صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

المعزي من هو ؟
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 💠 يقول الأخ إبراهيم الكلداني.سؤال إلى من يهمه الأمر من الإخوة المسلمين ،هل تعتقدون حقا أن المعزي المذكور في العهد الجديد هو رسول الإسلام؟؟؟(1)

💠 ونقول له : متى ما أتيت لنا بالكتاب المقدس الأصلي سوف نناقشك ، إما انك تفرض علينا هذه الترجمات التي لايعرف احد من ترجمها وأين أصولها ، فهذا نوع من الخداع ، أين إنجيل السيد المسيح ؟؟ هذه أناجيل أربع وهناك أناجيل بالعشرات قامت الكنيسة بتحريمها .كيف للبشري أن يقوم بتحريم الإلهي. من هم الآباء والباباوات وغيرهم حتى يقوموا بتحريم هذا وتحليل ذاك.(2) وقد ثبُت جهلهم في أكثر من موقف.

💠 يا أخي لا نقاش معك حتى تأتينا بكتاب المسيح إنجيله أو بشارته. ومع ذلك وبما أنك تؤمن بهذه الكتب، أقول لك لو رجعت إلى الطبعات الآرامية القديمة لما وجدت كلمة المعزي أبدا. اذهب وابحث في المخطوطات القديمة التي نقلت بدورها عن مخطوطات أقدم، فقد نقلت الحقيقة التي جرى تغييرها فيما بعد. ومن هنا نرى انفراد يوحنا في إنجيله على ذكر المعزي مع تجاهل بقية الأناجيل لنص المعزّي فلم يوردوا له خبرا، فلو كان النص صحيحا ومهما لماذا أعرض عنه : متى ولوقا ، مرقس ، ناهيك عن ارتباك المفسرين وحيرتهم كما سترى.
💠 يضاف إلى ذلك الاختلاف المريع في نص متى مع انه نفس الكاتب فيقول ( وأما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي).(3) هنا يقول بأن الله سيرسله.
ولكن في نص آخر يقول : ( ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم).(4) في هذا النص يقول بأنه هو من سيرسل المعزي بإذن الأب أي بإذن الله ثم فكيف تزعمون انه الله مع انه يقول إن له أبا وبالمناسبة ولكي يقطع السيد المسيح الطريق على الزعم مستقبلا بأن قوله (أبي) تعني الله أو ابن ا لله ، قام بتوضيح معنى (أبي) حيث قال في نص آخر : (أبي وأبيكم). ولكن انتم تخلطون خلطا عجيبا لإثبات باطل ينفيه المسيح .

💠 ولذلك نرى القس انطونيوس فكري في تفسيره لمراثي إرمياء يقول بأن المعزي هو (الله) ولا أحد غيره كما يقول : (على هذه أنا باكية عيني عيني تسكب مياها لأنه قد ابتعد عني المعزي راد نفسي صار بني هالكين لأنه قد تجبر العدو.ما الذي جعل العدو يتجبر عليها إلا أن الله ابتعد عنها ، إبتعد عنى الْمُعَزِّي. وهو الْمُعَزِّي الوحيد الذي يرد النفس ويعزيها).(5) فلم يقل إن المعزي هو الروح القدس ولم يقل بأن المعزي هو الله المتجسد في صورة المسيح.

💠 وأما القس تادرس يعقوب فيُخالفه ويقول بأن المسيح هو المعزي ثم يضيف معزيا آخر : (السيد المسيح يدعو نفسه معزيًا إذ يلقب الروح القدس المعزي الآخر). فتين أن هناك معزيا آخر وهذا المعزي على ما يبدو على شكل شبح لأن العالم لا يراه كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم : (الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه).وهذا ما يؤكده أيضا القديس اغسطينوس فيقول : (الروح القدس لا يمكن أن يُرى إلاَّ بالأعين غير المنظورة ولا يمكن أن تكون لنا أية معرفة عنه).

💠 للتخلص من هذا الخلط العجيب فقد اجمع مفسروا المسيحية بأن المعزي الذي هو الروح القدس غير منظور لا تراه العيون . ومن هذا نعرف إن المقصود بالمعزي هو شخص سيأتي وليس ملاك . والغريب إن المفسرين اثبتوا جهلهم عندما يقولون بأن المعزي غير منظور مخالفين بذلك قول السيد المسيح الواضح الذي يقول فيه (وأما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم). فكيف يُعلمهم وكيف يُذكرهم وهو غير منظور؟ أليس هذا يدفعنا للاعتقاد بأن التعليم والتذكير سوف يتم على يد شخص يوحى إليه وهو وحده القادر على رؤية وسماع الروح القدس (الوحي). وهذا ما يؤكده السيد المسيح بكل وضوح بقوله : (وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به).(6) والقرآن يصف هذه الحالة (لا يتكلم من نفسه) بقوله : (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى).(7)

📛 المصادر:
1- أثار هذا الأخ السؤال على صفحته مستغلا عدم إحاطة بعض المسلمين بمحتويات الأناجيل ولذلك ترى التعليقات شرقا وغربا من دون معرفة أهداف السائل الخفية التي يهدف من ورائها جعل هذه الأناجيل أمرا مسلما به في حين هو يعلم أن هذه الأناجيل الأربعة ليست إنجيل المسيح بل هي ترجمات عن ترجمات لا يعرف من ترجمها ولا أصول لها.
2- من بين اثنين وسبعين إنجيلا تم العثور عليها قام آباء الكنيسة بالاعتراف بأربعة منها فقط وهي التي بين أيدي المسيحيين اليوم.انظر القس عبد الأحد داود الإنجيل والصليب صفحة 14طبع القاهرة.
3- إنجيل يوحنا 14: 26.
4- إنجيل يوحنا 15: 26.
5- يقول نص سفر مراثي إرميا 1: 16 (على هذه أنا باكية عيني تسكب مياها لأنه قد ابتعد عني المعزي أن الله ابتعد عنها ، إبتعد عنى الْمُعَزِّي. وهو الْمُعَزِّي الوحيد الذي يرد النفس ويعزيها).شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري ، تفسير سفر مراثي ارميا 1_ 16.
6- إنجيل يوحنا 16: 13.
7- سورة النجم آية : 3.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/14



كتابة تعليق لموضوع : المعزي من هو ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net