صفحة الكاتب : موقع الكفيل

كان نافذ البصيرة فرفَضَ الأمان
موقع الكفيل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تبقى مواقفُ المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في واقعة الطفّ الأليمة، من المواقف الخالدة في التاريخ الإسلاميّ والإنسانيّ، فما صدر منه من إيثارٍ لإمامه وأخيه سيّد الشهداء(صلوات الله عليه)، ابتداءً من رفضه للأمان الذي أعطاه له الشمرُ بن ذي الجوشن(عليه لعائن الله)، بحجّة الخؤولة التي تجمعه بقمر بني هاشم (سلام الله عليه)، تعجز عن وصفه الأقلام وتكلّ عن ذكره الألسن.

ويُروى أنّ الشمر(لعنه الله) جاء قائلاً: أين بنو أختنا؟ وهو يقصد العبّاس وإخوته، فسكت إخوةُ العبّاس احتراماً لأخيهم الأكبر، وسكت العبّاسُ احتراماً لإمامه وحجّة الله عليهم الحسين(عليه السلام)، وكرّر شمرٌ النداء وبقي أبو الفضل ساكتاً لا يجيبُه، فقال الحسين(عليه السلام) لهم: (أجيبوه ولو كان فاسقاً).

فقالوا (لشمر): ما شأنك؟ وما تريد؟

قال: يا بني أختي أنتم آمنون، لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين، والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد.

فقال له العبّاس: لعنك الله، ولعن أمانك!! أتؤمننا وابنُ رسول الله لا أمان له، وتأمرنا أن ندخل في طاعة اللّعناء وأولاد اللعناء؟!!

هنا تتجلّى شخصيّة العبّاس(عليه السلام) العظيمة، الذي فضّل الشهادة في سبيل الله تعالى ونصرة الإمام المعصوم على البقاء حيّاً ومبايعة أمراء الظُلم، فلم تفرق بينه وبين أخيه عروض السلطة الغاشمة، فبقي على موقفه الذي ما حاد عنه حتّى لقي مصرعه وأضحى شهيداً على ضفة الفرات، بعد أن قاتل قتال الفرسان العظماء، وكما يقول الشاعر في وصف ذلك المشهد الخالد:

وَلَهُ إلى الإِقدام سُرعةُ هاربٍ ** فَكأنَّما هوَ بِالتقدُّمِ يسلَمُ

وما تزال وستسمرّ مواقف أبي الفضل(عليه السلام) مدرسةً خالدة ومنهلاً لا ينضب، تنهل منه الأجيال وتستمدّ منه القوّة والشجاعة في الدفاع عن القيم والمبادئ والأرض والمقدّسات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


موقع الكفيل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/30



كتابة تعليق لموضوع : كان نافذ البصيرة فرفَضَ الأمان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net