صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

إِنَّه العِراقُ ؛ فهل مِن أَبٍ ؟
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

لا ريبَ في أَنَّ الولاياتِ المتحدةَ الأَمريكيةَ قوةٌ عسكريةٌ كبرى قادت في العامِ ٢٠٠٣ تحالُفًا عسكريًّا عالميًّا متقدمًا جدًّا ، وسُخِّرت لها مقدَّراتٌ ماليَّةٌ إِقليميةٌ كبيرةٌ جدًّا ؛ فأَسقطتْ صدَّامًا سقوطَ عِقابٍ إِلهيٍّ ليس من أَهدافِ هذا المنشورِ التمحورُ عليه.
فهل كان - في حينِه - لبيتِ العراقِ أَبٌ وطنيٌّ أَصيلٌ ، راعٍ نبيلٌ ، نزيهٌ سليمٌ ، قويٌّ حكيمٌ ، مُهابٌ حليمٌ ، أَمينٌ صادقٌ ، وَرِعٌ حاذقٌ ، ذو خُطةٍ ومنهاجٍ ، واحتواءٍ وابتهاجٍ ، لا طائفيةَ يُعليها ، ولا قوميةَ يُزجيها ، هُوِيَّتُه العراقُ ، وسبيلُه العراقُ ، وهدفُه العراقُ ؟! وهل كان معه مستشارون ، وفريقٌ ، وجماهيرُ بهذه الخِصالِ ؟!
لو كان (نَعَمْ) لكان لأَمريكا ولحاكمِها المدنيِّ (بريمر) ولفريقِه المُحتلِّ ، ولمَن ائتمر بأَمرِها حِوارٌ آخرُ مع (العراقِ) ؛ ولكنَّ (لا) جعلت الحوارَ بما نُتِجَ عنه ما نعيشُه اليومَ.
ويا ليتَ بعضَهم - عندما كان يُنصَحُه ذو العقلِ والحَمِيَّةِ ، والدِّينِ والوطنيةِ - ﴿...كانَ لهُ قَلبٌ أَو أَلقَى السَّمعَ وهُوَ شَهيدٌ﴾ [ق/٣٧] !
إِذًا ؛ المتحكِّمون ، ومستشاروهم ، وفِرَقُهم ، وجماهيرُهم كلُّهم أَجمعون يتحمَّلون ما في ضياعِه يعيشون ، وهمُ الذين سيُعرَضون يومًا بمصداقِ ﴿وقِفوهُم إِنَّهُم مَسؤُولونَ﴾ [الصافات/٢٤] فهل لهم من جوابٍ في يومٍ يُوضَعُ فيه ﴿...الكِتابُ فَتَرَى المُجرِمينَ مُشفِقينَ مِمّا فيهِ وَيَقولونَ يا وَيلَتَنا مالِ هٰذا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغيرَةً وَلا كَبيرَةً إِلّا أَحصاها وَوَجَدوا ما عَمِلوا حاضِرًا وَلا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف/٤٩] ؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/11



كتابة تعليق لموضوع : إِنَّه العِراقُ ؛ فهل مِن أَبٍ ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net