صفحة الكاتب : زاهر حسين العبدالله

حوارية (٥٩) الفرق الجوهري بين البحث الأكاديمي والبحث الحوزوي 
زاهر حسين العبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ✋السائل: 

البحوث الحوزوية والأكاديمية واحدة من حيث مبدأ الشك والسؤال المحوري والوصول إلى النتيجة ثم التأثير والتأثر بمعطيات تلك النتائج فلا ميزة ولا فضيلة لطالب العلم الحوزوي على غيره فمارأيك في ذلك؟ 

👈الجواب : 

مقدمة : لو أردنا أن نجمع المشتركات في البحث الحوزوي والأكاديمي نقول 

كلا البحثين ينشد الطريق الأصوب والأكثر فائدة ليخرج بنتيجة مفيدة يكون انعكاسها وأثرها مفيداً للمجتمع 

ولكن هناك فارق جوهري بين البحثين 

وهو 

البحث الأكاديمي يبقى بحث أدواته ومعارفه بشرية فعماد علومه هو النظريات والفرضيات والتجارب العلمية التي سبقته

أم البحث الحوزوي 

عماده القرآن الكريم والعترة الطاهرة وهي الأدلة والنصوص المرتبطة بالحقيقة المطلقة وهو الله سبحانه

 

✋ السائل : طيب وما أثر ماذكرته من منطلقات في نتيجة البحث فكلا الإتجاهين يبحث ليصل لنتيجة تكون صالحة للمجتمع 

 

👈الجواب 

 عزيزي هناك خلط بين البحث الحوزي وبين البحث الأكاديمي وهو اسقاط نتائج هذا على مصطلحات ذاك نعم هناك بعض المشتركات في البحوث ولكن الصحيح هو فرز نقاط الإشتراك في البحث ونقاط الإفتراق فمن ينظر بنظرة أكاديمية جافة في البحث العلمي الحوزوي فهو يقع في إشكالية لماذا؟ لأن أساس البحث الأكاديمي بحث يرتبط بنظريات أو فرضيات ناتجها يؤثر على التقدم المادي حتى لو أدى هذا التقدم لفساد أو خلل أو ضرر في جهات أخرى في الحياة. 

في حين أن البحث الحوزوي بحثه له علاقة مباشرة بعالم الغيب فالباحث هنا يبحث عن مراد الله سبحانه وعماده الورع والتقوى وسلك سبيل الإحتياط وهذه المفارقة الجوهرية بين البحثين. 

 

✋السائل : اتمنى أن توضح أكثر ليظهر الفرق كما تزعم؟ 

👈الجواب : 

 البحث الأكاديمي له طرق منها 

مشكلة تحتاج إلى حل 

١-هل هناك حلول مقترحة ولم تفلح؟ اي هل هناك تجارب سابقة نستفيد من خيوطها لحل المشكلة 

٢-السؤال المركزي (المحوري) 

لماذا نريد إيجاد حل للمشكلة أو القضية التي نبحث عنها ؟ 

٣-مناقشة وإيجاد مناطق الخلل في التجارب السابقة  في سبيل تطويرها أو تصحيحها أو استبدالها من خلال طرح الإشكالات عليها الغرض من البحث الخروج بنتائج جديدة تخدم تقدم الحياة المادية. 

٤-الوصول إلى نتيجة تحمل مؤشرات نجاح ولكن يبقى الخطأ فيها وارد وقابلة للتصحيح والنقض ولايهم لو اكتشف انها كانت خاطئة في المستقبل فهذا علم بشرى كما لاحظناه في النظريات التي يتبعها الآلاف ثم يكتشف خطأها بنظرية جديدة تنقضها وفي الفهم الأكاديمي هذه ليست جريمة في حق من خُدعوا في هذه النظرية مسألة عادية ومتكررة 

السائل : وماذا عن البحث الحوزوي؟ 

 

البحث الحوزوي

هناك نظام إلهي صاغه الله سبحانه في شكل آيات قرآنية وصاغه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من ربه بروايات نبوية وأكمل مشروعة مع أئمة هادين مهدين يعلمون الناس الكتاب والحكمة وما اخُتلف عليهم منها 

فهناك نصوص قرآنية وروايات نبوية

الغرض من البحث فيها استنباط أحكام شرعية للمكلفين 

 وهنا الباحث (الفقيه) قبل أن يبحث ويبذل غاية الوسع للوصول للحكم يكون بين مفردتين الرجاء والخوف

الرجاء أن بحثه اوصله لحكم الله الواقعي فينال بذلك الأجر والثواب والخوف أنه بَعُد عن الحكم والمراد الحقيقي لله فينال غضب الخالق وتبعات ذلك حمل ثقيل يتحمله يوم القيامة مالم يكن معذوراً في بحثه. 

ومن شروطه :

١- عدم العجلة وسلك سبيل الإحتياط والورع والبعد عن الشاذ النادر والتركيز على مايبرئ الذمه وكلها لها علاقة بعالم الغيب فنتائج البحث له ارتباط وثيق بعلاقة الفرد مع ربه.

٢-العناية التامة بجهد الفقهاء الذين سبقوه للوصول إلى نتائج أفضل في بحثه. 

٣-مراعاة أقصى حد يمكن أن يصل له الفقيه يبرئ ذمته أمام الله ويجعله معذوراً في بحثه. 

✋السائل :

اذاً البحث الأكاديمي هو علاقة الفرد بالمجتمع أياً كانت النتائج وعماده عامود الحياة المادي، 

البحث الحوزوي هو علاقة الفرد والمجتمع بربه وبمن اختارهم لمستودع سره والتي عمودها النجاة يوم القيامة

 

👈الجواب : 

أحسنت.. 

وهنا على الباحثين الأكاديميين أن يراعو هذا الفارق الجوهري في البحثين

وإن شئت قلت 

البحث الأكاديمي يطرح التشكيك ليرى قوة النظرية المطروحة التي كانت قبله فإن صمدت أمام التشكيك وإلا استُبدلت أو صُححت وناتجها على الفرد والمجتمع قد يكون محدود لمن له علاقة مباشرة بها وقد يكون عاماً كأكتشاف المصباح الكهربائي ولكن ليس بالضرورة الجزم بتضرر كل من لم يعمل بالنتيجة المرجوه 

فهي بالنهاية نتاج بشرى فإحتمال الخطأ فيه كبير جداً 

أما البحث الحوزوي 

ميزانه القرآن الكريم والعترة الطاهرة 

فهو نتاج إلهي ومن بيده علم كل شيء وهو خالق كل شيء 

قال تعالى ﴿وَلا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسئولًا﴾[الإسراء: ٣٦]

﴿قُل أَرَأَيتُم ما أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِن رِزقٍ فَجَعَلتُم مِنهُ حَرامًا وَحَلالًا قُل آللَّهُ أَذِنَ لَكُم أَم عَلَى اللَّهِ تَفتَرونَ﴾ [يونس: ٥٩]

وكما ورد في الرواية 

(وقد كُذِب على رسول الله صلى الله عليه وآله على عهده حتى قام خطيباً فقال: أيها الناس قد كثُرت عليّ الكذابة فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) (١)

وروي قال رسول الله: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " (1).

وقال:( " إياكم والبدع، فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة تسير إلى النار ") (٢)

 

فالتشكيك في مفرداته إذا لم يقم على أساس العلم والمعرفة المتلبسه بالورع والتقوى وسلك سبيل الإحتياط في عدم طرح رأي قد يخالف حكم الله الواقعي أو الظني المعتبر المحفوف بالقرائن

قد يؤدي إلى الهلاك في الدنيا والأخرة 

فهنا المكلف لو خرج عن الدين بسبب التشكيك أو بدأ ينقم على الدين أو يأخذ منه مايلبي هواه كلها تبعات يتأثر  بها المكلف سواء في الخير أو الشر 

هذا والله أعلم 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر حسين العبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/05



كتابة تعليق لموضوع : حوارية (٥٩) الفرق الجوهري بين البحث الأكاديمي والبحث الحوزوي 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net