احذروا ماوراء فيديو تعذيب الفتى
مراقب سياسي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كلنا رفضنا الأسلوب البذيء الذي تعامل به أفراد شرطة مع الفتى  الذي تم اعتقاله بساحة الخلاني، لكن تداعيات القضية ظل الجميع يجهلها.

واضح ان الفيديو كان من توثيقات عناصر جهاز المخابرات لأحداث التظاهرات، وقد قامت بتسريبه في هذا الوقت تحديدا بهدف إقالة رئيس قوة حماية النظام وحل هذه القوة، وإطلاق جميع المعتقلين على ذمة عنف التظاهرات. وهو سيناريو رأى فيه الكاظمي مخرجا للتسوية مع اقطاب تحرك الساحات.

ويبدو أن الكاظمي وقع في فخ كبير، إذ أن البعث نجح في قلب الطاولة، وسحب البساط من تحت أقدامه، واستغل الفيديو عبر جيوشه الالكترونية لشن اوسع حملة تسقيط للقوات الامنية، وتحريض عليها، ونزع الثقة منها بما يهييء له الاجواء لأي حراك فوضوي قادم. فحينئذ ستكون ساحة الرأي العام مستعدة نفسيا لتصديق أي إشاعات وافتراءات على القوات الامنية، والتفاعل مع اي دعوات للصدام معها. 

كما استثمرت جيوش البعث الالكترونية الفيديو في تغطية التاريخ الاجرامي الأسود للبعث، وما كانت اجهزته القمعية تمارسه من تعذيب وتذويب بالتيزاب ومجازر جماعية.. فالحملة لم تشهد تعليقا واحدا يقول ان ماحدث للصبي يعيد للاذهان زمن القمع البعثي. 

بالاضافة الى ذلك استثمر البعثيون ومعهم جيوش إلكترونية خارجية معروفة (خط أمريكي واسرائيلي وخليجي) الفيديو لشن حملة تسقيط شرسة جدا ضد المرجعية الدينية والمعممين والشيعة بشكل عام، لدرجة ان قام ناشطين وناشطات عرب بعمل فيديوات ظاهرها إنساني وباطنها اتهام الشيعة ومراجعهم بالارهاب وتصويرهم بأنهم أسوأ من داعش. 

صحيح كلنا رفضنا الأسلوب البذيء للتعامل مع الصبي، لكن هذا لايعني ان نحول فتى (حرامي) موقوف بأعمال سرقة الى (رمز وطني)، وان يتشرف رئيس الوزراء باستقبال حرامي في مكتبه.. مثلما تحول حسوني الوسخ، وميمي العطواني، وغيرهم من المكبسلين والشواذ والمخربين الى (ايقونات وطنية).. فهذا هو نهج الجوكر الامريكي في تدمير المجتمعات بتسفيه مراجعها وعلمائها ونخبها الفكرية واهانتهم، وتمجيد المخربين والشواذ والحرامية. 

كان على رئيس الوزراء بدلا من التشرف باستقبال حرامي ، اتخاذ قرارات فورية لإصلاح القضاء ، وأساليب التعامل مع الموقوفين، وتنمية وعي ومهارات المؤسسة الأمية التي هو جزء منها. خاصة أن ماحدث للفتى كان في زمن قيادته لجهاز المخابرات، وموثق لديه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مراقب سياسي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/04



كتابة تعليق لموضوع : احذروا ماوراء فيديو تعذيب الفتى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net