صفحة الكاتب : الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

عليٌّ خليفة النبي.. بلا فصل سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى
الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
 
وصل بحثنا في فقه الحديث: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ الله، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى الله، وَمَنْ أَطَاعَ عَلِيّاً فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى عَلِيّاً فَقَدْ عَصَانِي،  إلى أن الأمر الأول الذي بيّنه الرسول صلى الله عليه وآله يثبت العصمة المطلقة له عليه السلام من الخطأ والهوى، لأنَّ إطلاق أمره ونَهيه دون تقيُّدٍ بأيِّ قيدٍ يعني أنه لازم الطاعة، لأنها طاعة الله والرسول، وهذا محالٌ ما لم تكن إرادة الآمر والناهي وكراهته غير متخلِّفة عن إرادة وكراهة الذات القدوس تعالى، فتكون النتيجة العصمة المطلقة.
 
الأمر الثاني: أن هذا النصّ الصحيح يثبت خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام بعد النبي بلا فصل، هذا المدعى، أما دليلُ هذه الدعوى:
 
يجب النظر في موضوع الرواية، لأن المحمول تابعٌ للموضوع سِعَةً وضِيقاً، ونصّ الرواية: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ الله، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى الله، وَمَنْ أَطَاعَ عَلِيّاً فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى عَلِيّاً فَقَدْ عَصَانِي.
 
الموضوع الذي محموله الطاعة عنوانه (مَن)، وهذا العنوان عامٌ لمطلق الإنسان العاقل لغةً وعرفاً، لأنّ (ما) أعم الألفاظ لغير ذوي العقول، و(مَن) أعم الألفاظ لذوي العقول.
 
وعندما يقول صلى الله عليه وآله: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ الله، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى الله،  فهل هناك فردٌ مندرجٌ في عنوان (مَن) وغيرُ محكومٍ بلزوم طاعة الرسول صلى الله عليه وآله؟!
 
لا معنى لذلك وفق كل المذاهب والمسالك، فكلُّ مَن دخل في دائرة طاعة الرسول وحُكِمَ عليه أنه مطيعٌ للخاتم صلى الله عليه وآله، ينبغي عليه أن يكون مطيعاً لعلي عليه السلام، وكلُّ من كان عليه ألا يعصيه صلى الله عليه وآله، لا ينبغي عليه أن يعصي علياً عليه السلام، هذا الأصل الأول.
 
ولمّا لم يكن هناك أحدٌ مستثنى، تصل النوبة إلى النسبة بين المطيع والمُطَاع، فكلُّ من ورد في دائرة الطاعة للنبي صلى الله عليه وآله ينبغي أن يرد في دائرة طاعة عليٍّ عليه السلام.
 
وتكون النتيجة أن تمام الأمة مطيعة، وهو الوحيد المُطاع.
 
وبعد أن ثبت بمقتضى هذه السنة النبويّة أنه مُطاعٌ من قبل كل الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله، فمن دخل في الأمة يجب أن يكون مطيعاً، ويكون هو مُطاعاً، ومن المحال أن يكون أحد غيره خليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله مع وجوده عليه السلام، لأنّ لازم ذلك أن يكون ذاك مُطاعاً وعليٌّ مطيعاً، وهذا مخالفٌ لضرورة هذه السُنّة.
 
فتكون النتيجة القطعية خلافته للنبي صلى الله عليه وآله بلا فصل، وهو غير قابل للجواب، مَعَ فهم المطلب.
 
وفي الرواية دليلان على خلافته بلا فصل:
 
الدليل الأول: عموم (مَن) بالبيان الذي تقدّم.
الدليل الثاني: العصمة المطلقة التي أثبتتها هذه الرواية له.
 
وكلُّ من كان من هذه الأمّة غير واجدٍ لمقام العصمة، ينبغي أن يكون تابعاً لهذه العصمة المطلقة عقلاً وكتاباً وسنةً.
 
وبعد البناء على ضروريات العقل، مِن أنّ على غير المعصوم من الخطأ والهوى أن يتّبع المعصوم من الخطأ والهوى، تكون كل الأمة بالضرورة تابعة له عليه السلام لأنها فاقدة العصمة، وهو يكون عليه السلام متبوعاً لأنّه واجدٌ لهذه العصمة.
فيكون في هذا البيان برهانٌ على خلافته بلا فصل.
 
على أنّ لهذه القضية لازماً عقلياً، وشرعياً، وعرفياً، فإنّه بعد ثبوت العصمة المطلقة لعلي عليه السلام، وبعد كون نتيجة عموم (مَن) خلافته للنبي صلى الله عليه وآله بلا فصل، وبما أن الجمع بين الضدين محالٌ..
 
فإنّ خلافة غير المعصوم مع وجود المعصوم مردودةٌ بحكم العقل والكتاب والسنة.
فبعد إثبات خلافته عليه السلام يصبح بطلان خلافة مدّعي الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وآله تاماً.
 
والحمد لله رب العالمين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/07



كتابة تعليق لموضوع : عليٌّ خليفة النبي.. بلا فصل سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net