من أوراق كربلاء ( ٣ )
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الورقة الثالثة : هل استعمل الإمام الحسين ع السلاح الغيبي الاعجازي في كربلاء .. ؟
من الاسئلة التي تُثار كثيراً في القضية الحسينية هو هذا السؤال ، فالإمام ع حجة الله على الارض وعنده كرامة عظيمة ومنزلة كبيرة عند الله تعالى ، وعنده مساحة واسعة من الولاية التكوينية والاسلحة الاعجازية و الامور الغيبية بإذن الله تعالى .. الخ ، فهل سخرها لقضيته ، ام ماذا .. ؟
والجواب : نعم ، ولكن لم يستعملها لغرض النصر العسكري رغم توفرها له ، وانما استعملها لوضع الحجة الدامغة لأحقية قضيته ، سواء على مستوى الأفراد او على المستوى العام وامام الجميع ..
اما عدم استعماله للغيب لأغراض النصر العسكري رغم توفر ذلك له نجده في الروايات الواردة عن تأريخ الطف ، حيث تذكر بعض الروايات : " لما التقى الحسين عليه السلام وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب ، أُنزل النصر حتى رفرف على رأس الحسين عليه السلام ، ثم خُيّر بين النصر على اعدائه وبين لقاء الله تعالى ، فاختار لقاء الله تعالى " اللهوف : ٤٤ ينقلها عن معالم الدين للنرسي وقد رواها الكليني بتفاوت في الكافي باب : ان الائمة ع يعلمون متى يموتون ..
وكذلك الاخبار التي تشير الى عدم إذنه عليه السلام للملائكة والجن حين عرضوا عليه النصرة ، فقال للملائكة : " الموعد حفرتي وبقعتي التي استشهد فيها وهي كربلا " . وقال للجنّ : " اما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي رسول الله صلى الله عليه واله في قوله ( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم ) " اللهوف ٢٨ ..
اما ما فعله من معاجز وما اخبر به عليه السلام من أسرار غيبية على المستوى الخاص والعام فنذكره في نقاط :
+ استجابة الدعاء في الرجل الذي قام من معسكر عمر بن سعد وقال : أبشر يا حسين بالنار ، فقال عليه السلام : اللهم حزه الى النار . فقال الراوي : فنفرت به الدابة ، فتعلقت رجله بالركاب ، فوالله ما بقي عليها الا رجله . ( مقتل الحسين للخوارزمي ) .
+ ما روي عن الامام الباقر عليه السلام في دم الرضيع : فلم يسقط من ذلك الدم قطرة الى الأرض .
+ تأثيره في زهير بن القين الذي قلبه الإمام ع رأساً على عقب عندما تحدث معه ولا زال الحديث من اسرار كربلاء ..
+ معاجز ما بعد الواقعة ، ذكر صاحب الصواعق المحرقة : وكان من مظاهر غضب الله لمقتل الحسين عليه السلام أن اسودت السماء وشوهدت النجوم بالنهار وحاق عذاب الله بكل من اشترك في دمه .
+ كلام الرأس الشريف وترتيله لآية : ام حسبت أن اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا .
وغيرها من المعاجز والكرامات حيث ان هذا المنشور ليس في مقام استقصائها ، هذه المعاحز الغيبية زادت من اهل بيته وصحبه ثباتاً وإقداماً وايماناً بالقضية ولكنها لم تحرك ساكناً من الذين أُشربوا في قلوبهم الكفر والنفاق الّا ما ندر ، كالحر بن يزيد الرياحي وزهير بن القين ..
هذا هو جواب السؤال اعلاه ، كان النصر الغيبي في متناول يده صلوات الله وسلامه عليه ولكن اهداف كربلاء كانت محصورة بإستشهاده واراقة دمه على أرض كربلاء
مع ورقة اخرى ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat