاسعا: عن الصادق عليه السلام: مدمن الخمر كعابد وثن، وتورثه ارتعاشا وتذهب بنوره وتهدم مروءته، وتحمله على أن يجسر على المحارم من سفك الدماء وركوب الزنى، ولا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه.
( الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج ٣٦ق٢ - الصفحة ١٦٠
عاشرا: الإمام الرضا (عليه السلام): حرم الله الخمر لما فيها من الفساد، ومن تغييرها عقول شاريها، وحملها إياهم على إنكار الله عز وجل، والفرية عليه وعلى رسله، وسائر ما يكون منهم من الفساد والقتل (عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ٢ / ٩٨ / ٢.
الإمام علي (عليه السلام): فرض الله... ترك شرب الخمر تحصينا للعقل
(العقل والجهل في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ١٥٠
     الخصال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله في الخمر عشرة: غارسها وحارسها وعاصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها
(الخصال ج 2 ص 58.)
     عن أبي بصير، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: إنه لما احتضر أبى عليه السلام قال يا بني لا تنال شفاعتنا من استخف بالصلاة، ولا يرد علينا الحوض، من أدمن هذه الأشربة، فقلت: يا أبة! وأي الا شربة؟ فقال كل مسكر.
(جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ٤ - الصفحة ٦٩
      قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
    ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر وفي رواية أخرى ملعون ملعون من جلس طائعا على مائدة يشرب عليها الخمر.
(الكافي: ج6/ 286).
    عن رسول الله صلى الله عليه وآله: شارب الخمر لا تصدقوه إذا حدث، ولا تزوجوه إذا خطب، ولا تعودوه إذا مرض، ولا تحضروه إذا مات، ولا تأتمنوه على أمانة، فمن ائتمنه على أمانة فاستهلكها (1) فليس له على الله أن يخلف عليه ولا أن يأجره عليها، لان الله يقول: " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " (2) وأي سفيه أسفه من شارب الخمر؟!.
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٢٥ - الصفحة ٣١٣
   قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
إن الله جعل للشر أقفالا ، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب ، وأشر من الشراب الكذب.
ثواب الأعمال : 291 / 8 .
  رسول الله (صلى الله عليه وآله): يجئ مدمن الخمر المسكر يوم القيامة مزرقة عيناه، مسودا وجهه، مائلا شقه، يسيل لعابه.
ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٨١٤
عنه صلى الله عليه وآله): يخرج الخمار من قبره مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله 
كنز العمال: 43958
وكان المتوكل خمارا :
   فقد نقل ياقوت الحموي كما في معجم الأدباء ما نصه :" . فلما جالست المتوكل رأيت علي بن يحيى قد دخل على المتوكل في غداة من الغدوات التي قد سهر في ليلتها بالشرب وهو مخمور يفور حرارة يستثقل لكل أمر يخف دون ما يثقل، فوقف بين يديه وقال: يا مولاي، أما ترى إقبال هذا اليوم وحسنه وإطباق الغيم على شمسه وخضرة هذا البستان ورونقه؟ وهو يوم تعظمه الفرس وتشرب فيه لأنه هرمز روز، وتعظمه غلمانك وأكرتك مثلي من الدهاقين، و وافق ذلك يا سيدي أن القمر مع الزهرة، فهو يوم شرب وسرور وتجل بالفرح، فهش إليه وقال: ويلك يا علي، ما أقدر أن أفتح عيني خماراً.
ابن الرومي حياته وشعره: 22.
وذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء: 
فقد روي عن المسعودي أنه قال: كان المتوكل منهمكاً في اللذات والشراب
 تاريخ الخلفاء / السيوطي: 271، سير أعلام النبلاء 12: 40.
وقد ذكر انه استمع الى عباد المخنث وهو سكران كما ذكر ذلك ابن الاثير في الكامل
الهداية الرابعة:
محاكاة قوله وفعله عليه السلام محاكاة الأنبياء،
كما في إكمال الدين، أمالي الصدوق: عن الصادق (عليه السلام) قال: إن داود خرج ذات يوم يقرأ الزبور، وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر ولا سبع إلا جاوبه، فما زال يمر حتى إنتهى إلى جبل، فإذا على ذلك الجبل نبي عابد يقال له حزقيل، فلما سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير، علم أنه داود.
فقال داود: يا حزقيل! أتأذن لي فأصعد إليك؟ قال: لا، فبكى داود. فأوحى الله جل جلاله إليه: يا حزقيل لا تعير داود وسلني العافية، فقام حزقيل، فأخذ بيد داود فرفعه إليه، فقال داود: يا حزقيل! هل هممت بخطيئة قط؟ قال: لا. قال: فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله عز وجل؟ قال: لا. قال: فهل ركنت إلى الدنيا، فأحببت أن تأخذ من شهوتها ولذتها؟ قال: بلى، ربما عرض بقلبي. قال: فماذا تصنع إذا كان ذلك؟ قال: أدخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه.
قال: فدخل داود النبي الشعب، فإذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية، وعظام فانية، وإذا لوح من حديد فيه كتابة، فقرأها داود، فإذا هي: أنا أروى سلم، ملكت ألف سنة، فبنيت ألف مدينة، وافتضضت ألف بكر، فكان آخر أمري أن صار التراب فراشي، والحجارة وسادتي، والديدان والحيات جيراني، فمن رآني فلا يغتر بالدنيا.
مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ٧ - الصفحة ٧٠
الهداية الخامسة: اهمية الشعر:
الشعر وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، وهو مصدر من مصادر المعرفة البشرية، وهو يحتوي على بيان ساحر، ولفظ جزل، وقول فصل، وتاثير وجداني، وللشعر دور في حضارة، ومعرفة، وثقافة، الامة العربية، حيث استخدم للتعبير عما يدور في اذهانهم، افكارهم، في كافة مجالات الحياة وقد لازم العرب منذ نشوئهم الى هذا اليوم، ولم يخلوا عصر من عصورهم عنه، انه يخاطب العقل، والقلب، بسهولة ويصل اليهما، بل هو من حفظ تاريخهم، وحضارتهم، وعلومهم، ومعارفهم في نقله الى الامم، والاجيال الاحقة. 
مكانة الشعر:
اولا: ان الشعر مما ايده النبي الاكرم صلى الله تعالى عليه واله، وذلك في مدح حسان بن ثابت، فقد روى
عن الكميت بن زيد الأسدي قال:
دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقال: والله يا كميت لو كان عندنا مال لأعطيناك منه ولكن لك ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لحسان بن ثابت لن يزال معك روح القدس ما ذببت عنا.
 شرح اصول الكافي للمزندراني12: 30
- أقسام المولى - الشيخ المفيد ص 35 : -

   وأخبرني بالاسناد إلى أبي الفرج، عن هارون بن موسى، عن محمد بن علي، عن علي بن أحمد بن مسعدة، عن عمه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يعجبه أن يروى شعر أبي طالب وأن يدون، وقال: تعلموه وعلموه أولادكم فإنه كان على دين الله وفيه علم كثير.
 بحارا الانوار ج35: 115.
 منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) قال: 
ونقل الطوسي ره في كتابه عن أبي الصلت الهروي قال: دخل دعبل الخزاعي
(٣٩٩)
على علي بن موسى الرضا بمرو فقال يا ابن رسول الله إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك وأحب أن تسمعها مني فقال له الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا: هات هات فأنشأ يقول:
ذكر محل الربع من عرفات * فأجريت دمع العين على الوجنات وقد خانني صبري وهاجت صبابتي * رسوم ديار أقفرت وعرات مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصاتولما فرغ دعبل (ره) من إنشادها نهض أبو الحسن الرضا (ص) وقال لا تبرح فأنفذ إليه صرة فيها مأة دينار واعتذر إليه فردها دعبل وقال والله ما لهذا جئت وإنما جئت للسلام عليه والتبرك بالنظر إلى وجهه الميمون وإني لفي غنى فإن رأى أن يعطيني شيئا من ثيابه للتبرك فهو أحب إلي، فأعطاه الرضا جبة خز ورد عليه الصرة وقال للغلام قل له خذها ولا تردها فإنك ستصرفها أحوج ما تكون إليها فأخذها وأخذ الجبة.
شرح احقاق الحقج12: 402.
 عيون أخبار الرضا (ع): أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من قال فينا بيت شعر بنى الله له بيتا في الجنة (  
 عيون أخبار الرضا: 5.
عيون أخبار الرضا (ع): تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: ما قال فينا مؤمن شعرا يمدحنا به إلا بنى الله تعالى له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات يزوره فيها كل ملك مقرب وكل نبي مرسل 
 عيون أخبار الرضا: 5. 
دفع وهم: ان قلت ما معنى( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) الشعراء     
قلت يريد بذلك شعراء الدنياء الذين يسايرون ويداهنون الظلمة حيث قال تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)     
(وهذه خير قرينة على هذا المعنى 
وكان امير المؤمنين يستشهد بالشعر في خطبه فهذا نهج البلاغة في الخطبة الشقشقية وبعد قوله ( أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده (ثم تمثل بقول الأعشى) شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر.
 نهج البلاغة/ ج1: ص32.  
ومن كتاب له الى اخيه عقيل  
إني كما قال أخو بني سليم:
فإن تسأليني كيف أنت، فإنني * صبور على ريب الزمان، صليب يعز علي أن ترى بي كآبة * فيشمت عاد أو يساء حبيب. 
سنن الامام علي:ص 392.
وارتجز يوم خيبر أنا الذي سمتني أمي حيدرة * ضرغام آجام وليث قسورة - - على الأعادي مثل ريح صرصرة * أكيلكم بالسيف كيل السندرة - - أضربت بالسيف رقاب الكفرة.
 حياة امير المؤمنين ج1: ص179. 
وتمثل الحسين بن علي يوم عاشوراء
إذا ما الموت رفع عن أناس * كلاكله أناخ بآخرينا فأفنى ذلكم سروات قومي * كما أفنى القرون الأولينا فلو خلد الملوك إذا خلدنا * ولو بقي الكرام إذا بقينا فقل للشامتين بنا أفيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا.
بحار الانوار ج45:ص9.
وقد انشد في يوم عاشوراء ايضا:
يا دهر أف لك من خليل * كم لك في الاشراق والأصيل من طالب وصاحب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل وإنما الأمر إلى الجليل * وكل حي سالك سبيلي.
 بحار الانوارج44: 316.
وأنشأ (عليه السلام) في يوم قتله:
الموت خير من ركوب العار * والعار أولى من دخول النار والله! ما هذا وهذا جاري
المناقب ٤: ٦٨
أنا الحسين بن علي * آليت أن لا أنثني أحمي عيالات أبي * أمضي على دين النبي بحار الانوارج45: ص49.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/17



كتابة تعليق لموضوع : الهدايات العلية في الموعظة النقوية 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net