صفحة الكاتب : مجتبى الساده

الرؤية الاستراتيجية لمسؤولياتنا المهدوية
مجتبى الساده

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إنّ قراءة القضية المهدوية برؤية استراتيجية وببصيرة ثاقبة ، ومعرفة الأهداف الكبرى للمهدوية ومتطلبات المسيرة التمهيدية وأولويات المرحلة المعاصرة والإنفتاح الواعي على الأبعاد الفكرية للانتظار ، كل ذلك يدفعنا لإمتلاك منهج فكري وعملي يتناغم مع تحقيق ممهدات وشرائط اليوم الموعود .. ومن هذا المنهج تنبعث ركيزة تعريف المهدوية للشعوب والأمم الأخرى غير المسلمة ، فتتجلى لنا بوضوح بعض الأهداف والرؤى من وراء ذلك:

  1. إن الهدف الاساسي للمهدوية هو نشر التوحيد والعدل في كافة العالم ، وكذلك التغيير الشامل لأنظمة الظلم والجور في كل أقطاب الأرض المعمورة ، وفي سياق تحقيق هذا الهدف الكبير وجب علينا نقل الأطروحة المهدوية بحقيقتها للأمم الأخرى ، وإيصال رسالتها وأهدافها ، وتوضيح ضرورتها الحضارية وفوائدها على الناس جميعاً .. لكي يتسنى لهذه الشعوب العارفة والمطلعة على حقيقة المهدوية أن تعيش حالة الإنشداد الفطري للمخلص الموعود ، وأن تؤمن به حين ظهوره فتُؤيِّده وتُؤازِره.
  2. إن إيمان الشعوب المختلفة بالمهدوية ومشروعها العالمي وأهدافها الربانية من أبرز مظاهر التمهيد للظهور ، فبقدر ما ينتشر نطاق معرفته ، وتتنوع أطياف المؤمنين به ، وتتوسع قاعدته الشعبية في كل الأمم والحضارات ، ويزداد عدد الأتباع والمريدين ، بقدر ما نكون قطعنا شوطاً عملياً للتوطيد الفعلي لليوم الموعود ، ونكسب رصيداً جماهيرياً للإمام (ع) حين خروجه.
  3. شَرائط الظهور ذات أبعاد ومقدمات استراتيجية هامة يتحتم توافرها في بداية نشوء حركة (الفتح المهدوي العالمي) ليكون الظهور ناجز الوعد ، ومن أبرز هذه الشروط ومقومات النجاح ، هو يأس شعوب العالم من الأنظمة والقوانين الوضعية التي لم تحقق طموحها وفشل الحلول التي طرحتها .. فعندما تتعرف هذه الشعوب على الاطروحة المهدوية بأهدافها وأساليبها ونتائجها ، يجعل أملهم ينحصر في نهضته وحضارته ، مما يهيئ أفضل الأرضيات لتقبل اليوم الموعود وتعليماته.
  4. إن رؤية واضحة للأهداف المهدوية والتغيير الجذري والشامل الذي سيحققه الإمام (ع) في مسار تاريخ البشرية ، يتطلب بصيرة ثاقبة ونظرة مستقبلية لتطور المجتمع البشري ، وقبل ذلك تهيئة الظروف العالمية المناسبة وعلى كافة الصعد ومنها الناحية الفكرية والثقافية للأمم والشعوب المختلفة لتقبل نهضته ، مما يضمن ويؤكد نجاح حضارة آل محمد (ص) وتحقيق أهدافها المنشودة.
  5. من مظاهر الإرتباط الحقيقي بالإمام المهدي (عج) الإقتداء به وإتخاذه أسوة ونموذج يحتذى به ، فأهداف الإمام (ع) عظيمة وغاياته كبيرة ، مما يستوجب لبلوغ هذه الأهداف بذل جهود بحجمها ، ولا شك فأن قيام دولة العدل الإلهي وبسط هيمنتها على العالم أجمع ، وإيصال البشرية الى ذروة تطورها وكمالها يحتاج إلى جهودٍ لا حد لها وبرؤية حضارية .. ومن أبجديات هذه الجهود وأبسطها تعريف شعوب العالم بهوية المخلص الموعود واطروحته وحقائق عن نهضته ، وذلك للمشاركة والتمهيد لتحقيق أهدافه (ع).
  6. الواقع العالمي الراهن لا يخلو من وجود حركات تآمرية خبيثة ضد المهدوية ، تتخذ تارة طابعاً سياسياً وتارةً أُخرى طابعاً فكرياً ، وتعمل للقضاء عليها في وجدان الأمة الإسلامية ، وتحاول تحجيمها في إطار مذهبي خاص وعدّها من العقائد الخرافية .. ويقف وراءها مخابرات دولية معادية للإسلام وللمخلص الموعود ، وتطمح إلى تفريغ المهدوية من محتواها الحقيقي ، وتشويه مكانتها عند المؤمنين بها ، فتتضاءل حالة الإستعداد ويفتر حماس الشعوب والجماهير لها ، وهكذا تموت فاعلية ثقافتها وقتل روحيتها الإيجابية والتفاؤلية في المجتمعات .. وعلى العكس من ذلك فإن تحمل مسؤليتنا الحضارية ونشر الحقائق الأصيلة عن المهدوية وتعريف الأخرين بها وترويج المنظومة المعرفية بخصوصها على الأمم والحضارات ، سيصيب مآرب الأعداء في مقتل ، فتتحصن الشعوب المطلعة على حقيقتها، وتنشأ ثقافة لدى الرأي العام العالمي بعدم الإصطفاف مع اعداءها ، وقد يكونوا من أشد المناهضين لمؤامراتهم الخبيثة.

 

لو استطعنا أن نوصل (حقيقة مهدوية أهل البيت عليهم السلام) إلى نخبة الشعوب ومثقفيها برؤية تناسب عقليتهم وفكرهم وبلغتهم الأصلية ليدرسوا ويتأملوا في حقائق وكيان وطبيعة المهدوية الربانية ، لأدينا جانباً وقسطاً من المسؤولية الملقاة على عاتقنا في تعريف الأمم والشعوب بآخر أنوار آل محمد (ص) والذي تتحقق على يديه سعادة البشرية جمعاء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مجتبى الساده
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/09/08



كتابة تعليق لموضوع : الرؤية الاستراتيجية لمسؤولياتنا المهدوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net