صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

فرقد القزويني والدور المشبوه. جيش الإمام الحسين عليه السلام.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 💦💦 عجيب أمر هذا الرجل ، وكأنه يقوم بدور أنيط به فلا يحيد عنه ، خصوصا ظهوره المفاجئ بهذه الصورة بعد دخول الأمريكان واحتلالهم له ليس احتلال الأرض بل احتلال العقول. فتمخض الاحتلال عن ظهور مؤسسات وتنظيمات مدنية وثقافية وظهور شخصيات مريبة منها . السيد فرقد القزويني المطرود من حوزة النجف فقام بتأسيس حوزته الأخلاقية . وضياء عبد الزهرة الغراوي وجيش جند السماء. ومحمود الصرخي الذي تبوأ حوزة الصادق في كربلاء، وأسس حزب الولاء السياسي.

💦💦 ومن هؤلاء وغيرهم ولد لنا جيل مسخ تسمى بأسماء زاهية وعناوين براقة . وقد ظهر من بينهم الكثير من الشخصيات الدينية والسياسية ومنهم هذا الشخص (فرقد) الذي ظهر علنا مجاهرا مع المحتل بول بريمر اليهودي حيث قام فرقد بتأسيس حوزة علمية خاصة به بعد الاحتلال مباشرة زاعما أنه بصدد تصحيح التاريخ . وبعد متابعة ما يقوله وينشره تبين أن له برنامج خطير وهو تشويه الثابت الصحيح من خلال طعنه بالكثير من ثوابت الدين والحقائق التاريخية من دون دليل او حتى حوار علمي. وقد تسبب في بلبلة الكثير من عقول الشباب.

💦💦 ولعل أخطر ما طرحه هو أن القبلة في أور وليست في مكة ثم ذهب إلى هناك وصلى متجها إلى معبد اور ، ثم قام اتباعه بالحج إلى مدينة أور زاعمين أنها موطن نبي الله إبراهيم عليه السلام، ناسيا أن نبي الله إبراهيم جرت محاولة حرقه في هذه الأرض فترك هذه الأرض وهرب منها ليعبد الله في ارض أخرى. ناهيك عن ما يستعرضه من مفاهيم غريبة عجيبة يعجز عن فهمها الكثير من الشباب المبهورين بهذه الاطروحات الرنانة الطنانة التي يطرحها بالتهريج المسرحي بدون أي ادلة واضحة.

💦💦 في الآونة والأخيرة وبمناسبة محرم الحرام والأيام العاشورائية طرح عليّ الكثير من الاصدقاء والإخوة الأعزاء مسألة مواضيع فرقد ومنها على سبيل المثال عدد اصحاب الحسين في كربلاء ، فزعم فرقد بأن اصحاب الحسين لم يكونوا بهذه القلة (72) . بل كان للحسين جيشا عرمرما كان يُقاتل من كربلاء وحتى الكوفة وأن فيه ميمنة وميسرة وقلب ، وان هذا الجيش شكل خطرا كبيرا على جيش الشام، وأن العباس لم يذهب لجلب الماء بل قاد كتيبته لصد جيوش الكوفة. وهذا القول له موجود على اليوتوب.

💦💦 لا أريد أن أقف أكثر مع هذا الأبله، بل ان ما موجود من روايات تذكر عدد اصحاب الحسين في كربلاء يملأ الكتب ومن مصادر السنة والشيعة ، حتى أن هناك شاهد عيان نجا من المعركة وكان يقاتل إلى جنب الحسين في كربلاء هو من ذكر عدد اصحابه.(1) ولكن فرقدا كعادته في التشويش والهملجة تغافل عن هذه المصادر وطرح رأيا لا نعلم من أين جاء به. وسوف أضع للسيد فرقد بعض ما مذكور في امهات الكتب والمصادر لعله يثوب إلى رشده.

💦💦 لم يتفق المؤرخون على عدد اصحاب الحسين الذين كانوا معهُ في كربلاء. ولكن باختصار فإن المقلّين منهم قالوا (61)، والمكثرين قالوا : (145)، والمشهور في أكثر الروايات الشيعية والسنيّة كان عددهم (72).(2) وأغلب الروايات تؤكد أن عدد الرؤوس التي وصلت الشام كان (72). فبعد نهاية المعركة ظهيرة يوم عاشوراء حصد الجيش الأموي رؤوس القتلى فكانت (71) رأسا ولكن بعض القبائل المشاركة في الحملة على الحسين رغبت ان يكون لها دور أمام يزيد طمعا في جائزته، فتنازعوا مع بقية القبائل للحصول على رأس وهنا انبرى احدهم لفض النزاع فقال لهم : لقد رأيت الحسين يدفن طفلا في الرمل ، ثم ذهب وحفر وقطع رأس الطفل وأعطاه لهذه القبيلة فاكتمل عدد الرؤوس (72) رأسا حملوها على الرماح.

💦💦 إن محاولة فرقد القزويني لتبرئة الأمويين فاشلة لا تنفع امام جريمته الكبرى في قتل حفيد رسول الله صلوات الله عليه . القزويني يقول : أن يزيد بن معاوية أيام معركة كربلاء كان يفتح البلدان ثم يقول عنه بأنه وريث امبراطورية إسلامية ويجب أن لا ننتظر فقط إلى معركة كربلاء في معزل عن فتوحات وأعمال يزيد بن معاوية. هذه هي اهداف محاضرات هذا الأبله.

💦💦 نعم ، عندما خرج الحسين من مكة كان معه الكثير من الناس ، يضاف إلى ذلك أن في الكوفة اكثر من عشرين الف بايعوا سفيره مسلم بن عقيل ، ولذلك فإن يزيد بن معاوية عندما وصلته الأخبار بتحرك الحسين امر جلاوزته أن يعدوا جيشا لقمع هذا التحرك، من دون النظر إلى كثرة او قلة أصحاب الحسين(ع).وأن تضعضع جيش الكوفة في كربلاء ليس بسبب كثرة جيش الإمام الحسين بل لأنهم لا يُريدون أن يُشاركوا بقتل الحسين فتكون سبة عليهم طول الدهر فكانت كل قبيلة تلقي بالأمر على عاتق القبيلة الأخرى، اضافة معرفتهم التامة بنسب الإمام الحسين وهذا يجعلهم يحجمون عن التقدم إليه.وحتى عندما وقع الحسين على الأرض ضعيفا من الجوع والجراح ونزف الدماء بقى ساعات لم يتقدم إليه أحد إلى ان تبرع الشمر بذلك.

💦💦 ذكر الشيخ البحراني في كتابه بأن نداء أل الحسين واستغاثتهم كانت بسبب قلة الناصر وقد اشتهر عنهن أنهن صرخن في كربلاء : (وا جداه، وا أبتاه، و علياه، واقلة ناصراه). (3)

وقد أجاد السيد باقر الهندي عندما قال :

لو لم تكن جمعت كل العلا فينا

لكان ما كان يوم الطف يكفينا

يوم نهضنا كأمثال الاسود به

وأقبلت كلدبا زحفا اعادينا

جاءوا بسبعين الف سل بقيتهم

هل قابلونا ؟؟ وقد جئنا بسبعينا

💦💦 فإلى فرقد القزويني نقول من أين جئت للحسين بالجيش العرمرم الممتد على مسافة اكثر من سبعين كيلومترا والذي سد الخافقين بين كربلاء والكوفة؟ وكيف تقول أن جيش الشام لاقى الأهوال من جيش الامام الحسين عليه السلام.

🔺️ المصادر:

1- انظر تاريخ الطبري، ج4، ص317.ذكر فيه اتفاق الضحاك مع الحسين عليه السلام. كما نقل عنه أحداث يوم عاشوراء الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد ص446.وهو : الضحاك بن عبد الله المشرقي، من أصحاب الإمام الحسين في واقعة الطف، وأحد شهود العيان والناقلين لها.وعده الشيخ الطوسي ضمن أصحاب الإمام زين العابدين (ع).

2- فقد ذكر اكثر المؤرخين أن عددهم كان (72) في كربلاء . والمصادر التي ذكرت ذلك هم : إعلام الورى ، ابن الأثير، أبو مخنف، وكذلك الطبري في تاريخه، ومن الشيعة الشيخ المفيد في الإرشاد، والطبرسي في الكامل ، والقرماني في أخبار الدول،المسعودي في اثبات الوصية،وابن شهر آشوب في المناقب. هذا إذا اخذنا بنظر الاعتبار أن الجيش الأموي لم يقطع رأس الحر بن يزيد الرياحي لممانعة قبيلته.

3- العوالم ، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - الصفحة ٣٠٥.

ملاحظة:

ما جرى على الحسين من قلة الانصار جرى على رسول الله (ص) وآل بيته .

الامام علي سلام الله عليه بعد وفاة رسول الله صلوات الله عليه هجموا على داره وكتفوه بالحبال وسحبوه من بيته فخرج وحيدا وهو يُنادي رسول الله : يا ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني، وعمر بن الخطاب فوق رأسه يقول : بايع وإلا ضربنا عنقك ، فيقول لهم علي عليه السلام : إذن تقتلون عبد الله واخو رسول الله. فقال له عمر : اما عبد الله فنعم ، وأما اخو رسول الله فلا. وضربوا الزهراء واسقط المحسن . فاضطر أن يُبايع القوم . وكل ذلك جرى في عاصمة الاسلام ، فأين كانت الوف المسلمين ؟؟ ثم بقى عليا وحيدا جليس بيته ثلاثين سنة. وفي معركة صفين كان جيش الامام علي يبلغ خمسين الف هؤلاء كلهم سحبوا سيوفهم فوق رأس علي عليه السلام وقالوا له اجب معاوية وإلا سلمناك إليه . فاضطر أن يقبل التحكيم مع معاوية ثم قال قولته المشهورة (لا رأي لمن لا يُطاع). اقرأ نهج البلاغة حيث يقول الامام علي : (لو وجدت عشرة لقاتلت القوم). والإمام الحسن عليه السلام كان جيشه اربعين الف ، فقاموا بطعنه في فخذه ونهبوا حتى خيمته ، فاضطر للصلح مع معاوية ، ويجب أن لا ننسى أن المسلمين كان عددهم بالألوف في معركة أحد، تركوا رسول الله وحيدا وهربوا فلم يبق مدافعا عنه إلا عشر أشخاص بينهم إمراة. وهكذا مات الامام الكاظم عليه السلام وكل الأئمة قتلا على ايدي الطغاة فأين المسلمون ؟ واليوم نرى امامنا عجل الله تعالى فرجه الشريف لا يجد الانصار وحيدا ستره الله ولو وجد الانصار لخرج ، وجميع الروايات تقول يُبايعه بين الركن والمقام 313 ، فأين الامة الاسلامية التي سيبلغ تعدادها المليارات عند خروجه الميمون . اطلعوا على التاريخ ولكن ليس من فرقد القزويني.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/28



كتابة تعليق لموضوع : فرقد القزويني والدور المشبوه. جيش الإمام الحسين عليه السلام.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net