صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

افتونا بابن البغي الذي أصبح صحابيا جليلا
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هل كانت جريرة ابي ذر الغفاري انه لم يبع دينه بدنيا غيره ، ليحكم عليه تاريخنا المبجل بكل هذا الاهمال السافر فلا تمر على ذكره رواياتنا المطلية بالزيت الاموي البراق حتى مرور الكرام ؟ وهل في كونه واحدا من اصدق صحابة الرسول محمد "ص" سبب كاف ليوضع في خانة المغضوب عليهم في صفحات امسنا الزاخر بافعال زمرة اصبح الترحم عليها علامة الايمان ولعنها الكفر الذي ما بعده كفر ؟  ثم – وهذه ثالثة اثافي الاسئلة - هل كانت جريمته انه كان علويا في مأكله ومشربه وزهده وانتمائه وورعه ورغبته عن الدنيا وزبرجها ؟ نعم ، في أمة كامتنا توقر ابن اشهر قحابها اُمّا ، وابغضهم لرسول الله أبا ، حتى ليقال ان آية نزلت في شنآنه للرسول الكريم ، في امة رضيت بهوان كهذا ، ليس بعيدا ان يكون عمرو بن العاص فيها داهية الدهاة والصحابي الجليل ورفيق رحلة خال المؤمنين . و من سولت له نفسه الامارة ان يمس صحابينا هذا بكلمة سوء تجرح مشاعره ومشاعر صفوة المؤمنين النبيلة فليتبوأ مقعده من النار وبئس المصير غير ماسوف عليه . فهذا الصحابي الجليل ، جمع بالمجد من اطرافه ، فهو فاتح مصر المحروسة من طرف ، وسيد التحكيم الذي كتب الله على يديه الفتح المبين بتنصيب معاوية ملكا على رقاب المسلمين ، وليمت اصحاب ابن ابي طالب  في غيضهم ، ثمنا لطريق حق ماحادوا قيد شعرة عن السير فيها من اجل سلطان زائل . في جو موبوء كهذا ، اين العجب لو عاش ابو ذر وحيدا  ومات وحيدا  و سيبعث وحيدا ؟ العجب كل العجب لو راينا اباذر الغفاري على غير ذلك . وحسبنا ما اُلحق به من اذى على عهد خليفتنا الثالث وواليه ابن آكلة الاكباد . فموّتاه حزنا على ارث رسول الله ، لانه لم يرض بالانقلاب الكبير الذي اُحدث في مبادىء حبيبه ، والمسلمون بعد حديثو العهد بموته ، حتى قالت قائلتهم : ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم ، مطمئنة في ذلك الى امومتها للمؤمنين وهو أمر تدري انه سيقيها غضبة الحكام ، لكن من للزاهد العابد ابي ذر الوحيد في كل شيء الا من رحمة ربه ؟ ماذا كان سيكتب تاريخنا الاموي المشوه لو ان ابا ذر حمل مثلبة واحدة من مثالب عمرو بن العاص ، وحاشاه ذلك ، فهو ربيب مدرسة محمد وعلي عليهما السلام ؟ ثم مالي اصب جام غضبي بقضه وقضيضه على راس هذا التاريخ الضحية ، فوالله ان في صحائفه كل شيء ، لو كنا امةً تنقب وتقرأ . لكن انى لنا ذلك ، وقد خـُلقنا هكذا قطيعا من الامعات يُقرأ لنا ويُفكر عنا ، ومن تمرد على هذا القطيع ، فراح يقرأ بعينيه  ويفكر براسه فان اخراجه من اجماع الامة لا يكلفنا سوى فتوى من ثلاثة اسطر تلحقه بمن سبقه من المتمردين على ذلك الاجماع المقدس . لست في وارد الانحاء باللائمة على عمرو بن العاص الذي استدرجته الدنيا الى كل ما اراد ، وحسبنا ما خلفه هذه الصحابي من ثروة طائلة بعد نفوقه ، اللوم كل اللوم على رؤوس تعيش بين ظهرانينا في هذا القرن المعلوماتي المذهل ، وقد عشعش في دماغها داء التكلس، الذي من اعراضه – اعاذنا الله - انه يجعل المصاب به لا يطيق سماع اي شين - مهما تضاءل - عن اصنامه التي يعبدها من دون الله ، فكيف بصنم هُبَليّ بحجم عمرو بن العاص كل ما في تاريخه هو شين في شين من يوم اُلقي قطرةَ دنس في قارورةِ بغيّ ذات عَلَم في الجاهلية ، الى ان طهّر الله الارض من رجسه بعد تسعة عقود من ارتكاب الرذيلة. فواعجبا لابن نابغة ادعاه اربعة "ربما خمسة او ستة"  نفر من قريش ، وهو لما يزل ذلك الصحابي الجليل الذي تتشوق اليه "جنة" عرضها السماوات والارض اعدت للقطاء من أضرابه . بطشَ شر بطشة برسول رسول الله الى النجاشي ، وهو صحابي جليل . دعا عليه الرسول بسبعين الف لعنة ، فلم يخرجه ذلك من الصحبة . قال فيه الخليفة الثاني "وإنما تأكلون النار وتتعجلون العار" فلم يخرج من الصحبة الجليلة . خاطبه الخليفة الثاني بـ "العاصي بن العاصي" ، فلم يزحزحه ذلك الازدراء من شرف الصحبة الجليلة . سطا على خزائن مصر حتى عزله خليفة زمانه ، وهو صحابي جليل . شنع على الخليفة الثالث ولم يترك بابا للتاليب عليه الا وولجها حتى انه روي عنه انه قال : أني لأحرض عليه الراعي في غنمه في رأس الجبل، كل هذا وهو صحابي جليل . تحايل على حكم القصاص بكل مكر وخديعة ، فلم يحرم شهادة "ايزو" الصحبة التي لا يمنحها مشايخنا الا للاجلاء من امثاله. عقد صفقة مصر المذلة مع اللعين بن اللعين معاوية بن ابي سفيان ، ولم يحرك ذلك ساكنا في قلوب مشايخنا حشرهم الله معه .  قتل اخا ام المؤمنين بابشع ما تكون عليه صور القتل ، وهو صحابي جليل . حارب عليا الى جانب الأم خلق الله سيرة ونسبا ، وهو صحابي جليل. كشف عورته في الحرب حفظا لحياته من أطهر سيف عرف التاريخ ، فقدمه لنا مؤرخونا كداهية لم تعرف العرب مثله . وصفه سبط الرسول بانه كالكلب الذي لا يحمد له راس ولا ذنب ، وهو هو لمّا يزل ذلك الصحابي الجليل . هل اراني مطالبا بجرد كل ما حققه صحابي كل ما في سيرته يثبت انه لم يسلم من اجل دخول جنة او تجنب نار ، انما اسلم ليسد بغناه الدنيوي فقره المعنوي المعيب الذي كان يطارده كالظل من يوم ولادته ؟  صحيح ان هذا  "الصحابي الجليل جدا " لا يتحمل وزر رعشة  بغي في تلك الساعة من شهوات الليل كما يقول النوّاب، لكن من حقنا عليه وعلى انصاره المترحمين عليه ليل نهار ان نسألهم مستفتين : ما الذي فعل هذا الصحابي في دنياه من مناقب ليزيح بها ولو نزرا قليلا من آثار تلك المثلبة المشينة ؟ يا معامل فتوى عصر النت !!! افتونا ماجورين قبل ان نضل فنردى    
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/11



كتابة تعليق لموضوع : افتونا بابن البغي الذي أصبح صحابيا جليلا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net