صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

الانتخابات المبكرة...رؤى وأفكار .
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعد الانتخابات المبكرة شكلاً من أشكال الحل والاستجابة للمطالب التي دعا إليها المتظاهرون،والتي انطلقت منذ تشرين الماضي،حيث أعلن رئيس مجلس الوزراء يوم السادس من حزيران القادم موعداً لإجراء الانتخابات المبكرة،إذ أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات استعدادها لإجرائها في الوقت المحدد ووفقاً للشروط التي طرحتها من أجل إجراء انتخابات حرة وشفافة،وفي المقابل هناك من يعتقد صعوبة إجرائها في الوقت المحدد وذلك بسبب بعض التعقيدات ، منها حل البرلمان وفق المادة 64 من الدستور والتي تنص على تولي رئيس الجمهورية مقاليد الحكم في البلاد ، وهذا ما ترفضه الكتلة الأكبر في البرلمان (الشيعة) ، الأمر الذي يجعلنا أمام عراقيل جديدة ربما تأخر أجرائها في موعدها وتأجيلها إلى نهاية السنة أو مع نهاية الدورة البرلمانية الحالية .
هناك من يرى أن الانتخابات القادمة ما هي إلا محاولة لرمي الكرة في ملعب القوى السياسية ،لان هناك أمور فنية معقدة إلى جانب الوضع السياسي الذي يعد أكثر تعقيداً،كونه متشابك ومترابط بعضه بالبعض الآخر،ولا يمكن إصلاح جزء وترك الجزء الآخر، بالإضافة إلى أن المفوضية نفسها تعد جهازاً مسيساً وفاسد وتشوبه الكثير من ملفات الفساد التي بالتأكيد سيكون لها الأثر السلبي على نتائج الانتخابات القادمة ، إلى جانب سيادة لغة السلاح على المشهد السياسي والاجتماعي للبلاد فان الانتخابات ستكون محاطة بقوة هذا السلاح وتتأثر بها النتائج ، لذلك لايمكن توقع صعود أي شخصية نزيهة لأنه عندما يتحكم الدولار بمسار العمل السياسي والانتخابي فان المسار الانتخابي سيتغير وفق هذه التوجهات والمتغيرات .
الخطوة التي أقدم عليها السيد رئيس الوزراء خطوة ذكية ومهمة، وهي إلقاء الكرة في ملعب القوى السياسية ومجلس النواب ، وتسهم في تحويل الضغط المسلط على الحكومة إلى تنافس بين الأطراف نفسها، ويكون التنافس فيما بين هذه القوى نفسها ومنافسيها،وهنا لابد من تساؤل منطقي :ماذا لو لم تكن الانتخابات القادمة تتطابق مع المعايير الدولية والتي أكدت المرجعية الدينية العليا على ضرورة أن تجرى تحت إشراف الأمم المتحدة ، ما يجعلنا أمام صعوبات جديدة ، خصوصاً وان هناك بعض الكتل السياسية بدأت بالترويج لها ، والاستعداد للمشاركة في الانتخابات وإنها ستحصل على ضعف ما حصلت عليه ، وهو أمر غاية في التعقيد ، يشوبه الكثير من التساؤلات عن المغزى من وراء مثل هكذا تصريحات مبكرة .
هناك ضبابية في إمكانية إجراء الانتخابات في الموعد الذي حدده رئيس مجلس الوزراء، لان هناك إجراءات فنية وقانونية تتطلبها العملية الانتخابية وان تهيئتها ترتبط بمجلس النواب وليس مجلس الوزراء ، كما أن استكمال قانون الانتخابات و المحكمة الاتحادية العليا يعد من المتطلبات الضرورية لإجراء الانتخابات، وان عدم حسمهما سيؤثر على موعد إجراء الانتخابات.
الانتخابات المبكرة المزمع إجرائها تختلف من حيث طبيعتها والظروف المحيطة بها عن الانتخابات السابقة كونها أتت بعد استقالة الحكومة وموجة غير مسبوقة من الاحتجاجات التي سادت البلاد مؤخراً ، وان طرح موعد لإجراء الانتخابات في العراق من قبل رئيس مجلس الوزراء خلق تحولا في طبيعة النقاش السياسي نحو مسالة الانتخابات والاستعداد لها مما يساعد على تهدئة الاحتقان السياسي في البلاد بعد موجة الاحتجاجات والتي غيرت الخارطة السياسية عموماً .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/07



كتابة تعليق لموضوع : الانتخابات المبكرة...رؤى وأفكار .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net