صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

الهوية والانتماء والولاء تعكس الثقافة
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

معادلة مواكبة العصر والمحافظة على القيم والتراث في الوقت ذاته معادلة سهلة، يمكن تحقيقها عندما يكون الأمر مرتبطاً بالتربية منذ نعومة الأظافر، وقد تبدو قيمنا راسخة لأن منبعها ديني، لكن العادات والتقاليد منبعها المجتمع وهو نفس المجتمع الذي نراه يومياً ونعيش فيه و
عندما يسأل الانسان عن الهوية يعني السؤال عن ماهية ذلك الشخص الذاتية والخصوصيةو اللغة أو اللهجة، هما من المكونات الرئيسية للهوية يأتي بعدها الفكر والثقافة وأسلوبَ حياة و جملة من الخصائص النفسية والعاطفية والعقلية والسلوكية التي تحدّد كيان الفرد وتميّزه عن غيره اي جوهر الانسان وكينونته الثابتة التي تبقى على الرغم من كلّ مظاهر التغيير التي قد تطرأ عليه، وبالتالي و هي ما يميز تلك الشخصية عن غيره من الناس، في مظاهر السلوك وطبيعة المواقف، لتتحقّق وتتمثّل الشخصية وتأخذ امتيازها الخاصّ بها، ويعبر عنها بامتلاك الإنسان لهُويّة ما. لقد أصبحت قضية الهوية تحظى بأهمية فائقة .، الهوية الاسلامية الاصيلة تتفوق على كل الهويات في تعزيز قيم الولاء والانتماء وهو أمر يعكس السياسة المتوازنة والتي تمثل واحة للتعددية الثقافية والتعايش بين الأعراق والأديان والثقافات كافة، فإن هناك حرصاً كبيراً على التمسّك بخصائص الذات الوطنية، وهذا بطبيعة الحال هو المطلوب في زمننا الحاضروالانفتاح على الآخر ينبغي ألا يكون على حساب الخصوصية الثقافية بل بالاحترام وتبادل الافكار والتلاقح فيما بين ، بكل ما تعنيه من عادات وتقاليد وقيم وأنماط حياتية وثمّة العديد من البرامج والمشروعات الثقافية التي يمكن الاعتماد عليها في ترتيب الامور .

أن حجم التأثير الذي تتعرّض له الهوية الشخصية بمكوّناتها المجتمعية، قد تؤدّي إلى تآكل نسبي لمعالم هذه الهوية إذا استمرت الأسباب التي تنخر في جدار هذه الهوية، ما يتطلّب معه تحرّكات جديّة على مختلف المستويات، لاتخاذ المزيد من الخطوات التي تحافظ على تلك الهوية في مواجهة هذه التأثيرات من خلال فعاليات عدّة وفي أكثر من اتجاه.

ان هوية اي جماعة بشرية لا بد لها من وجود مكونات، أو مقومات تمكنها من البقاء والمنافسة والاستمرارية، وهذه المكونات تتلخص في وجود عقيدة واحدة يؤمن بها أفراد هذا المجتمع، وتاريخ جامع لأيامه وأحواله، وآخر هذه المكونات يتمثل في ثقافة تجمع تحتها لغة أم، وعلوم وفنون، وآداب وعادات وأعراف، و يلحظ بشكل قوي وجود هذه الثلاث في الهوية الاسلامية ،

ان الإشكالية والخلط في المفاهيم جاء بعد انشطار العالم إلى دويلات صغيرة ، عملت الجهات المعادية لها على خلق وإثارة النزعات والعصبيات بين أفراد الأمة الواحدة، بعيداً عن رابط الدين والعقيدة مما يعني الانتماء إلى الأرض والناس، والعادات والتَّقاليد، والفخر بالتَّاريخ، والتفاني في خدمة الوطن و تفتت الهوية الروحية لدى الناس إلى هويات خاصة، وصارت العصبيات هي المحرك الأساسي لهذه القوميات والهويات، وربما نشبت بينهم الحروب لابسط الأسباب دون التفكير بالعيش بسلام ،ان كل جماعة بشرية تتصل مع الآخر وتعيد تأكيد ثقافتها من خلال التحولات والتغيرات السلوكية والقيمية الداخلية،.

لقد جاءت الهوية الليبرالية بعد الوطنية وهي صنيعة غريبة، بل هي آخر منتج خارج من دولاب الفلسفات والمذاهب الغربية، ويعتبرها البعض بأنها انضج منها ، و جاءت بعد عناء طويل في ظل السقطات والإخفاقات المتعددة، على عكس القومية لتجعل من المجتمع الواحد مجتمعاً مهترئاً، لا رابط بين أفراده، ولا هم ولا قضية تجمع بينهم، فلا حاكم لأصحابها إلا الغريزة، ولا هدف لهم إلا الانفكاك من كل قيد، والأخطر من ذلك أنها سعت إلى إماتة كل العصبيات والهويات الصالح منها والفاسد، فبالإضافة إلى سعيها إلى القضاء على الهوية القومية والوطنية وعملت للقضاء على الشعور بالعداء نحو أي تجاوز خارجي، بعد ان زينوا لهم أعمالهم بحجة الإرهاب اخيراً، ونشر الديمقراطية المسلفنة حسب رغبتهم ومصالحهم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/15



كتابة تعليق لموضوع : الهوية والانتماء والولاء تعكس الثقافة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net