صفحة الكاتب : محمد جواد الميالي

الكارثة التي لا تنسى
محمد جواد الميالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تصل العملية السياسية إلى أنغلاق تام، مباحثات قادة الكتل لا تجدي نفعاً، إدارة البلد تتجه نحو الإنهيار السياسي، بسبب تشبث مختال العصر بمنصب رئاسة الوزراء، أرتفاع شعار "ماننطيها" في كافة مواقع التواصل الإجتماعي، أننا مقبلون على إنهيار أمني، ولا أحد يعلم ما الحل!؟

تاريخ ٨/٦/٢٠١٤ تدخل عجلات الدفع الرباعي إلى الموصل بغطاء حماية من الطائرات الأمريكية، وجوههم مغبره، ملابسهم تعلوا القدم شبراً وراياتهم سوداء.. أما مشايخ أهل الموصل فأستقبلوهم بأهازيج الفرح والرقص، مستبشرين عزاً بجهاد النكاح الذي سيطال نساءهم!؟ وبدماء الجيش التي ستسفك بسيوف أبنائهم، سَلَم قادة الجيش المعدات والآليات لقادة الأرهاب، تاركين خلفهم جنودٌ بلا قائد، ليحملوا العار في حقائبهم مع بعض الدولارات، هاربين إلى أربيل، ليستضيفهم ملكهم الخائن.. عندها أرتفعت الشعارات وتعالت، ليصرخوا بإقامة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" هدفها كان واضح في منشوراتهم.. "نعم لهدم لقبور الأئمة، والف لا للوجود الشيعي في الحكم" هكذا بدأت حكاية الخيانة.

ساحات العز والتظاهر التي كانت تنادي "قادمون يا بغداد" أصبحت تغني " نقطع الرأس ونقيم الحدود" فكانت طقوس المبايعة هي قطع رؤس الشيعة والجنود، أما عملية إعدام الشجاع مصطفى العذاري، الذي تفاخروا بصلب جثمانه أمام مرئى من الناس، بين ضاحك وآخر يرمي الزهور فرحاً، الفتى الشيعي المصلوب على الجسر، كان مفتاح المبايعة!؟ حينها أمست تكريت والأنبار مدن تحت سيطرة الإرهاب، بموافقة أهلها وأنضمام عشائرها لهذا التنظيم.

أما التاريخ الذي لا ينسى، كان في ١٢/٦/٢٠١٤ عشائر البو ناصر والبو عجيل وغيرهم من عشائر تكريت، بالأتفاق مع بعض ضباط قاعدة سبايكر، أوهموا الشهداء الشيعة، بأنهم سوف ينقلونهم "بالتريلات" إلى بغداد ليتركوا الأرض، لكن الغدر والخيانة لا يمكن أن يفارق أبناء الرفيقات.. فوقت الكارثة!

أسر ما يقارب 2500 جندي، وتقسيمهم على عشائر تكريت ليقوموا بإعدامهم في قصر الطاغية صدام، ورميهم في نهر دجلة، ذلك النهر الذي حمل أجساداً طاهره، وتلون بدمائهم الزاكية، أصبح شاهداً على جريمة العصر، التي أمست وصمة عار في جبين شيوخ الغربية، الذين أرتضوا الذل والعار لأنفسهم، ببيعهم للأرض والعرض بجعل نسائهم جواري للشيشاني والأفغاني..

كل هذا وأكثر في ظرف أسبوع، لكن حدث ما غير الخطة وقلب الموازين، عندما أهتزت بيوتات النجف القديمة، لتخرج لنا بفتوى الجهاد الكفائي، التي أفشلت كل المخطاطات والمؤامرات، ليتصدى شجعان الجنوب الشيعي ويكسروا ظهر الإرهاب، ليستعيدوا بذلك شرف نساء الغربية، بعد أن دنسه شيوخهم.. وبعد ثلاث سنوات من مخاض الحرب، قرأ الحشد المقدس.. فتوى الإنتصار بتحرير العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد الميالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/18



كتابة تعليق لموضوع : الكارثة التي لا تنسى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net