صفحة الكاتب : زكريا الحاجي

بيانات المرجعيّة
زكريا الحاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ببساطة: البيانات الصّادرة من المرجعيّة بحسب سياقاتها تحمل رسالة سياسيّة أو موقف اجتماعي ضمن ما تملي عليها الوظيفة الشّرعيّة، ومن الجنّبة الفقهيّة فهي خاضعة للعناوين الثّانويّة بالضّرورة، والتي تكاد لا تنفك عنها في الخارج، ومن الخطأ بمكان الاقتصار في قراءتها بعناوينها الأوّليّة.

تختلف المواقف الاجتماعيّة ذات البواعث الشّرعيّة، بحسب تشخيص الفقيه، في مورد قد يرى ضرورة اصدار بيان صريح بالتضليل أو التفسيق أو التكفير، وفي مورد ثاني قد يرى أنّ الرّسالة كافٍ في ايصالها مجرّد اسقاط الوكالة الشّرعيّة -على فرض وجودها-، وفي مورد ثالث الامتناع عن التأبين فيما إذا كان عدمه من مثل المرجعيّة في مثل رمزيّة المتوفّى، يعتبر اجتماعيّاً موقفاً سلبيّاً في حقّه، لا سيّما فيما إذا كان قدّ أبّن شخصيّة أُخرى عُرفت بموقفها المضاد للشّخصيّة الأولى، فهذا قد يوحي بالاصطفاف مع الثّاني دون الأوّل.

في المقابل قد تتخذ المرجعيّة موقفاً إيجابيّاً بتأبين شخصيّة سياسيّة فاسقة بالعنوان الفقهي، أو شخصيّة مذهبيّة غير مؤمنة ومن خارج المذهب، بل وحتى من خارج نطاق الدّين الإسلامي.. هكذا تتنوّع المواقف ذات اللغة الاجتماعيّة العُرفيّة في ايصال دلالات غير مباشرة، بحسب ما تقتضيه المصلحة.

الأمر الذي ينبغي الإلتفات له: لا توجد ملازمة بين ما يقتضيه الموقف الشّرعي في مراعاة البُعد الاجتماعي في دار الدّنيا من بعض الأشخاص، وبين مستحقات دار الآخرة، ولهذا قد يُصدِّر المرّجع بياناً في شخصيّة غير مؤمنة، ويمتنع عن ذلك -في مورد آخر- في شخصيّة مؤمنة، وما ذلك إلا لإختلاف الحيثيّات الاجتماعيّة التي قد تستدعي تارة التأبين وأخرى الإمتناع بحسب الغرض الاجتماعي.

ومن هنا: وإن كان الباعث في قرارات المرجعيّة هو البُعد الشّرعي من منطلق مركزيّتها الدّينيّة، إلا أنّ التأبين لشخصيّة ما، لا تعني بالضّرورة التزكية الأخرويّة له، بالإضافة إلى أن الإمتناع عن التأبين لسبب الفسق أو الضّلال -مثلاً-، لا يعني بالضّرورة أنّه مستحق للعقاب يوم القيامة، إذ قد يكون قاصراً ومعذوراً.

هذا التفكيك الفقهي جزء مهم في فهم الخطاب المرجعي، وعدم الإلتفات لمثل ذلك من الحيثيّات الدّينيّة على وفق الرّؤية الفقهيّة عند المراجع قد يجعل الصّورة مشوّشة في نظر المتابع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زكريا الحاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/19



كتابة تعليق لموضوع : بيانات المرجعيّة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net