صفحة الكاتب : السيد احمد الاعرجي

حرب الفضاء الإلكتروني .. بكبست زر تربح المعركة !!!!
السيد احمد الاعرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أضحى من يسيطر على المعلومات في زمن العولمة هو من يفوز بالرهانات المستقبلية ، ولأن الولوج إلى المعلومات يرتبط بتقنيات تتقاطع في محاورها بالحواسيب وقطاعات وسائل التواصل وتكنولوجيا الاتصال والفضاء الإلكتروني ، تغيرت كل معالم الحياة الإنسانية في ظل هذه التطورات، ولا تشكل الحروب والمواجهات استثناء ، فقد ساهمت في تطوير وسيطرة البعد التكنولوجي في إدارة العمليات الحربية ، إذ تغيرت معالمها واستراتيجيتها ، إنها حروب بلا دماء غير أنها تخلف خسائر ، فالتهديدات الأمنية انتقلت للفضاء السيبراني، فأصبحت حروب المستقبل حروبا بلا قواعد بمخاطر اعتداءات على البنية التحتية والإدارات أو المزاوجة بين الحرب التقليدية والسيبرانية ، بافتقارها قواعد قانونية مؤطرة لها.

الحروب الجديدة
تغيرت معالم الحروب ، بانتقالها "لساحة المعارك الخامسة" فلم تعد ترتبط بفضاءات المواجهة التقليدية (البر والبحر والجو والفضاء الخارجي)، بولوجها للفضاء الإلكتروني، وفي ظل حالة عدم اليقين تبتكر الدول أشكالا جديدة للمواجهة؛ تتعدى عمليات التجسس الالكتروني( كما الان الجيش الالكتروني الان له دور برمي الاتهامات من قبل امريكا على الصين او روسيا او ايران للوصول لما تريده الادارة الأمريكية ) لترتقي لأبعاد جديدة، كاستئجار القراصنة أو الاستعانة بمرتزقة السايبر The Cyber-Mercenaries للتجسس الالكتروني وخدمة أهداف الدول حرب يتم استعمال هذه الوسائل لسرقة البيانات أو شن هجمات منسقة ضد منشئات الدولة الخصم، لأن الرهان التحكم في المعلومات بما هو تحقيق للقوة والهيمنة والتفوق .

ومن المهم الإشارة إلى أن خطورة هذه الهجمات الإلكترونية ترتبط باستهدف المصالح الحيوية للدولة عبر التحكم بأنظمتها المعلوماتية وقطاعات الطاقة المالية والعسكرية، ( كما جرى قبل ايام في احدى دول الجوار ) وهذه الأمور مُتخطية بداياتها الأولى بالتجسس وسرقة البيانات والتدمير والتلاعب بالمعلومات.
وتصنف في ثلاثة مجالات:
هجمات الهواة للاحتجاج السياسي أو للمتعة . والهجمات الإجرامية لتحقيق الربح بخرق قواعد البيانات الشخصية أو المؤسسات .
وأخيرا الحروب الإلكترونية برعاية الدول !!!
وفي هذا السياق ، قد تصنف ميدان هذه الحروب السيبرانية ضمن الهجمات منخفضة التكلفة حيث لا تتطلب جيوشا حيه ، كما وقد توصف بانها امتداد للحروب النفسية ونشر المعلومات المضللة فلم تعد تتطلب جيوشا تقليدية ، إنما جيوشا أسلحتها أزرار إلكترونية ولوحة المفاتيح وأسلحتها الحواسيب والأنظمة المعلوماتيةـ إنها حروب المستقبل قد يبدو انها في بداياتها الأولى، وكان ذروة التحول بالإعلان عن أول هجوم مبرمج باستخدام صاروخ إلكتروني مبرمج للهجوم على نوع معين من الحواسيب التي تعرضت له الجمهورية الإيرانية و منشائتها النووية باستخدام فيروس ستاكسنت Stuxnet باستهداف أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، وهذه الهجمة لاتخلوا من البيتين ( الأمريكي والإسرائيلي ) خوفهم من جنود الله لكي لا يتضررون من قدرات إيران النووية، ثم استهدفت دول أخرى، وستتجدد قصة هجمات الفيروسات العالمية والنقاش حولها، بعد استهداف قراصنة لحواسيب شركة سوني لمنعها من عرض فيلم كوميدي THE INTERVIEW عن مخطط لاغتيال الرئيس الكوري الشمالي، وتتهم واشنطن بيونغ ينغ بالمسئولية عن هذه الهجمات، وقد اعتبرته الاخيرة "عملا صالحا لم تقم به"، أثمرت هذه الهجمات وقف الشركة لعرضه.
وفي سياق مختلف، لا ترتبط هذه الهجمات بمواجهات متكافئة، إنما ارتقت لمواجهات تتعدى صراع للإرادات بين الدول، بهجمات إلكترونية للفاعلين من غير الدول، إذ تتحرك هذه الأخيرة بقوة في هذا الفضاء في حروبها المستمرة، وبأشكال ومسميات مختلفة، فالإرهاب الإلكتروني هي هجمات تشنها المنظمات الإرهابية مستهدفة الأنظمة المعلوماتية للدول عبر الفضاء الإلكتروني لتخريب المنشئات والمعطيات الاستراتيجية كمساهمة في الحرب المقدسة، كما أن جماعات القرصنة وأشهرها ( أنونيموس ) تُدبر هجمات منسقة بصبغة سياسية كالتضامن مع الفلسطيني باستهداف المواقع الإسرائيلية، أو إعلان الحرب على تنظيم داعش بعد هجمات باريس بإغلاق حسابات مؤيديه وتسريب معلوماتهم وخططهم وغيرها من الحملات ،
فالحذر على مايجري من تظليل ومن هجمات مبرمجة لإنكار وجود وحدة وحب السلام والاسلام وتسقيط الحوزة ورجال الدين والأشخاص القائمين على جمع وضم مايمثل الحق والمصداق وسلب ماهم يتمثلون به من الكتاب والسنه ، فهذه هجمات سيبرانية مبرمجة لسلخ وجودك كإنسان مفكر وعالم ، وهذا يعتبر ايصال هدفهم بك .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد احمد الاعرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/09/18



كتابة تعليق لموضوع : حرب الفضاء الإلكتروني .. بكبست زر تربح المعركة !!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net