مراجعات في المنهج - الحلقة الثالثة - العقيدة، وقبول الآخر:  
د . عباس عبد السَّادة شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا يخفى أنَّ ثمة ثوابت (عقائدية) لا مجال للاختلاف فيها، ولا تتجزَّأ الحقيقة على طرفي الخلاف حولها، وإنَّما ينبغي البحث العلميُّ فيها بالدَّليل المتخصِّص، وفي كثير من الأحيان ينتج الخلاف العقديُّ اتِّجاهين غير موفقين هما: 
١. اتِّجاه يقصي الآخر نهائيَّاً من دائرة الحقِّ الإنسانيِّ، ويحرمه حقَّ العيش كما يفعل التكفيريُّون، والمنهج الَّذي أبرز مصاديقه ما يعرف بالسَّلفيَّة.
٢. اتِّجاه يمثِّل - في الغالب - ردَّة فعلٍ على الاتِّجاه الأوَّل فنجده يذوب في الآخر إلى حدِّ التنازل عن ثوابته، والحطِّ من عقيدته. 
وكلاهما طرفا انحراف لا يصحُّ الركون إليه، وإنَّما ينبغي العمل بمنهج وسطيٍّ يعتزُّ بعقيدته الحقَّة، ويثق بدليله، وفي الوقت نفسه يحفظ للمختلف معه حقَّه في الإنسانيَّة  بما لا يتعارض مع الثوابت العقائديَّة(إلَّا ما استثني بتفصيل تنطبق عليه المراجعتان (١)، و(٢) )، فما الضير أن يتعايش المختلفون عقائديَّاً في حدود المواطنة، وحفظ الحقوق، والخلاف يُحلُّ في أروقة الحوار العلميِّ الهادف، كحوار المراجعات بين السيد شرف الدِّين، والشيخ البشري.

الموضوع السابق حزن حسيني بوحشة الثرى الحسني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat