صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

من أجل أن نحتفي بالشاعرة حميدة العسكري.. حاورها: علي الخباز
علي حسين الخباز

الاحتفاء بشاعرة كبيرة هو الاحتفاء بجمالية ما تحمل من ثقافة وفكر، والاحتفاء هو البحث عن يقظة الحرف في تجربة الشاعرة (حميدة العسكري) أكاديمية من جامعة البصرة.. شاعرة لها تأريخ حافل بالشعر والابداع، فكان الحوار معها كالآتي:
 - مصطلح أشيع بقوة اسمه (الأدب النسوي)، فماذا يمثل هذا المصطلح عند الشاعرة حميدة العسكري، وهي تنهج في مشروعها نهجاً حداثوياً؟
الشاعرة حميدة العسكري:ـ أجد المصطلح بوجه عام يحمل من التخصص ما يلقي بالمسؤولية الأدبية؛ بعد كونه مصطلحاً فيه من اهتمام وتخصيص لفئة بشرية لا غنى عن تواجدها في الساحة لإثراء الأدب بكل أطايب الكلام، وعلى مدى الأجناس الأدبية؛ ولأن المصطلح حديث، فلابد أن يرتبط بالحداثة الادبية التي تقصي التقليد والقولبة المعتادة للمنجز الادبي أيا كان جنسه.
 بالنسبة لي كوني مختصة باللغة والادب، فأني أجد من الضرورة بمكان أن يتسع أفق المرأة الفكري والثقافي؛ كي تكون بمصاف المبدعين، وأن تكون المرأة الأدبية نسخة عن ذاتها لا تتكرر، ضمن دائرة الادب النسوي؛ لتواكب الرجل في ذلك ما كان لها أن تواكب.
أما عن المرأة العراقية، فتجدها متقدمة على الكثيرات من قريناتها العربيات فيما يتعلق بهذه المواكبة الأدبية، ولدينا نماذج منذ منتصف القرن التاسع عشر تمكنت من كسر نمطية الطرح الأدبي، ولاسيما في الشعر، فدخلت بذات القوة التي دخلها الرجل في عالم التجديد والحداثة... وللموضوع أهمية يمكننا أن نطرقه من زوايا عدة، إن اتسع المقام، وعذرا للإطالة والاسترسال في الاجابة.
- البعض رفض المعيارية أن تكون منهجاً، ورفض عقلانية الشعر أيضاً، فهل نحن بحاجة الى جمالية الكتابة أم الى يقينها ، هل النص الشعري رسالة أم مجرد نص؟ 
الشاعرة العسكري:ـ بصورة عامة، فأن المعيارية قد تكون بمثابة وضع نقطة أخيرة على سطر الابداع، فأن فضاء الابداع لابد أن يتسع اكثر؛ ليستوعب ما يأتي به المبدع الذي يطور آلات ابتكاره بالثقافة والتلاقح الفكري مع الأمم الأخرى.. خصوصاً بعد يسر تناول الآداب الانسانية سواء المترجمة او ما يمكن للأديب المتابع الاطلاع عليه بلغته الأم.
 وعقلانية الشعر، فأن هذا الجنس الادبي يسمو كلما طغى فيه الخيال؛ ليضفي على النص صوراً مبتكرة تشير بأصبع الدليل الى أن هذا الشاعر واسع الفكر، وأنه اجتهد ليجتاز المعيارية.. وعني كشاعرة.. فاني على الدوام أشعر بعدم الرضا عن شعري ما لم يحمل نفحة الحداثة التي لا تجانب الرصانة التي يحملها الشعر العربي الاصيل، لكن بشيء من سعة الرؤى، وعليه لا يمكن نكران ضرورة الجمالية في الابداع.
 فنحن لا نقول مثلاً: هذا نص مبدع اذا وقف الى صف نصوص اكثر جمالية منه، لكن إن تعلق الامر بطرح رسالي، فأن لجموح الخيال أن يقف عند حد المعقول مع وجود مسحة جمالية تجعل الطرح أنضر وأكثر قبولاً عند المتلقي.
 وفي الأدب الحسيني أو الولائي بوجه عام، فأن هذه الجمالية التي نصابها الحداثة ومزاجها العقل فأنها من مقومات سمو النص الشعري. أما النصوص المجنونة إن صحّ التعبير، والتي تشط كثيرا في بحور الخيال، فأنها قطعاً لا تخدم الشعر الرسالي.. وليس أقل من كونها لا تخدم القضية المطروحة في القصيدة.
- الاتكاء على مسلمات تنظيرية.. ألا تقودنا الى أحادية الرؤية؟
 الشاعرة العسكري:ـ التنظير جاء بعد الانطباع هذا أن تتبعنا مسيرة النقد الادبي الذي يأتي بعد ولادة النص الادبي؛ ليلقي بضيائه على ما بين يديه من ادب انشائي.. ولا يمكننا تجاهل المدارس النقدية على مر الزمان، وهي تحلل النص الادبي وفق رؤاها، وما استقر لديها من اصطلاحات نقدية مستقرة تحكم من خلالها على النصوص الادبية.
 وعموماً فأن الانطباع في الحكم على النص قدر لابد من عدم تجاهله إن كان هناك تنظير مستقر برؤى مخصوصة أو لم يكن، لكن يبقى أن قبول النص كأنموذج عند هذه المدرسة النقدية او تلك موقوفاً على ما تمكن الأديب من انجازه وفق النظرية، وما تمكن من توظيفه من آلات الابداع وتطويعه، ليأتي النص متوافقاً مع رؤى المدرسة.. وحتما التنظير يكبل النص بشروط قبوله إياه.. وهذا يؤسس لرؤى انعزالية إن صحّ التعبير.. أو أحادية الرؤى كما طرحتم في السؤال.
- في جريدة صدى الروضتين تم تفعيل المشغل النقدي، أي بمعنى الارتكاز على الرأي الانطباعي.. أليس الانطباع هو الاقرب لاحتواء عوالم النص؛ باعتبار كل نص مدرسة مبتكرة شكلاً ومضموناً أم هناك رؤى اكثر قبولاً؟
حميدة العسكري:ـ إن الانطباع كما اسلفنا هو بمثابة الرؤية النقدية الأم، ثم جاء بعدها دور التنظير، وبرأيي القاصر، ومن خلال اطلاعي على ما يطرح في الجريدة.. أجد أن الانطباعية التي مزاجها الثقافة الادبية المطلعة على المدارس النقدية وعدم تجاهلها لما طرح من مصطلحات.. أجد أن ذلك الأمر قد خدم المشغل النقدي بدرجة كبيرة من الاتقان، وقد قرأت العديد من تلك المقالات النقدية فيها وأعني الجريدة، والتي تنم عما يمكن أن يقال أن هناك مدارس نقدية مصغرة تحمل رؤى لا يستهان بها في طريقة تناولها النص، وحيثيات تحليلها إياه.. وقد قرأت لأدباء ونقاد صدى الروضتين مقالات بهذا الخصوص، فوجدتها أصالة مدافة بحداثة، وآفاقاً فكرية ترى كل نص مبتكر هو مدرسة في الابداع الادبي.. 
ختاماً لكم السمو والرفعة.. وشكراً لثقتكم الكبيرة لشاعرة متواضعة في فضاء الابداع.. تقديري واحترامي.
مانشيت:
•    أجد من الضرورة بمكان أن يتسع أفق المرأة الفكري والثقافي؛ كي تكون بمصاف المبدعين، وأن تكون المرأة الأدبية نسخة عن ذاتها لا تتكرر، ضمن دائرة الأدب النسوي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/03



كتابة تعليق لموضوع : من أجل أن نحتفي بالشاعرة حميدة العسكري.. حاورها: علي الخباز
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net