صفحة الكاتب : محمد جعفر الكيشوان الموسوي

الرياء يمحق الأعمال الصالحة.. الرياء في الصدقات
محمد جعفر الكيشوان الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا يخفى على ذي لُب وحكمة ما للصدقة من مكانة عظمى في الإسلام في كونها تسهم في بناء مجتمع متكامل تسوده الرحمة والتعاون والتعاضد ـ تعاضد الأغنياء مع الفقراء ـ. في المجتمع ـ أيُّ مجتمع ـ هناك مَن لا يقوى على العمل لأسباب كثيرة ومتعددة منها كبر السن أو المرض والإعاقة أو اليتم أو غيرها من المعوقات التي تحول بين هذه الشريحة وبين الكسب المشروع عن طريق العمل لتأمين ضروريات الحياة لهم ولعيالهم من مأكل وملبس ومسكن. نتكلم هنا عن الصدقة المستحبة ولا نقصد بها الزكاة لأنها من الصدقة الواجبة. للصدقة دور فعّال في محاربة الفقر والعوز وصون ماء وجه صاحب الحاجة الذي أبتلي بالفقر فبات ليله ولم يدخل الى جوفه شيء من الطعام، بل نام يتضور جوعا، زاده في آناء ليله الحمد لله على أية حال، وفي أطراف نهاره الشكر لله. لقد حثَّ الدين القويم على مدِّ يد العون لهؤلاء المحترمين ومساعدتهم بشكل يحفظ لهم الكرامة وماء الوجه. بعض الصالحين جعل التصدق المستحب فريضة واجبة عليه وألزم بها نفسه، كما أن احدهم قال لخادمكم: لو لم يكن بحوزتي ما أتصدق به لإقترضت المال لذلك. هؤلاء يرجون ما لايرجوه المرائي في الصدقات، يرجون تجارة لن تبور. كلّما تحدثت مع بعض المرائين بخصوص صدقة السر، ذكر لي الآية الكريمة: "الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "، وفاته ان الحق سبحانه وتعالى قد قدّم الليل على النهار وقدّم السّر على العلانية وقال سبحانه في آية أخرى: "إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ".وهذه إشارة واضحة إلى أن صدقة السرّ هي خير من الإعلان، مع انه لكل مقام وظرف خصوصيته المتعلقة به، التصدق علانية لايعني أن ننشر صور ذلك الفقير المعوز على صفحات الفيس بوك أو غيره من الوسائل والوسائط. في هذه الأيام تنشط بشكل ملفت لقطات مصورة او مقاطع مسجلة للبعض وهو يتصدق ببعض المال على فقير معدم  منكسر القلب وربما يخاف الحرمان إن قال له من لطفك لا تصورني وتنشر صورتي بين الخلائق وأنت تتصدق عليّ فإنّ ذلك يؤذي القلب ويدمع العين. يبرر البعض بأن نشر مقاطع فيديو أو صور المتصدقين هي إنما لتشجيع الناس على التصدق وحثهم وتحفيزهم عليه، وهو سبب غير معقول لأن حفظ كرامة الفقير وصون ماء وجه المحتاج لايمكن التفريط بهما على أية حال، يمكننا عمل رسوم وتصوير مقاطع لا يظهر فيها شخص الفقير. لا أدري من اين أتت ثقافة التشهير بالفقير والمحتاج؟! الذي أخشاه واقعا أن يكون المرائون هم الذين يروّجون لهذه البضاعة المزجاة والسلعة الفاسدة، ففي أيامنا هذه قد كثرت الأسواق وتعددت البضائع وتنوعت العروض. قلت لأحد التجار وكان يجلس في مكتبه وأمامه دستة أقلام: هل هذه الأقلام  للبيع ياسيدي؟ فقال: كل شيء عندنا للبيع!!! قلت: صدقتَ أيها التاجر، نحن في زمن نبيع فيه كل شيء للأسف الشديد.
 كان الإمام علي بن الحسين عليه السلام يتصدق بالليل وعندما رآه أحد أصحابه في الطريق وهو يحمل جراب الخبز على ظهره قال له: دعني أحمل عنك هذا يابن بنت رسول الله. فقال له الإمام ع: صاحب الشيء احق بحمله، وكان عليه السلام يقول: "إن صدقة السر تطفيء غضب الربّ عز وجل". كان يحمل على ظهره الشريف الخبز والدقيق ويوزعه على فقراء المدينة ليلا فكان بعض منهم يعيشون ولايدرون من اين كان معاشهم كل ليلة، فلما توفي الإمام ع فقدوا ما كان يؤتون به في الليل فعلموا أن ذلك المتصدق الذي يطوف عليهم وهو يحمل على ظهره ما تجود به نفسه هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
والحسن المجتبى كريم أهل البيت..
جاء رجل إلى الإمام الحسن المجتبى عليه السلام فشكى حاله وعسره وأنشد قائلا:
لم يبق عندي ما يباع ويُشترى
يكفيك رؤية مظهري عن مخبري
إلاّ بقية ماء وجه صنتهُ
على أن يباع، وقد وجدتك مشتري
فدعى الإمام الحسن من كان في الدار وقال: كم عندك من المال؟ قال: إثنا عشر ألف درهم فأمره بدفعها إلى الفقير وإنه يستحي منه فقال الغلام: إذاً لم يبق شيء عندنا للنفقة فأمره ثانية بإعطائها إليه وحسن الظن بالله تعالى، فدفع المال إليه وإعتذر للإمام عليه السلام منه وقال: إنا لم نوفِ حقك لكن بذلنا لك ما كان عندنا ثم أنشد:
عاجلتنا فأتاك وابر برنا 
طلاً ولو أمهلتنا لم نقصرِ
فخذ القليل وكأنك لم تبعْ
ماصنته وكأننا لم نشترِ
تعليق..
الأبيات التي انشدها ذلك المحتاج الفقير تدل على أن ماء الوجه هو أغلى وأعزّ ما يملكه الإنسان المحترم ولايبيعه إلاّ لمن يصونه ويحفظه، فكرامة الإنسان أغلي عليه من الذهب والحلي والمجوهرات ذلك ان الحق سبحانه وتعالى كرّم بني آدم وأعطاه المكانة اللائقة والمنزلة المحترمة  وفضله على كثير من خلقه "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا".مؤلم جدا ان ننشر صور ذلك الفقير واحيانا صور عياله بحجة التشجيع على التصدق ومساعدة المحتاجين. هذه الدنيا متقلبة بأهلها من حال إلى حال فلا غنىً يدوم ولا فقر. ما رأيك أيها السيد المحترم إن تعرضت لذات الموقف يوما وأصبحت مفلساً معدما فقيرا معوزا محتاجا بعد ثراء وغنى!!!. تريث كثيرا سيدي قبل الإجابة. 
شيء من الطفولة..
في أحد أيام الصيف القائظ رأيت والدي ـ رحمه الله ورحم موتاكم ـ وقد جهّز بعض الطعام ووضعه في كيس أسود لايشف عما داخله وتوجه على غير عادته إلى جهة المشراق في النجف الأشرف. طلبت منه أن اساعده بحمل ذلك الكيس البلاستيكي الأسود فأبى وقال أن الحمل يخصه ولا يريد ان يتعب أحدا بحمله، فقلت أنت رجل كبير السن وتتوكأ على عصى عند المشي وهذا الثقل يوجع رجليك. إبتسم وقال: أبدا الأمر ليس كذلك ياولدي العزيز، ربما يكون ذلك عندما يحمل الإنسان بعض أمتعة الدنيا ولكن متاع الآخرة خفيف الحمل ثقيل في الميزان. علمت أنه يحمل بعض الصدقات للمحتاجين. رافقت والدي وانتهينا الى بيت سيد جليل أعرفه تمام المعرفة حيث كان من المواظبين على صلاة الجماعة خلف السيد محسن الحكيم تغمده الله برحمته ويحضر دروس العلامة الشيخ إبراهيم الكرباسي رحمه الله بعد صلاة الفجر في مقبرة السيد محمد سعيد الحبوبي في الصحن الحيدري الشريف كما أنه كان آخر من يخرج من الحرم المطهر لأمير المؤمنين ع قبل إغلاقه ليلا. كنت أعرف عن ذلك السيد الجليل الكثير الكثير وربما الإسترسال هنا في وصف شخصية ذلك السيد يخرجنا عن وحدة الموضوع. أجل أعرف الكثير عن ذلك السيد، لكن الذي لم أعرفه هو فقره وعوزه فكان يببدو لي غنيا ميسور الحال والواقع هو خلاف ذلك فقد كان شديد الفقر وبنفس الوقت كان شديد التعفف. كان يخفي فقره وعوزه ومن شدة فقره أن أولاده يتناوبون على لبس الأحذية أجلّكم الله، وبناته يتناوبن على لبس العباءات فلا تملك كل واحدة منهن عباءة خاصة بها. أعطاه والدي ما جهّزه له وقبّل يديه وكاد أن يقبّل رجليه وخرجنا. في الطريق سألت والدي: لماذا قبّلت يد السيد يا أبي؟ قال: السيد قبض مني ذلك اليسير بيد الله تعالى وذكر لي الآية الكريمة "أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم"ُ وبكى حزنا وألما على حال ذلك السيد الجليل.
تعليق..
مما لاريب فيه ولاشك أن إظهار الصدقة فيه دعوة وتشجيع وتشويق وحث الناس على فعل الخير وعمل المعروف وبذات الوقت فيه تسلية لقلب الفقير فيطمأن قلبه بأن المجتمع يمد إليه يد العون والمساعدة، لكن الكلام هو في إظهار شخص الفقير ووضعه في مقام حرج  ومخجل لايتمناه، إظهار الصدقة شيء وإظهار الفقير والتشهير به وإراقة  ماء وجهه شيء آخر. الذي ينفق ماله رئاء الناس يكون قد خسر المال وجنى العقاب وذهبت البركة، كالذي ليس له من صومه إلاّ الجوع والعطش، أو كالذي يتلو القرآن والقرآن يلعنه. النتيجة واحدة وهي خسارة الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين. المرائي في الصدقات لا يتصدق بشق تمرة عندما يكون لوحده، فهو يتصدق ليراه الناس لا ليراه مَلِك الناس. شغله الشاغل وهمه الأوحد أن يكون بين الناس من السابقين إلى الخيرات ويشتهر بذلك. مضحك ومحزن حقا أمر هؤلاء المرائين، يخسرون أموالهم ويعرضون انفسهم للمخاطر المهلكة والتبعات المخزية على رؤوس الأشهاد يوم الحساب يوم توفى كلّ نفس ما عملت. على المصلحين والخطباء والمبلغين والمثقفين التصدي لهذا المرض الخطير وتوعية الأمة من شروره وآثاره المدمرة للمجتمع فهو إن إنتشر فسوف يؤدي إلى ظهور فئة فاسدة شريرة وطبقة منحرفة تعمل على إشاعة الرذيلة والمنكر كما انها تؤدي الى إهانة الفقير وحمله على الشعور بالذل والإنكسار والمهانة مما يسبب لبعضهم عقدا نفسية وأمراضا إجتماعية قد تؤثر سلبا على الصحة العامة وربما تؤدي أيضا الى تصرفات وسلوكيات لا تحمد عقباها في الأعم الأغلب. عكس ذلك صدقة السر التي تطفأ غضب الربّ عز وجل وتصون ماء وجه الفقير وتحفظ كرامته فيشعر بأنه أحد أفراد هذا المجتمع وله مكانته كآدمي كرّمه ربّه الذي خلقه وفضله على كثير من خلقه، وان الفقر يزول يوما والغنى لا يدوم البتة. مجتمع يسود فيه التصدق سرا وعلانية دون رياء وتميّز سيكون حتما مجتمعا راقيا يشعر الفقراء فيه بالأمان والإطمئنان. لو علم المرائي أن الصدقة تقع في يد الله قبل ان تقع في يد العبد لإستحى من الله تعالى واتقاه وانتهى عن هذا العمل السيء وقبّل الصدقة قبل أن يعطيها الفقير. عن الإمام السجاد علي بن الحسين عليهما السلام: "إنَّ الصدقةَ لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد الربّ". وعن الحبيب المصطفى ص: "الصدقة تمنع سبعين نوعا من البلاء". جاء في الخبر: "بأنَّ أعمال ابن آدم تتلقاها الملائكة إلاّ الصدقة، فإنَّها تصل مباشرة إلى يد الله سبحانه". الرياء في الصدقة كما الرياء في الصلاة والحج هو عمل شيطانيّ بإمتياز، لأن الغوي الرجيم عليه لعائن الله مهمته هي تخريب الأعمال وإفسادها وإبطالها وحرف وجهتها حتى لا تصل الى درجة القبول ولا تحضى برضا الله تعالى، كالذي يحاول وضع العوائق والموانع والمطبات الفولاذية في الطريق العام لإتلاف عجلات السيارات وبالتالي عرقلة مرورها وسيرها بإنسيابية بغية منعها من الوصول سالمة الى وجهتها التي انطلقت من اجلها. واضع العراقيل والعوائق هو حسود لئيم لايريد للناس السلامة ولايتمنى لهم التوفيق فيحاول جاهدا ان يؤذيهم ويسبب لهم المتاعب والآلام، والشيطان يفعل ذات الشي فهو يتربص بالمؤمنين ويحاول ان يقع بالمتصدقين وينال منهم حسدا من عند نفسه لأنه مطرود من رحمة الله ومبعد. عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "وليس شيء اثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن، وهي تقع في يد الرب تبارك وتعالى قبل أن تقع في يد العبد". وقد ورد في الأخبارعن أهل البيت صلوات الله عليهم انهم كانوا أحيانا يقبلّون الصدقة احتراما وتعظيما لها ثم يعطونها الفقراء، ومن هنا دأب المتصدقون على تقبيل الصدقة ومن ثم يعطونها الفقير لأن الله تعالى هو الذي يقبضها ويضاعفها أضعافا كثيرة إن كانت خالصة لوجهه الكريم. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الصدقة يجب ان تكون خالصة لوجه الله تعالى وان تكون من حلال خالص لا كالتي تصدقت من مال حرام فقيل فيها مثلاً:
كصاحبة الرُّمان لمّا تصدقت *** جَرَت مثلاً للخائنِ المُتَصَدِقِ
حديقة أبي الدحداح الأنصاري..
"قيل أن سبب نزول الأية الكريمة "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة" هو أن رسول الله ص قال: "مَن تصدقَ بصدقة فله مثلاها في الجنّة". فقال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله إنَّ لي حديقتين إن تصدقت بأحدهما فإنَّ لي مثليها في الجنّة، قال: نعم.
قال: وأم الدحداح معي، قال: نعم.
قال: والصبية معي. قال: نعم
فتصدق بأفضل حديقتيه فدفعها إلى رسول الله.
فنزلت الآية فضاعف الله له صدقته ألفي ألف وذلك قوله أضعاف كثيرة.
فرجع أبو الدحداح فوجد أم الدحداح والصبية في الحديقة التي جعلها صدقة، فقام على باب الحديقة وتحرج أن يدخلها فنادى يا أم الدحداح، قالت: لبيك يا أبا الدحداح.
قال: إني قد جعلت حديقتي هذه صدقة واشتريت مثليها في الجنّة وأم الدحداح معي والصبية معي.
قالت: بارك الله لك فيما اشتريت وفيما اشتريتت فخرجوا منها واسلموا الحديقة الى النبي فقال النبي: كم نخلة متدلّ عذوقها لأبي الدحداح في الجنّة".
تعليق..
لابأس من الإشارة على عجل بأن التصدق يجب ان يكون بالأحسن والأجود والأفضل والأغلى كما فعل أبي الدحداح عندما تصدق بأفضل حديقتيه. شاهدت بعض المتصدقين يتصدق بملابس بالية خرقة ممزقة لا تكاد تنفع حتى لمسح أرضية المنزل، آخر رأيته يتصدق بنقود ورقية ممزقة وعليها ستين شريط لاصق وثالث تصدق بما فضل من طعام لا تأكله حتى القطط مع احترامنا للقطط. يا أخي المحسن المتصدق المحترم الكريم يد الله هي القابضة فكيف نضع في يد الله ما لا نقبله من أحد ونستهجنه ونستنكره!!!
جاء في الأخبار أن علي بن الحسين عليه السلام كان يشرف بنفسه على الطعام حينما يجهز وينادي: اغرفوا لآل فلان واعطوا آل فلان واوصلوا لآل فلان ولا يتناول بأبي هو وأمي إلاّ لقيمات معدودة. بتعبير أهلنا: تصدقوا من رأس القدر لا بما يفضل من طعام وغالبا ما يكون ملوثا.
يا ليتها كانت كبيرة..
يحكى ان رجلا قال وهو ينازع سكرات الموت: يا ليتها كانت جديدة، ثم قال بعد هنيئة: يا ليتها كانت كبيرة، ثم قال بعدها: يا ليتها كانت طويلة. شاء الله تعالى ان تتحسن صحة هذا المحتضر ويتعافى بعد ان وهب الله تعالى له الحياة، فسأله الذين سمعوه عن معنى تلك الكلمات، فقال: شاهدت النار، وليس بيني وبينها حاجز إلاّ بعباءة فيها ثقوب كنت قد تصدقت بها، فجيء بها سترا بيني وبين النار فتمنيت انها كانت جديدة حتى اتقي بها النار التي تدخل من الثقوب. وكذلك فقد تصدقت برغيف خبز صغير واذا به قد وضع واقيا من النار امام وجهي فتمنيت لو كان كبيرا كي يغطي كل وجهي. وكذلك فقد كلفني احد المؤمنين قضاء حاجة فمشيت معه في حاجته، وابتعدت عن النار بمقدار تلك المسافة التي مشيتها معه فتمنيت انها كانت أطول من ذلك كي ابتعد عن النار اكثر.
تعليق أخير..
المتصدقون المخلصون يتمنون أنهم لو تصدقوا بأكثر وبأغلى وبأجمل ما يملكون لأنهم بذلك يدّخرون ما تصدقوا به لذلك اليوم الذي  يحتاجون فيه أجر هذه الصدقات وسائر اعمال الخير والمعروف، لكن في المقابل ماذا يتمنى الذي أنفق ماله رئاء الناس وأتبع ما أنفق منّا وأذىً؟!
أليس من الغباء ان ينفق المرائي ماله من اجل الشهرة وحب الظهور لكنه لا يحظى بشيء ذي بال ولا يحيى حياة طيبة ولا يسعد ولا تقرّ له عين، بل عليه وزرالسنّة السيئة التي سنّها ووزر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله. سلّمنا الله وإيّاكم من الرياء والسمعة والخيلاء والغرور وكل ما يوجب سخط الربّ عز وجل والنيران، ووفقنا الله وإيّاكم للبذل والعطاء ومساعدة الفقراء والسعي في قضاء حوائج المؤمنين وإدخال السرور على قلوبهم بقول حسن اوعمل صالح او معروف وما يقربنا الى الله زلفى وننال به رضاه والجنّة.
 

نسأل الله العافية 


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جعفر الكيشوان الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/11



كتابة تعليق لموضوع : الرياء يمحق الأعمال الصالحة.. الرياء في الصدقات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net