صفحة الكاتب : ماجد العيساوي

لارسا.. حبل الكذب قصير!!
ماجد العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لارسا مدينة سومرية تبعد 25 كم عن مدينة الوركاء الاثرية ولم تكن في لارسا يوما كما نقل لنا التأريخ صفحات ممولة أو جيوش الكترونية وتقول المصادر التاريخية وبعد ان نشبت حروب داخلية بين المدن الجنوبية كانت لارسا تتوسع فيها الى أن قام العيلاميون باحتلالها وجعلوها مركزا يهاجمون من خلالها مملكة ايسن العمورية  ، فمن أين للارسا صاحبة الارث التاريخي هذه المعلومات الكاذبة التي تروج لها جيوش الاحزاب الالكترونية الإ اذا كان اله الشمس  "ببار" الذي يعبده سكان لارسا قبل خمسة الاف سنة قد استنفد كل الاكاذيب التي صنعها غيره من الهة السلطة واتجه لبث اكاذيب جديدة بان مكتب السيد السيستاني يشكل حزبا للاشتراك بالانتخابات القادمة وهو الذي لم يقدم مرشحا واحدا منذ 2003 ولحد الان .
وقد ردّت المرجعية الدينية العليا على مثل تلك الأكاذيب منذ انطلاق العملية السياسية في العراق, وتحديدا ً قبل أول إقتراع أجراه العراقيين نهاية يناير عام 2005, والذي تصدر سلسلة الإنتخابات المتلاحقة بعدها وأفضى الى تشكيل (جمعية وطنية إنتقالية) مهمتها كتابة الدستور الدائم للعراق. وكان ردّها عبارة عن (تكذيب) صريح جاء على لسان خطيب جمعة كربلاء السيد (أحمد الصافي) لما تناقل عبر وسائل الإعلام المختلفة بأن (المرجعية) أعدّت (قائمة) مستقلة للترشيح وقال: (وهذا الإدعاء باطل وكاذب) وأردف وكيل السيد السيستاني بالقول أن: (المرجعية لازالت تحافظ على أبوتها لجميع أبناء الشعب العراقي).
واستمرت المرجعية العيا في تأكيداتها في معرض ردها على أكاذيب وسائل الإعلام السياسية المغرضة في هذا المجال, على مدى السنين الماضية. ولعل ما اكدته المرجعية العليا عشية إنتخابات عام 2017 التي تمخضت عنها تلك الحكومة الهزيلة والتي سبقتها لخير دليل على ذلك. حيث ورد في بيانها في 4 آيار 2018 على لسان خطيب جمعة كربلاء الشيخ (الكربلائي) وفي النقطة (الثالثة) من البيان ما يلي: (إنّ المرجعيّة الدينيّة العُليا تؤكّد وقوفها على مسافة واحدة من جميع المرشّحين ومن كافة القوائم الانتخابيّة، بمعنى أنّها لا تُساند أيّ شخص أو جهة أو قائمة على الاطلاق، فالأمر كلّه متروكٌ لقناعة الناخبين وما تستقرّ عليه آراؤهم بعد الفحص والتمحيص، ومن الضروريّ عدم السماح لأيّ شخص أو جهة باستغلال عنوان المرجعيّة الدينيّة أو أيّ عنوان آخر يحظى بمكانة خاصّة في نفوس العراقيّين، للحصول على مكاسب انتخابيّة، فالعبرة كلّ العبرة بالكفاءة والنزاهة، والالتزام بالقيم والمبادئ، والابتعاد عن الأجندات الأجنبيّة، واحترام سلطة القانون، والاستعداد للتضحية في سبيل إنقاذ الوطن وخدمة المواطنين، والقدرة على تنفيذ برنامج واقعيّ لحلّ الأزمات والمشاكل المتفاقمة منذ سنواتٍ طوال.
ولعل المرجعية هنا حذرت الجميع من إستغلال إسم أو عنوان المرجعية العليا وتوظيفه للأغراض السياسية للحصول على مكاسب إنتخابية. ولكن هيهات وهم يضعون إيديهم في الأجندات الأجنبية, وعدم إحترامهم لسلطة القانون,  وعدم إستعدادهم للتضحية في سبيل إنقاذ هذا الوطن المجروح, وغياب البرامج الوطنية ـ الواقعية لحل الأزمات المستعصية والمشاكل المتفاقمة.
ولعل هذه الأسباب وغيرها لأخرى مما يندى لها الجبين دفعت بالمرجعية الدينية العليا لأن تأخذ مواقف متشددة وصارمة كوسيلة ردع لفشل الطبقة السياسية في أداء واجاباتها تجاه الوطن والمواطن, وسوء إدارة الدولة حتى عاثت الإجندات الخارجية في سيادة واقتصاد وامن البلد من شماله حتى جنوبه. ونذكرر منها موقفين صارمين تجاههم هما في الحقيقة وصمة (عار) في جبينهم لا يُمحى وهما:
الأول: هو إعلان مكتب السيد (السيستاني) في مطلع عام 2011 عن الإمتناع عن استقباله السياسيين العراقيين، احتجاجاً على سوء أدائهم وللتعبير عن تحفظه وامتعاضه على الطريقة التي تدار بها الدولة.
ـ الثاني: اتخاذ قرار عدم التطرق للشأن السياسي العراقي في خطبة جمعة كربلاء. وجاء ذلك علفى لسان وكيل المرجعية العليا السيد (أحمد الصافي) في 5/2/2016 من على منبر الجمعة. حيث ورد: (كان دأبنا في كل جمعة أن نقرأ في الخطبة الثانية نصا مكتوبا يمثل رؤى وأنظار المرجعية الدينية العليا في الشأن العراقي.. لكن تقرر ألا يكون ذلك أسبوعيا في الوقت الحاضر بل حسب ما يستجد من أمور وتقتضيه المناسبات).
وكان من الممكن أن تتجنب القوى السياسية كثيرا ً من أساليب الكذب والخداع والركض وراء المكاسب الحزبية والسياسية والإنغماس في الأجندات الأجنبية والتبعية لهذا البلد أو ذاك, لو أحسنت التصرف وتنازلت عن مصالحها الضيقة وقدمت مصالح العراق والعراقيين العليا.
ويالرجوع الى الكذبة الـ(لارسية)بان مكتب السيد السيستاني يشكل حزبا للاشتراك بالانتخابات القادمة لا يندرج إلا في سياق التناحر والتراشق الغير نبيل فيما بين القوى السياسية العراقية وإشراك المرجعية العليا بها لكسب ود وتأييد الجماهير لها كذبا ً وبهتانا. حتى طالبتهم المرجعية العليا بالتوقف عن ذلك. ففي خطبة جمعة كربلاء في 23/9/2011 قالت المرجعية العليا على لسلن الشيخ (الكربلائي) بالنص: (أيتها الكتل السياسية أوقفوا التناحر والتراشق فيما بينكم لأن خلافاتكم سياسية وغير متعلقة بمصالح البلاد وحل الأزمات العالقة فيها حيث ان خلافاتكم هذه ذات تأثير واضح على عدم حل الأزمة الأمنية). وأردف:
(مسألة حاجة السياسيين الى نصح المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني حيث يطالبه البعض في المرحلة الراهنة بالنصح، وأقول جواباً على ذلك ان النصح وحده لا يكفي لحل المشاكل في البلد اذ طالما قدم سماحته الكثير من النصائح والإرشادات في السابق ولو استمع السياسيون لها إستماع تطبيق لكنا الآن في أحسن حال، فالنصيحة من دون تفهم وتطبيق لا فائدة منها، والحل يكمن في أننا نحتاج الى رجال دولة يعملون من أجل مصالح البلاد العليا لا المصالح الشخصية والحزبية والقومية والفئوية وان يكون لهم نكران ذات).
فما جاءت به (لارسا) يكشف حقيقة عن نمط صناعة لا يتقنها إلا سماسرة السياسة ومقامري الأحزاب في العراق ألا وهي صناعة (الكذب).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/28



كتابة تعليق لموضوع : لارسا.. حبل الكذب قصير!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net