صفحة الكاتب : محمد باسم

هتلر في بغداد
محمد باسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رغم كل الخلافات التي تثار حول الزعيم النازي ادولف هتلر بسبب السياسات التي انتهجها في قيادة المانيا الا ان من الصعب الاختلاف على مهاراته القيادية والكاريزما التي يتمتع بها والتي مكنته من الانتقال سريعاً وفي خلال سنة واحدة من عضو في الحزب النازي الى قائداً لهذا الحزب المثير للجدل، ولسنا هنا بصدد الاسهاب في تاريخ هتلر لكن ماقادني فعلاً لهذه المقدمة هي بعض المقولات التي تفرد بها هذا الزعيم حيث يقول هتلر "إذا أردت السيطرة على الناس أخبرهم انهم معرضون للخطر وحذرهم من أن أمنهم تحت التهديد، ثم شكك في وطنية معارضيك"، وهو ماينطبق اليوم على الساحة العراقية بالتفصيل.
فالغالب على خارطة طريق جميع الاحزاب الحاكمة اليوم هو استخدام اسلوب التصفيات بشتى الطرق لزرع حالة من الاحتقان في الشارع وايصال رسائل ضمنية للمواطن ان الامن لايزال هشاً يحبو على اربع، وكذلك ما يلاحظ من اسلوب التشكيك المتبع ضد الخصوم السياسيين وهذا ما يدل على الغاية المراد من وراءها السيطرة على عقول الناس، ولعل اخطر هذه الطرق هو استخدام البرقع الديني والذي يعد سلاحاً ذو حدين نظراً للمطاطية التي تستخدمها هذه الاحزاب في تمديد هذا الغطاء حسب الحجم الذي يناسب اجنداتها، ليبنوا خلفه اصرحة  مصالحهم الفئوية الضيقة، مرتدين بذلك أقنعة تبدوا للكثيرين أنها جميلة ومليئة بالوطنية واضعة هموم المواطن في صدر قائمة اولوياتهم لكن وعند اول تقاطع في المصالح تسقط هذه الاقنعة كاشفة عن الوجه الحقيقي المتجسد بالهموم الشخصية والحزبية الضيقة، تاركة المواطن غارقاً في بحر اجاج تتقاذفه امواج الشد والجذب العاتية.
كما يقول الزعيم النازي في مقولة اخرى "إن الفقر هو أحد أضلاع المثلث الشهير الذي يضم معه المرض والجهل، فإذا تجلى هذا المثلث الثلاثي الاضلاع في مكان ما، تأكد أن أي شعب مهما كانت حضارته وعراقته سوف يكفر بالدولة وآلياتها ونظامها ولسوف تنتحر القيم الوطنية داخل كل إنسان" ومن هذه الحكمة الكبيرة نستشف ان انسلاخ القيم الوطنية داخل الفرد العراقي تولدت نتيجة هذا المثلث الذي جاهد ساستنا في ترسيخه بين ظهرانينا متكأين على وسادة الحضارة العراقية متناسين ان هذا الشعب الجبار ذات التاريخ الثوري العريق سينتفض في يوماً اغر لاتستطيع كل قوى العالم ان تحد من سطوة غضبه وانتقامه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد باسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/16



كتابة تعليق لموضوع : هتلر في بغداد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net