صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

الوظيفة العامة ومستلزمات ايجاد الموظف الجيد
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الوظيفة العامّة هو العمل الذي يدخله الانسان فيها كمهنة لاستمرارمعيشته تحت مسؤولية الحكومة مباشرة التي عليها اختيار الاشخاص المناسبين حسب الحاجة والتخصص وطبقاً لمهارتهم وقدراتهم المناسبة ، وتخضع هذه الوظيفة لمجموعة من القواعد ، وتخصص حقوقها ضمن الميزانية العامة و الموظف ،هو الشخص الذي صدر قرار بتعيينه في مؤسسات الدولة او السلطة المختصة وتكون الوظيفة للخدمة العامة في دوائر و مؤسسات الدولة وتحت مفهوم السلطة أو السيادة التي تتمتع بها الدولة وما يتبع ذلك من كون الوظيفة العامة هي ممارسة فعلية لهذه السيادة، التي تمنح الشعور لبعض الموظفين بأنهم يمارسون اختصاصات وظيفية مرتبطة بهذا المفهوم وهناك أربع ممارسات ثانوية للنجاح ينبغي اتباع أيِّ اثنتين منها. تشمل الممارسات الثانوية: ملَكات الموظفين، والقيادة والحوكمة، والابتكار، وعمليات الدمج والشراكة مع الزملاء للوصول الى الهدف المطلوب .

تعدّ الوظيفة العامّة من المهام الاساسية التي يُنجزها الشخص لخدمة الصالح العام وفي الواقع انعملية اختيار الموظفين لشغل مناصب ووظائف معينة في أية مؤسسة بالدولة هي واحدة من الأمور التي تؤرق وبشدة أصحاب المسؤولية ، باعتبار أن اختيار الموظفين المناسب تعتبر من الامور الصعبة في كثير من الأوقات لانه العامل المؤثر في زيادة إنتاجية ورفع معدلات النمو السنوية للوزارات وللمؤسسات والشركات التابعة لها،
وتخضع هذه الوظيفة لمجموعة من القواعد التي ينظمها القانون الإداري، كما أنها تخرج من نطاق تطبيق قواعد قانون العمل؛ لأنها تبين السياسات العامة المُتبعة في الدول، وأيضًا قدرة الموظف العام على آداء مهامه على الوجه الأمثل و لا بُدَّ من أن تُفرض عليه التزامات، حيث يجب أن يقوم بأداء المسؤوليات التي عُيّن من اجلها في الوقت والمكان المناسبين وحسب مقتضاياتها ، لا شك فيه أن هناك بعض الجهات الحكومية الحالية فعلاً يلاحظ عليها وعلى موظفيها ضعف الإنتاجية إو أكثر ما يقال موت الإبداع لديىهم لفقدانهم ثقافة العمل والكفاءة والقدرة والتعيين في ضوء المحسوبيات ( بالواسطة ) السوسة التي تنخر العمل و غياب المراقبة والعقوبة المتشددة و الموظف المتميز أصبح عملة نادرة في الإدارات الحكومية في زمن تتقلب فيه الظروف والموازين فالإخلاص في العمل وتأديته على الوجه الأكمل لم يعد سمة الكثير من الموظفين الذين ينظرون الى الوظيفة نظرة روتينية طابعها الملل ومن هنا فأن الموظف العام لا يمكن أن يقدم خدمات وظيفته للجمهوربهذه التصور الغير سليم ، إلا وفق مفهوم قائم على ممارسة سلطة معينة .

هذه الحالة لا يمكن رؤيتها في القطاع الخاص القائم على فكرة الخدمة بمقابل العمل بينما تراها عند الموظف الحكومي في ظل غياب التنوّع الثقافي في الاختيار الصحيح التي يجب ان تشمل بيئة العمل وتعددها من ناحية المهارات المهنية، والشخصيات، والسلوكيات في العمل والحياة، والصفات الفردية لتساهم هذه المسميات في إنشاء بيئة عمل محفّزة وممتعة.

لينتج البعض الاخر من الذين يتمتعون بمجموعة من الصفات السيئة التي تتسبب لهم الإخفاقات المتكررة وإرباك الأداء العام في المؤسسة التي يعملون فيها وتعطيل مصالح المراجعين، وعدم الجودة في تقديم الخدمات العامة؛ لأنهم بعيدون عن روح العصر ولان المشكلة تعود إلى الثقافة والقيم المجتمعية السائدة في بعض تلك المجتمعات المرتبطة بها أكثر من ارتباطها بالنظام وأحكامه ولوائحه وغير مواكبة للمناهج وآليات العمل الحديثة في الإدارة، وقد تكون أقرب في ممارساتها الإدارية إلى القيم الأسرية والاجتماعية الموروثة، وأن ما يلاحظ على بعض موظفي تلك الجهات التقاعس وعدم الالتزام بساعات العمل الرسمية والضعف في الإنتاج ، في الشكوى الدائمة ولا يرضيه شيئ ، ويقدم الاعذار ولا يتحمل المسؤولية حين الخطأ، ولا يبدي حماساً حين التكليف بعمل او مشروع ، ولا يقوم بأي مبادرة، عدم استثمار نفسه او تنمية مهارته ليطور نفسه ، لايحب العمل الجماعي ولا يساعد الاخرين ، ويدعي اعراض امراض مختلفة غير حقيقية ، وخلق حجج وهمية للهروب.

إن الموظف الذي يكتفي بوضعه المتمادي هذا و لا يعمل على تطوير نفسه و السعي المستمر وراء الفرص التي تزيد من نموه و تطوره الوظيفي إلى جانب دفعه نحو الأمام في مسيرته المهنية سيعرض نفسه لخسارته حالة الأتزان الهشة التي هو فيها. لعدم امتلكه رؤية واضحة لحياته المهنية او إستراتيجة و جدول زمني لتحقيق التقدم و بالإضافة إلى عدم تقيمه التقدم الذي أحرزه في مجال ما بإعتماده على تلك الإستراتيجية وفق جدول زمني. ليتعلم و يطور لذاتيه في هذا الزمن في حين من الواجب عليه أن يزيد من إطلاعه على أحدث الأدوات و الأساليب و التكنولوجيات في حقله و عليه أيضا التعاون مع زملائه لفتح المجال أمام الموظفون الماهرون الذين يبحثون عن الطرق الصحيحة لنموهم و تطورهم الوظيفي بجد أكثرليستفادوا منهم .

يحرص الموظف المتميز والجيد ليكون ملتزماً ودقيقاً في أعماله ومواعيده، ومن اهم مميزاته الوظيفية المثابر والحريص على اداء العمل ،سرعة فهم واستيعاب كليات وتفاصيل العمل بالإدارة والوظيفة التي يعمل بها ، إتقان المهام الوظيفية الخاصة بالوظيفة وفق معدلات الأداء المستهدفة المساهمة المستمرة في تطوير العمل بالوظيفة ومجال العمل ،الإبداع والابتكار والتسابق المستمر، الإخلاص وقوة الانتماء للمؤسسة والإيجابية والتفاعل مع تحديات ومشاكل العمل بالمؤسسة ،ويعرف أنّ جدول العمل غالباً ما يكون مليئاً بالنشاطات والمواعيد، فيخلق جواً إيجابياً في بيئة العمل، ويُحافظ على مهنيته ويُفكر فيما يقول ويتصرف أثناء تواجده في العمل، وعدم شغل أو استغلال وقت العمل في أيّة أعمال أخرى خاصة ، وان يكون مهيئ لاعداد نفسه وذاته بمقومات يحملها لمدلول فكري ويتمتع بروح التعاون والتفاؤل ويحمل كم معرفي الذي يؤهله الى المسؤولية حتى يكون ذات تحركات مدروسة وصحيحة ليرقى الى المسؤوليات الاعلى في المستقبل والمثالية وحدها لاتكفي ليتحقق النجاح بالعمل مالم يكن مصاحباً لها قدرة وعطاء متميز حديث يقدم كل جديد ومفيد لإنجاز الأعمال المناطة به بكل همة واقتدار و لاشك ان عدم كفاية التعليم وتطوير المهارات يوقع مسيرة العمل في حلقة مفرغة من الضعف في الانتاجية المتدنية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/30



كتابة تعليق لموضوع : الوظيفة العامة ومستلزمات ايجاد الموظف الجيد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net