صفحة الكاتب : شاكر فريد حسن

هوامش على إعادة العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية
شاكر فريد حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبو مازن) بإعادة العلاقات بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال إلى ما كانت عليه قبل 19 أيار الماضي، بما فيها التنسيق الأمني، بحجة أن المؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية أكدت التزامها بالاتفاقات المبرمة بين الطرفين، هو ضربة قاسمة، ونسف لكل الجهود الوطنية المبذولة لإنهاء الانقسام واستعادة وحدة الصف الوطني وتحقيق المصالحة الوطنية، على ضوء الاجتماعات الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية، وسيعمق التناقضات الفلسطينية- الفلسطينية، والشرخ في الشارع الفلسطيني أكثر، ويشكل تراجعًا غير مبرر لقرارات المجلس المركزي واللجنة التنفيذية بقطع العلاقات والتنسيق الأمني مع سلطة الاحتلال، على أثر خطة الضم وصفعة القرن.

فماذا عدا مما بدا ؟ وما الذي تغير حتى تعيد السلطة الفلسطينية علاقتها مع الاحتلال.؟!

فهل تراجعت اسرائيل عن سياسة الاستيطان ولاءاتها المعروفة،وخطة الضم؟ وهل اعترف حكام اسرائيل بالحق الفلسطيني المشروع، وهل هم معنيون فعلًا بالسلام ؟!.

في الواقع أن اسرائيل لم تغير من سياستها ومن مخططاتها الكوليونالية الاستيطانية التوسعية، والمفاوضات على ما يربو  ربع قرن أثبتت فشلها، وزادت حكام اسرائيل شراسة وغطرسة وعنجهية، ولم تحقق سوى المزيد من التوغل الاستيطاني وكسب المزيد من الوقت لتكريس الاحتلال.

إن إعادة العلاقات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال يجيئ استجابة لضغوطات بعض الأنظمة العربية المتساوقة مع المشروع الامبريالي الصهيوني الاستعماري الرجعي، عقب انتخاب بايدن رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وكأنه المسيح المنتظر والمخلص القادم، وبانه سيلبي مطالب الشعب الفلسطيني وأحلامه في الحرية والاستقلال. فهو لا يختلف عن غيره من ساسة وحكام أمريكا، ولن يحيد عن سياستها الخارجية وانحيازها السافر لإسرائيل ربيبتها في الشرق الاوسط.

إن إعادة العلاقات هو انقلاب وانحراف عن المسار الوطني، ويمثل طعنة للجهود المبذولة نحو انهاء الانقسام وبناء شراكة وطنية واستراتيجية نضالية لمواجهة الاحتلال والضم والتطبيع وصفقة القرن، ويأتي في ظل الاعلان عن آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في محيط مدينة القدس.

السلطة الوطنية الفلسطينية مطالبة بالتراجع عن هذا التخبط والقرار المذل والمهين، وترك المراهنة على بايدن وغيره من أنظمة الردة والعار العربية. فالمطلب الشعبي والجماهيري، والارادة الوطنية الفلسطينية تكمن وتتحدد بالاصطفاف الفصائلي واللحمة الوطنية والتمسك بالثوابت ورفض كل أشكال العلاقة مع الاحتلال، ما لم تتوقف اسرائيل عن مشاريعها الاستيطانية الاحتلالية، وتنسحب من جميع المناطق الفلسطينية المحتلة العام 1967، وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقه في العودة واقامة الدولة الوطنية المستقلة. ولن يجني عباس وسلطته من هذا القرار سوى الخيبة والفشل والمزيد من التآمر على حقوق شعبنا الفلسطيني.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر فريد حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/21



كتابة تعليق لموضوع : هوامش على إعادة العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net