صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

من المسؤول عن الواقع المتفجر ..؟؟
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تفجيراتٌ الخميس الدامي تفجر مجموعة من أسئلة 
 
كان وما زال المواطن العراقي يحلم بالاستحمام  تحت شلالات الأمن والاستقرار النسبي ..  وان حالة الهدوء والاستقرار الأمني  لا تروق للأعداء والمغرضين ,  الذين يسعون دائما وبشتى الطرق الوضيعة ,  والأساليب الخسيسة , لتعكير صفو المواطنين واستقرارهم وبث الفزع والهلع في النفوس الآمنة المتعبة  .
 إن الحاقدين والموتورين وكل المتربصين يحاولون بدأب خلق ظروف قاسية وأجواء مرعبة كي يفشلوا كل شيء ,  ولكي يثبتوا ويبرهنوا للآخرين بأنهم أقوياء وبيدهم مفاتيح التغيير والرغبات , وقادرين على تحديد وإصابة أي هدف وفي أي وقت يشاءون فيفجرون في بغداد وكربلاء وصلاح الدين والناصرية والموصل وديالى و و الخ ,  ويغتالون  الشخصيات المهمة في قلب العاصمة بغداد ويخطفون الأبرياء ويبطشون بهم  وكأنهم في ساحة مؤمنة لهم ,  فيصولون ويجولون وهم  خارج الرصد والمراقبة ..!! وهنا يتساءل الجميع بدهشة وحرقة واستغراب ,  كيف تسنى لهؤلاء القتلة المجرمين أن يفجروا أكثر من تفجير في بفارق زمني بسيط .. !؟  وهنا تقفز حشود من التساؤلات ,  أين هي الأجهزة الأمنية ..!؟  وأين أنشطتها ورصدها ومتابعاتها ..!؟ وأين ممارسات وزارة الداخلية والدفاع..!؟  وأين مؤسسات الاستخبارات وأجهزة المخابرات وأفراد الأمن الوطني و..و .. الخ  ..!؟   وعلى أية وسائد كانت تنام وبأي عذر تعتذر  ..!؟ وبأي طرح تقنع به المواطنين والعوائل المفجوعة  ..؟؟ .
إن ما حدث من كوارث وفواجع في يوم الخميس الدامي قد أثار وأجج الغضب والاستنكار لهذه الماسي التي فتت ومزقت القلوب والضمائر , فهذه الحوادث الدامية المفزعة ما هي إلا رسائل إجرامية من المجرمين إلى الحكومة التي هي الأخرى اندهشت واستغربت من هذه الظاهرة التي أراد منها المجرمون أن يعلنوا بأنهم ها هنا في الساحة وبيدهم القرارات المضادة وقادرون على إلحاق أفدح الخسائر والإضرار بعراقنا الصابر وأبنائه المنكودين والمتعبين والمفجوعين . ويبدو أن هذه الرسائل هي بمثابة محاولات لإفشال القمة العربية التي ستعقد في بغداد وكذلك إفشال المؤتمر الوطني المزمع عقده قريبا في العاصمة العراقية . 
إن هذه التفجيرات الدموية تفرض أول ما تفرض وبإلحاح أن يتم اجتماع موسع يضم القيادات العسكرية والأمنية والمخابراتية  وبأعلى المستويات ويناقش هذه الحالات المريرة ويحدد ويشخص  المقصرين والمتسترين والمخترقين والمدسوسين . ويتخذ اشد وأقسى العقوبات بحقهم ,  كما يجب وضع خطط ذكية ومتطورة ومحسوبة بدقة وإمعان بوضع حد لهذه الحالات القاسية التي تكبد العراق وشعبه الكثير الكثير من الدمار والتخريب وزرع الخوف والرعب والهلع في النفوس المستقرة والآمنة  .
إن كل مخلص شهم غيور يتساءل وبمرارة ,  كيف تمكن هؤلاء القتلة الإرهابيون من اختراق كل الحدود و الحواجز والمفارز والسيطرات ووصلوا إلى أهدافهم ونفذوا جرائمهم ببرودة أعصاب وبلا خوف أو توجس..!؟ فما معنى ذلك ..!؟ هل أن أجهزة الرقابة والسيطرات محشوة بالمدسوسين..!؟ وهل هنالك من يتسترون على هذه الحالات مقابل أثمان مدفوعة ..!؟ أم هذه الأجهزة خاملة ومغفلة وليس بمستوى المسؤولية , أم ما ذا يا ترى .. !؟ .
إن كل مواطن وطني وحر وشريف  , وملتزم بحب وتربة الوطن ,  ومتجذر بالولاء لهذا الشعب المنكود لا ولن ولم يسكت أو يصمت ويبلع لسانه عن هذه الجرائم والدماء الزكية الطاهرة والأرواح التي زهقت بغير حق والتي ستظل قناديل نور ينير دروب السائرين إلى مرافئ المجد والأمن والازدهار ,  وستظل وصمة عارفي جباه الجبناء الحقراء الأجراء السفلة والقتلة . 
إن الواقع المتفجر والملتهب والمتطور يفرض على كل واحد منا أن يكتب بالمبضع والسكين ,  ولا يخشى أحدا ولا تأخذه في الحق لومة لائم ,  فهذه الظواهر المدمرة  لن تعفو أي منا عن تحمل مسؤولياته الوطنية والمبدئية والأخلاقية ,  فالحالة تبعث وتحث  على المجاهرة بما في القلب ,  والكاتب والصحفي والإعلامي والبرلماني والمسؤول الساكت عن الحق والحقيقية شيطان اخرس ,  وكل من يغط رأسه في رمال الإهمال واللامبالاة فانه إما أن يكون خائنا أو عميلا أو جبانا  أو متسترا أو ضالعا في الإرهاب الأسود والجرائم .. وكل من يتغافل ويتجاهل هذه الدماء الزكية الطاهرة فانه أقذر عدو,  وأخس مخلوق على وجه البسيطة ,  وان هذا الذي يستمريء منظر هذه الدماء المسفوحة فانه لا يستحق أن يعيش على أديم هذا الوطن المثخن بالجروح والقروح ,  وان أية عقوبة مهما كانت شديدة وقاسية فأنها لا تساوي قطرة دم واحدة من هذا النزيف الذي لا ينقطع . فأين متابعات المسؤولين والوزراء ومستشاريهم ورئيس الجمهورية ونائبيه ومستشاريه والمؤسسات العسكرية والأمنية ..!؟ فمن يستطيع أن يعفو نفسه عن مسؤولية ما حدث ..!؟ فكلنا مسؤولون عن هذا الوطن المقهور من الطفل الرضيع إلى الرجل الذي أناخ به العمر ,  لان وطننا هو هويتنا وشرفنا ووجودنا ومستقبلنا .. فكيف لا نتكاتف ولا نتسابق بالتضحية والفداء من اجل ديمومته وشموخه وتألقه ..!؟
لنكن صريحين مع أنفسنا وشعبنا ونسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية ولا نختفي تحت لحاف الادعاءات والكنايات ,  فالسؤال المهم والاهم  من المسؤول عن هذه التفجيرات وقد تتزايد مستقبلا كتزايد الخلافات والصراعات السائدة بين أقطاب العملية السياسية..!؟ .
 إن المؤلم حقا والمفجع واقعا ,  إننا نسمع كل التصريحات والإدانات المتناقضة ..  فهذا يقول أن البعثيين والإرهابيين وراء هذه الجرائم والتفجيرات .. وهنالك من يقول أن وراء التفجيرات دول الجوار.. وهناك من يدعي أن وراء التفجيرات الدامية قوى من العملية السياسية , وهناك من يقول أن هذه التفجيرات متأتية من أن المجرمين وطيلة المدة المنصرمة  لم يعاقب احد منهم بعقوبة الإعدام ويشنق أمام عوائل الضحايا ,  ومن امن العقاب أساء التصرف ,  وركب رأس التطاول والعناد .. وهنالك من يتساءل ما هو دور ومسؤولية الدولة بمثل هذه الظاهرة الدموية الفتاكة ..؟؟ إننا قد شبعنا من التصريحات الرنانة والتعليقات المدوية والاستعراضات الجوفاء والممارسات الرعناء وتراشق وتبادل الاتهامات والإدانات الهزيلة  .
 إن الواقع المفجع يحتم أن نحاسب أنفسنا ونجلد جلودنا ونجاهر بصراحة عن كل مخبأ ومستور ,  ولا نخفي أي شاردة أو واردة بخصوص الملف الأمني , فقد بلغ السيل الزبى وتجاوز حده .. والويل والثبور لكل من لا يمارس دوره المطلوب لمثل هذه الظواهر المنهكة ,  فكفاية كفاية من التخوف والتستر والمجاملة والمخاتلة والمداهنة وتغطية الجرائم بغطاء رثٍ ومهلهل . فلمصلحة من لا نمارس أقسى وأقوى وأمضى العقوبات بحق كل من يسفك قطرة دم من أبناء الشعب ويلوث شبرا واحدا من تراب الوطن المقدس ..!؟.
إننا مطالبون وبقوة أن نضع حدا  لانشقاقاتنا وتمزقاتنا وخلافاتنا التي استفاد منها الإرهابيون والمعتدون ومن يدعمهم في الداخل ومن وراء الحدود , والتي لن تدمر وتخرب وتمزق إلا البؤساء وممتلكاتهم والفقراء  ودورهم ,  وقد شاهدنا عبر الفضائيات الدمار والتدمير الذي لحق بالمواطنين الأبرياء الذين كانوا يحلمون بالأمن والأمان والبناء والأعمار والانتصار على زعانف الشر و تجار الدمار . 
 ولا يفوتني إلا  أن انوه بان هذه الماسي والمخازي تساهم بها بعض الفضائيات المشبوه والمسمومة والتي تعلم وتعرف الكثير عن زوايا وخفايا ومخابئ الإرهابيين والمجرمين فتضخم أعمالهم وتتستر على البعض منهم لقاء أجور مدفوعة ومعروفة سلفا ..  فعلى الحكومة العراقية أن ترصد وتتابع بدقة وإمعان ما تبثه الفضائيات المأجورة من سموم وغيوم الغاية منها دمار وتمزيق الوطن والمواطن , وعلى الحكومة أن  تتخذ اشد الإجراءات بحق كل فضائية أو صحيفة أو أي وسيلة إعلامية  تتعاطف وتغذي أنشطة الإرهابيين والقتلة والسفاحين والمتآمرين وباعة الضمائر وكل أعداء العراق المكلوم والمأزوم .. وان المستقبل سيحمل لنا مفاجئات ومتغيرات تثير الشراذم والمسعورين من اجل تخريب ما تبقى من العملية السياسية , والحُكم والحَكم والحاكم هو شعبنا العراقي الأصيل . 
 
مدير مركز الإعلامِ الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/29



كتابة تعليق لموضوع : من المسؤول عن الواقع المتفجر ..؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net