صفحة الكاتب : د . علاء هادي الحطاب

وأد الفتنة 
د . علاء هادي الحطاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نتذكر جيداً قصة الاب الذي اقتربت منيته فجمع اولاده وطلب منهم ان يحضروا مجموعة من اعواد الخشب، ثم طلب ان يكسروا الاعواد مجتمعة كحزمة واحدة وعندما فشلوا طلب منهم ان يكسروهن فرادا فنجحوا بذلك فأخبرهم ان حالهم بعد موته كحال هذه الاعواد ان تفرقت يسهل كسرها وان اجتمعت لن ينال منها احد.
القصة وان كانت بسيطة، لكنها عظيمة في هدفها واضحة في مقصودها، لذا نجد ان الامم والشعوب اذا توحدت يصعب هزيمتها بل يصعب النفوذ الى داخلها عكس الشعوب المتناحرة او المختلفة فانها ستكون بيئة خصبة لخصومها في سبيل تمرير اجندتهم، لذا تجد الدول في اطار صراعها على مصالحها مع دول اخرى تستثمر كل الوسائل المشروعة في اطار ذلك الصراع ومن هذه الوسائل خلخلة الاستقرار الداخلي الذي يعد البوابة الاولى والاهم لكل “خير” ممكن ان يأتي لهذا البلد، فالاستقرار الداخلي مفتاح للبناء والاعمار والتنمية والتعليم والصحة وغيرها وبفقدانه تفقد الدولة كل ذلك واكثر.
ما حصل في صلاح الدين وديالى من جرائم ارهابية راح ضحيتها عدد من المواطنين الابرياء في هاتين المحافظتين يؤشر على وجود اياد ومخطط ومحاولات لاعادة الفتنة الطائفية التي اكلت الاخضر واليابس في البلاد ولا نزال حتى اليوم نعاني من اثارها، لاسيما ان للفتنة الطائفية محركات ليست داخلية فحسب بل محركات خارجية كبيرة جدا، محركات ذات مقاصد سياسية واقتصادية وايديولوجية واجتماعية وثقافية وغيرها، محركات وجدت في العراق بيئة خصبة للنفاذ وتمرير ما
تريده.
اليوم وبعد ان اكتوى الشعب العراقي بنيران هذه الفتنة واضمحلالها لاسيما بعد الانتصار على عصابات داعش الارهابية وتحرير جميع مدننا. تحاول تلك المحركات الداخلية والخارجية اعادتها الى الواجهة مع خضم احداث جسام تعيشها البلاد من تظاهرات مطلبية وصراع سياسي وركود اقتصادي وتراجع قيمي مجتمعي واحباط نفسي لدى طبقات واسعة من المجتمع في محاولة لرسم “سوداوية” لكل شيء في العراق.
ربما يعترض بعضنا على وجود نظرية المؤامرة في هذه الحوادث وهذا امر طبيعي، لكن الحوادث الصغيرة ان لم تتم معالجتها تتحول الى ارضية خصبة لتنفيذها وتوسعها.
مطلوب منا كل حسب موقعه ودوره وأد تلك الفتن والصراعات واشاعة ثقافة الوحدة فيما بيننا لان الرأي العام صناعة يجيدها الكتاب والمدونون والنخبة المثقفة والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني ومنابر الوعظ والارشاد وشيوخ العشائر وكل تجمع بشري منظم بضابطة معينة. 
لذا علينا ان لا ننظر للاحداث بل نكون فاعلين ايجابيين فيها باتجاه وأد تلك الفتن لقطع الطريق على من يحاول النفاذ الينا من خلالها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علاء هادي الحطاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/01



كتابة تعليق لموضوع : وأد الفتنة 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net