صفحة الكاتب : نبيل جميل

الحب مفتاح كل أزمة
نبيل جميل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    ليس بالضرورة أن تكون الحياة الزوجية مبنية على الاتصال الجنسي . كما وليس بالضرورة أن تكون الأمور المالية والحياتية الأخرى متوفرة وبشكل جيد ، أو دون ذلك.لكن الحب ضروري جداً . وربما تفشل حياة أسرة بأكملها لعدم وجود الحب. وتنهار العائلة التي ياما حلم بها أي زوجين .  لا أريد أن اقف مع هذا الطرف أو ذاك ، لكني أريد ان أؤكد على الشعور بالمسؤولية الملقاة على كلا الزوجين . فمثلاً لنأخذ البرود المستمر من الناحية الجنسية من احد الطرفين ولتكن الزوجة ،التي تعتبر صمام الأمان للمنزل ، وماذا يجب عليها ان تفعل تجاه هذا الأمر . بعض النساء يقمن بأخذ العقاقير المنشطة ظناً منهن بأنها تساعد على الوصول إلى قمة النشوة من اجل إرضاء الزوج أثناء الاتصال الجنسي ، التي عادة ماتكون في آخر الليل . اعتقد ان هذا الإجراء هو من الخطأ ان لم يكن فيه شيئا من الصواب . فالمسألة ليست مسألة عقاقير تعمل لفترة قصيرة فقط . بل تتعدى ذلك ، وربما ان الأمور الحياتية في المنزل تنهار اذا استمر عمل هذا الشيء ، أي إرضاء الزوج في السرير فقط ، يجب على الزوجة ان تراعي جميع الظروف المحيطة بزوجها من اجل المحافظة على استمرارية الحياة والعيش معاً . لنأخذ مثلاً بسيطاً يتمثل في العناية باختيار الملابس ووضع الماكياج ، فهذه الأشياء وجب على الزوجة القيام بها دون الانتظار ان يطلب منها الزوج ذلك ، فلايمكن ان تبقى الزوجة في ثوب النهار المشبّع برائحة المطبخ وعرق المجهود الذي تبذله في ادارة شؤون المنزل حتى موعد النوم ، بل وجب عليها ان تغيّره برداء آخر خاص بغرفة النوم ،وكذلك في اختيار نوعية العطر والماكياج . وانوّه هنا الى ان اكثر النساء يقمن بارتداء اجمل الملابس ويضعن أفضل الماكياج أثناء الخروج من المنزل فقط وهذا مؤلم بالنسبة للزوج الذي يتمنى ان تبدو زوجته في أجمل صورة رائعة في البيت وليس في استعراضها الخارجي امام عامة الناس . كل هذه الأشياء مكمّلة لتصحيح مسار الحياة الزوجية التي هي على وشك الانهيار بسبب برود الزوجة الجنسي وعدم اهتمامها بنظافتها وأناقتها داخل البيت . وايضاً وجب عليها كزوجة ان تراعي زوجها وتلبي جميع طلباته كما هو يلبي طلباتها وبالتعاون في إدارة شؤون البيت والأوضاع التي تريح أثناء الاتصال الجنسي ، وهذا ليس مخجلاً أو من المحرمات التي تؤمن بها العديد من النساء العراقيات ، فأغلبهن يعانين من فشل جنسي فضيع جداً ، وغايتهن هي في الإنجاب فقط ،فتكون حياتهن كئيبة وفيها من الكدر الشيء الكثير ،الذي ينعكس على الزوج ، الذي بدوره يبحث عن منفذ آخر كي يشعر بأنه على قيد الحياة ، لذلك نرى ان معظم الرجال الذين يعانون من عدم اهتمام زوجاتهم بهم يلجؤون الى تعدد الزوجات ، أو البحث عن (عشيقات) وهذا يعتبر خيانة زوجية وحرام شرعاً في معظم الديانات السماوية والأرضية . 
     لا أريد ان أضع حلولاً وأكون معالجاً نفسانيا أو مختصاً ، فانا لست سوى رجل شرقي يبحث عن الراحة في بيته . عموماً لو تحدثت عن البرود الجنسي عند المرأة فأنني اقصد به الرجل أيضاً ، فالعديد من الرجال يأخذون العقاقير المنشطة جنسيا إذا كانوا يتوهمون بأنهم يشعرون ببرود جنسي ، وهم بهذا يدمّرون خلايا أجسادهم ، فالمعروف عن هذه العقاقير إنها تسبب ضعفا في القلب وعمل الكليتين وغير ذلك من مضاعفات أخرى ، لكنهم واقصد (الرجال /النساء) لو فكروا قليلا ووضعوا النقاط على الحروف لوجدوا ان الخلل ليس في اعضائهم التناسلية أو أجهزتهم الأخرى التي تتفاعل وتنشيط العملية الجنسية ، بل ان هناك أموراً أخرى ربما تكون هي المعالج الحقيقي لما يمرون به من أزمة ، مثلا عدم وجود حب بين الزوجين ، حب حقيقي نابع من اعماق دواخلهم العاطفية والفكرية ، وهذا الحب يجب عليهما كزوجين ان يتوصلا إليه عن طريق التفاهم ومراجعة مايمر بهما كل يوم ، ولا سبيل غير النقاش بهدوء وروية حتى تنسجم الحالة النفسية المصاحبة لحياتهم الجديدة حيث يعيشان معاً تحت سقف واحد ، في عملية تحمل في طياتها الصراحة والصدق وأن لاتؤثر عليهما أقاويل الآخرين من الأقارب والأصدقاء ، فهناك من يريد لهما السوء وعدم استمرار زواجهما . وهذا وارد جدا في مجتمعنا العربي عامة والعراقي بصورة خاصة ، فهذا العالم الجديد (الزواج) يختلف عمّا كانا عليه سابقاً ، يوم كانا ينامان بمفردهما في فترة قبل الزواج . فهما الآن يواجهان مشاكل ومسؤوليات جديدة في عالم جديد يختلف عن السابق ، وخاصة في النوم معا ، فأعرف عدداً من الأصدقاء بقوا فترة طويلة ينامون بمفردهما بعيدا عن زوجاتهم ولا يلتقون إلاّ عند الاتصال الجنسي ، إلى ان تفاهموا يوما بعد آخر وتجاوزوا هذه المحنة التي تسببت في إطفاء جمرة الحب التي كانت متوهجة أيام فترة والخطوبة . عموما أنا لم أقم بعملية استفتاء أو ماشابه كي اكتشف هذا الخلل الذي يصيب عادة المتزوجين الجدد ،لكنني وجدت بأن معظم الذين يعانون من الاكتئاب والإحباط والفشل الجنسي الذي دعا أكثرهم الى مراجعة ذوي الاختصاص هم ليس بمرضى ابداً ، بل ان المعالجة النفسية بما يلائم هي الدواء المناسب لهم ، والأخذ وهذا ليس مخجلاً بنصيحة الأصدقاء المقربين جداً الذين لديهم خبرة أكثر فهذا يساعد في تخطي هذا المشكل الذي ربما يتشظى في يوم ما وتتم عملية الطلاق . وأيضاً هناك عاملاً آخر يتمثل في القدرة على التحمل والصبر في الأشهر الأولى من الزواج وكذلك وهذا مهم جدا هو عدم الاستهانة بالآخر ، أي سماع احدهما للآخر كلمات بذيئة أو مفردات تسيء من وسامة الوجه مثلاً أو قوام الجسد أو الرائحة أو التقليل من عدم الرغبة أو إتمام العملية الجنسية بصورة كاملة ..الخ ، ولكي لا أنسى عليّ ان اذكّر بأن اللوم لايقع على المرأة وحدها بل على الرجل ايضاً وقدرته على الاستماع إلى كل صغيرة وكبيرة من قبل شريكة حياته ، ومداراتها جيدا ،فهذه المخلوقة الرقيقة يجب أن نرفق بها كي لاتتحطم تحت (تابو) الزوج ، فهي قد تحملت الكثير تحت ظل (تابو)الأب والمجتمع والدين وغير ذلك من أمور جعلتها تخاف من كل تجربة جديدة تمر بحياتها ، فكيف وهي الآن مع رجل غريب في منزل واحد . وكذلك وجب على الرجل ان يحافظ على صحته ونظافة جسده وعدم تركه للأمور المنزلية الأخرى فهو الآن مسؤول عن بيت وأسرة وليس مثلما كان في السابق، حيث إنّ كل شيء كان متوفراً متى ما أراده في بيت أهله ،عليه ان يقدّر الزوجة ويحترمها ويعاملها معاملة حسنة ويعتبرها نصفه الآخر ، فهو وهي الواحد مكمّل للآخر ، وهكذا تزدهر حياتهما ولاتشوبها أي شائبة أو منغصات تعكّر صفو ما حلما به ذات يوم قبل الزواج . 
nabeelstory@yahoo.com
قاص و شاعر
البصرة / 2008  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل جميل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/14



كتابة تعليق لموضوع : الحب مفتاح كل أزمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net